19 ديسمبر، 2024 6:44 ص

باي باي امريكا….باي باي عراق…

باي باي امريكا….باي باي عراق…

الشعوب التي احتُلت في العالم كثيره.. وكثيره هي الشعوب التي خرج من ارضها المحتل, ولكن لم نسمع عن شعب محتل لايخرج بتظاهره او مسيره يعبر من خلالها عن فرحه بخروج المحتل الا العراقيين..؟؟!! فحين دخلت الدبابتان الامريكيتان بغداد دخلتهما بصمت… وحين خرجت حشود الدبابات والقوات العسكريه خرجت بصمت.. ومابين الصمت الاول والثاني كان زعيق الامريكان وقوات الإحتلال والشركات الامنيه يصم الآذان .. وقد فاق زعيقهم زعيق من نوع آخر.. هو زعيق الحكومه والبرلمان…. لابد ان نسميهم حكومه وبرلمان.. هكذا هي تسميتهم….
العراق اليوم الى الوراء….العراق دُمر وشعبه تشظى في المنافي ولم يبق من العراق سوى ذكريات هنا وهناك, لاخضره ولا مياه ولم يبق من الوجوه سوى الكالح منها… تركتنا امريكا وقد بنت ديمقراطيه عتيده في القتل والإرهاب وازهاق الأرواح والغاء واقصاء الآخرين.. مع فكر انفصالي عند الجميع دون استثناء… دخلت امريكا العراق وكان دوله … بغض النظر عن حاكمه وطغيانه وجبروته..الا انه كان دوله… لايتجرأ مسؤول من التصريح ضد الحكومه, ولا يتمكن مسؤول من السفر الى الخارج الا بموافقة الحكومه… هذا صح ام خطأ ليس بالمهم… فنحن اثبتنا بالطرق الرياضيه والفيزيائيه والاخلاقيه والإنسانيه اننا لسنا اهلا لتقبل الديمقراطيه… نحن لازلنا في اول الطريق نراوح عند اول السلم غير قادرون على تجاوز العتبه الأولى.. فالعراق فوضى.. تركته امريكا فوضى وتركه العراقيون فوضى… وليس ذلك عبثا… ففي الفوضى يكون الجميع مشغولا في الفوضى لذا يسهل على البعض استغلالها و تنفيذ مايريدون من اعمال القتل والسلب والنهب… فإذا نحن بلا فوضى هذه هي حياتنا فكيف ان كانت فوضى؟؟؟
الهاشمي ارهابي.. ومالجديد في ذلك؟؟ فالحكومه كلها ارهابيه… وكم سمعنا عن الدايني وصولاغ وهادي العامري وسليم الجبوري وعادل عبد المهدي وخضير الخزاعي وفلاح السوداني وغيرهم الكثير على انهم ارهابيين او لصوص.. وبعد جلسه او جلستان بين الفرقاء السياسيون يتم لملمة الموضوع ويعود كل الى منصبه ووضعه الا اللهم الخزاعي فقد تمت ترقيته تقديرا لجرائمه وقد قبل الجميع بذلك وعلى عينك ياتاجر…
الخزاعي يرافق الهاشمي للقاء مايسمى برئيس الجمهوريه هناك لحل الموضوع… وكذلك لقاء حاكم الإقليم… ولكن ان كانت القضيه سياسيه فلماذا لايتم كشف المستور وقلب الطاوله على الجميع ليثبتوا ان المالكي دكتاتور وطاغيه جديد؟؟؟ وان كانت القضيه قضائيه فليتركوا القضاء ياخذ دوره فلربما يكون الهاشمي بريئا ولربما كان فعلا مذنبا…. ولكن لن يتم هذا الأمر ايضا.. فهم يشككون في النوايا السياسيه وكذلك في القضاء… فقد طلبوا نقل التحقيقات الى قضاء اقليم كردستان العادل؟!؟!؟؟! عجبا ومتى اصبح العدل سمة القضاء في الإقليم؟؟ هل في قتلهم المسيحيين واليزيدين هناك دون ان تكون هناك اي نتيجه للتحقيقات؟؟؟ وهل في قتلهم الصحفيين واصحاب الرأي ولا زلنا في انتظار التحقيقات ولن تأتي..؟؟ ام العدل في مصاردرتهم الأراضي الآشوريه والغاء كل دور للطوائف الأخرى ؟؟؟
هي صفقه اخرى من صفقات كثيره حصلت فيها جرائم من قبل مسؤولين في الحكومه العراقيه… لربما سيتم تسوية الموضوع كما تم تسوية غيره من القضايا.. وسيتم تبويس اللحى وسننسى كشعب عراقي طيب القلب ماجرى كما نسينا جرائم الآخرون…او سيتم السيناريو الآخر الأكثر حذاقة في هروب الهاشمي الى الخارج عن طريق مسعود كما هرب من قبله الكثير من السراق والقتله…. واول الغيث عندهم قطره… فقد صرح مسعود انه من المعيب ان يُمنع نائب رئيس الجمهوريه من السفر عن طريق مطار بغداد… اي انه سوف لن يستطيع .. لأسباب اخلاقيه… منع الهاشمي من مغادرة الإقليم حتى لوصدرت بحقه مذكره القاء قبض… فهو غير معنى بما تصدره بغداد من قرارات…وهكذا يُسدل الستار على مسرحيه من مسرحيات مخلفات الإحتلال بهروب متهم.. لانقل قاتل قبل ان تثبت عليه التهمه..او يعود الى منصبه معززا مكرما مع رفيقه صالح المطلك الذي هو نائب الدكتاتور الطاغيه ولكنه باق في منصبه فهو لايستطيع الإستغناء عن الراتب والمخصصات الرئاسيه…وبعدها سوف ننسى كعراقيون ماجرى فقلوبنا طيبه وكل من  يأتي يستطيع خداعنا ونحن نسامح .. نحن شعب مسامح طيب القلب..صفقنا لجلادينا ولازلنا نصفق.. ولم نصفق لرحيل الإحتلال… ولكن صفقنا لرحيل العراق…

أحدث المقالات

أحدث المقالات