أولاً علينا أن نفكر لماذا غزت أمريكا العراق حتى نستطيع أن نقول بأنها حققت ما جاءت اليه أم حقاً أنها أنهزمت كالفئران أمام القطط .
غزت قوات التحالف بقيادة أمريكا العراق 2003 بحجة أسلحة الدمار الشامل الوهمية التي نصبتها أمريكا بعيون دولية وأقليمية للوصول إلى هدفها المرجو لضرب العراق وحصلت على ما شاءت ، كما كانت تروج بأنها ستجلب الديمقراطية للعراقيين ، إنما هل فعلاً هذا ما حدث أهذه كانت دمقراطيتهم المنشودة التي كانوا العراقيون ينتظرونها منهم ….؟
أجل أنهم شوهوا صورة العراق وجردوه من دوره الدولي والأقليمي ومن هويته وكرامته وكبريائه ونهبوا ثرواته وقتلوا كفاءاته العلمية والوطنية وهتكوا حرمة وكرامة العراقيين وهجروا الملايين منهم وتركوا فيه الملايين من المعاقين والمعتقلين والأرامل والايتام ومحو الأمية والمشردين ، وجلبوا له المرتزقة والارهاب والفتنة الطائفية والعنصرية حتى فتتوا الهيكل العراقي الصلب القوي ليسهلوا أختراقه متى شاؤوا ، إذاً كما يقال أكلوه لحم ورموه عظم .
والأن بعد أن أنهت تلك القوة الغازية للعراق مهمتها على الارض باشرت بالخروج ولكن يدعي البعض بأن هذا نصر أستراتيجي سياسي للعراق ، هل حقاً ذلك نصر أم عسر هضم في المعدة العراقية التي نقلوا لها عدوى خطيرة نتجت عنها قرحة قوية بسبب المياه والرياح والأطعمة المتلوثة من اليورانيوم التي خلفتها تلك القنابل بشتى أنواعها التي أنهمرت على العراق من ضربات غدر ومؤامرات وخيانات ، لذا علينا أن نتساءل هل حقاً تنسحب هذه القوى الغازية من العراق بعد كل تلك التضيحات والخسائر الكثيرة التي تقدر ب حوالي خمسة ألاف جندي أمريكي قتيل وأكثر من 30 ألف جريح وأكثر من 7000000000 مليار دولار أمريكي خسائر هل حقاً قدموا كل هذا لأجل العيون العراقية والان سينسحبوا دون تحقيق الهدف الذي جاؤوا لأجله ، لا بل أظن بانهم حققوا ما أرادوا لأنهم .
أولاً: حلوا الجيش العراقي الذي كان واحد من أقوى الجيوش الأقليمية حيث إنه كان يهدد المصالح الأمبريالية والكيان الصهيوني وفتحوا الحدود العراقية أمام كل من هب ودب لجلب كل من لهم خلافات معه حتى أصبح العراق ساحة صراع بين الموالي للأحتلال والمقاوم
ثانياً: خلقوا حرب طائفية سنية شيعية هذا لكي يضعفوا الطرفين وكذلك عملوا من الاكراد قوة تفرض قراراتها على المركز في بغداد بأستغلالها الحرب الاهلية بين السنة والشيعة كما كانت وما زالت تتلاعب عليهما معاً .
ثالثاً: قتلوا وهجروا الملايين من الشعب العراقي وخاصة من الكفاءات العلمية والعسكرية العراقية
رابعاً: دمروا الكثير من حضارة العراق ونهبوا خيراته وثرواته
خامساً: جلبوا لنا الديمقراطية التي كانوا ينشدونا بها ولكنها ديمقراطية ذات ثقافة مختلفة عن حكم الشعب بل لهذه الديمقراطية ثقافة الانتقام والجهل والتخلف والعنصرية والطائفية نعم ثقافة الغاب
سابعاً: نصبوا العملاء والفاسدين للمناصب القيادية والحساسة في حكوماتهم المتتالية حتى يساهموا معهم بنهب وتدمير العراق والشعب العراقي
ثامناً: وبعد أن حولوا جنة العراقيين إلى جحيم بأسلحتهم المحظورة التي جربوها في العراق حتى تلوثت تربة ومياه وهواء الرافدين بسموم تلك الأسلحة الفتاكة التي ستبقى أثارها تظهرعلى أجيالنا ربما لمئات السنين ، هل سحب قواتهم من هذا الجحيم هو نصر أم هزيمة لهم ….؟
تاسعاً: وكل هذا حتى أعادة بناء مشاريعها الأمبريالية في المنطقة من جديد
عاشراً : وأهمهم فتتوا الدولة العراقية إلى ثلاث دويلات دولة شيعية ودولة سنية ودولة كردية إن شئنا أم أبينا ، لاجل عيون وخدمة الصهاينة
و بعد كل هذا الدمار الذي اورثوه للعراق هل هناك من عاقل يعتقد بأنهم لم يحققوا حدفهم الذي جاؤوا لاجله …!!!
إذاً علينا أن نسمي الاشياء بمسمياتها حتى نستطيع أن نقول هذا الأنسحاب هو نصر أستراتيجي سياسي للعراق وهزيمة للمحتل أم العكس …؟
لانني أرى بأنهم أرادوا للعراق الذهاب بأتجاه أخر ما بعد الأنسحاب لذلك علينا أن نفكر ونتسأل .
إلى أين سينزلق العراق بعد هذا الأنسحاب الأمريكي …؟
هل إلى القمة أم الهاوية ربما يكون هذا أوذاك
مؤكد إنهم أرادوا له الموت أم نحن إن أردناه نصراً وحياة للعراق فما علينا إلا أن نقوم بمعالجة كل سلبيات ومخلفات الأحتلال التي رزعها بينا من عملاء وغيرها ونعمل بيد واحدة لبناء الدولة العراقية العصرية حتى تفرض نفسها وقوتها من جديد على المنطقة والعالم ، وعندها فقط ستكون هزيمة للأخر ، وغير ذلك بالتأكيد سيكون الأخر المنتصر ، لذا علينا معالجة الأمور قبل فوات الأوان
لانهم خلقوا من العراق دمية ورموها بين طفلين مشاكسين كل منهم يشدها بقوة نحوه إيران الفارسية الشيعية وتركيا السنية وخلفها العرب السنة ، حيتان صغيرة تتصارع لأجل مصالح الحيتان الكبيرة التي تعمل على فرض سيطرتها على المنطقة كي تعيش بأمان وأستقرار ورفاهية ، لهذا أقول ما أغباكم أيتها الحيتان الصغيرة لانكم أخترتم المياه العكرة التي تركوها غيركم منذ أكثر من مئة عام ، أهذه هي مشاريعكم المستقبلية مؤكد أنتم هكذا ذاهبون الى العبودية والأنقراض ، لأن الشعوب تمشي إلى الامام ، أم أنتم لا تسيرون إلا إلى الوراء حتى لا تشاهدون مستقبل أجيالكم الذي ينتظرهم .