19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

خطوات النجاح في توسيع العلاقات

خطوات النجاح في توسيع العلاقات

من الامور المحسوسة  في اي تقارب خليجي الإيراني سيواجه صعوبات حقيقية في مسيرته الحالية وهو ما يتطلب مقاومة الكثير من الضغوط التي قد تمارسها واشنطن لتفتيت أي تقارب إيراني مع دول تعاون الخليج الفارسي أو إيراني عربي أو حتى إيراني إسلامي، خاصة وان هذه الدول تواجه الكثير من الضغوط الأمريكية الصادرة من بعض مراكز اللوبي الصهيوني في الغرب.
وأمام كل تلك الضغوط ضد دول المنطقة تظهر الحاجة لتعاضد وتقارب خليجي وإقليمي يوازي في قوته ذلك الفجور الأمريكي وفظاظته ولكن العمالة هي التي تمنع التقارب خوفاً على مصالح القيادات التي تتولى امر هذه البلدان .
على هذه الدول ان تنظر بواقعية أكثرلايران  لما لها من قوة عسكرية ونفطية وسكانية وجغرافية ضخمة (طول الساحل الإيراني المطل على الخليج يبلغ 3200 كم) يمكّنها من لعب دور مهم في استباب الامن في المنطقة وبعد التغيير الدولي نحو بوصلتها الاستراتيجية الاقليمية والمكانة الاممية المتميزة التي كسبتها واخذت تعترف بدورها كل المنظمات الدولية وتشيد بمواقفها ، في حين تسعى الولايات المتحدة إلى تقويضها و إشغال المنطقة بصراعات بينية ، تمنع ظهور أو سيطرة قوى منافسة تهدد مصالحها كما يحلوا لها ان تتحدث عنه في السر والعلن .
كما تؤدي هذه الصراعات إلى تقويض البنيات الداخلية لدول المنطقة ، والسماح لاحقاً بإعادة صياغة الشرق الأوسط التي تعمل عليها القوى الكبرى . مع أدرك حكومات هذه البَلَدَان أنه لا يجب وبحجة التنافس الإقليمي إيجاد أرضية للصراع الآيدولوجي والاختلاف الجيوسياسي .
 ومن هنا أن احد المبادئ الرئیسیة لسیاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية  الخارجیة الان تتمثل فی ايجاد علاقات وثیقة مع دول الجوار بشكل عام وخاصة دول آسیا الوسطى والقوقاز. وهو ما يقلق واشنطن من ذلك التقارب، حيث أن إيران كما تصوره في ابتزاز امريكي واضحة للدول الخليجية لنهب ثرواتها، واعادة تدوير ارصدتها المالية بحيث تعود الى الغرب ومصارفه مجددا، ولا تستفيد منها الامة العربية والاسلامية في الخروج من ازماتها الاقتصادية والاجتماعية.
“جزء لا يتجزأ من محور الشر الذي يضم إلى جانب إيران العراق وكوريا الشمالية “،
وتعزف على وتره وكذلك التصريحات الاخيرة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في القمة الخليجية الاخيرة التي تسيء الى العلاقات الثنائية والمعروف عن بريطانية انها لاتقل شرا وبؤساً عن الولايات المتحدة في المنطقة  والتي قالت فيه “اريد ان اؤكد لكم انني ادرك التهديد الذي تشكله ايران للخليج وللشرق الاوسط بشكل اوسع”. هذه الدول تستخدم ورقة التخويف والترعيب بكفاءة عالية جدا لبيع الاسلحة والمعدات لهذه المحميات لذلك اي تقارب سيكون في غير محل رضا ادارتها، خصوصاً وأن الأمريكان بدأوا يشعرون بفشل سياستهم ضد الشعب الايراني الذين  يشقوا طريقهم نحو الصين والهند واليابان والنمور الآسيوية شرقاً ونحو روسيا والجمهوريات الآسيوية شمالاً وإلى الاتحاد الأوربي غرباً وتجاوزوا معه سياسة الحوار النقدي إلى مجالات أوسع،
فی ظروف المنطقة الیوم ما يثبت ان کلما کانت علاقات طهران مع دول المنطقة والجیران أفضل، وکانت التشاورات اکثر والتخطیطات أکثر دقة، فیمکنها الصمود بشکل أفضل أمام المشکلات من قبیل انعدام الامن وزعزعة الاستقرار والارهاب الذی عم فی المنطقة، ویمکن لها  ان تخطط بشکل أفضل للصمود والتحدي و لتطویر العلاقات .
أنه فی الأجواء التی توفرت فیما بعد الحظر، کان من الضروری ان تراجع علاقاتها مع الدول الصدیقة وتدرسها، بعد رفع  الحظر الذي کان قد تحول الى عقبة فی مسار العلاقات الاقتصادیة الوثیقة بین الدول الصدیقة وایران الاسلامية في الفترة الماضية ، وإذ أزیل الحظر فإن الظروف هی بنحو تبعث السرور لدى الدول الصدیقة لأنها یمکنها استئناف العلاقات الاقتصادیة والاستثمارات مع ایران، وتستفید من الخدمات التقنیة والهندسیة التي تمتز بها والخبرات والخيرات الكبيرة التي تمتاز بها.
وهي تسعى لتقدیم التسهیلات الاقتصادیة للتجار ورجال الاعمال والناشطین فی مجال تنمیة العلاقات والتعاون الشامل مع الدول الأخرى، ان المباحثات المستمرة بين ايران ودول اسيا الوسطى مثل  ارمینیا وکازاخستان وقرغیزیا، واللقاءات مع کبار المسؤولین فی هذه الدول تبشر بخير وخطوات في طريق النجاح  ، الاستمرار في  المحادثات بشأن تسهیل إصدار التأشیرات لرجال الاعمال والمستثمرین ورعایا بلدانها وفی الخطوة اللاحقة قد تذهب با تجاه  إلغاء التأشیرات بينها والتي اصبحت مهمة للسير الى الامام نحو توسيع تلك العلاقات .ومنها تنمیة العلاقات المصرفیة . والتواصل  الجيد بین البنوک المرکزیة فی ایران وهذه الدول الثلاث، وقد تم اتخاذ قرارات جیدة بشأن تنمیة هذه العلاقات فی إطار تسهیل العلاقات التجاریة بینها وهذه الدول الثلاث .
وبما أن الدول الثلاثة ارمینیا وکازاخستان وقرغیزیا، اعضاء فی اتحاد اوراسیا الاقتصادی، فقد جرت مشاورات معها  لتنمیة العلاقات بین ایران الاسلامية والاتحاد فی مجال التعرفة الجمرکیة والتجارة الترجیحیة وليس بعيداً انضمامها الى هذا الاتحاد في المستقبل القريب .