اخي خالد..جندي سائق في سرية نقليه في معسكر ابو غريب..ومعه صديقه الحميم..جويعد..من نفسه منطقته.. و ايضا والد جويعد صديق لوالدي..
 
خالد و جويعد..غالبا ما ياتيان باجازتهم سوية..و نادرا ما يفترقا..
 
في ضحى يوم 8 شباط 1963أنقلاب البعث الاسود.. وانا لا زلت في سنوات الدراسه الابتدائيه الاولى.. شاهدت والدي يترك عمله و يهرع لفتح الراديو الكبير ابو اللمبه..و معه مجموعه من العمال..افتهمت ان الزعيم عبد الكريم قاسم قتل… وان هناك ثوره..
 
كان حزن العائله كبير ليس على الزعيم فقط بل على ما حل بخالد و صديقه جويعد..بعد ان تواردت الاخبار بان الجثث بالشوارع..
 
و زاد الامر بله ما ينقله ابو جويعد من اخبار كارثيه..يحصل عليها من مسافري القطارات..و يزيدها من عنده..خصوصا ان ( المن ما يصفى وقيه ) عند ابو جويعد..
 
تاخرت اجازة الجنديين خالد و جويعد..
 
مر اسبوع واسبوعان وثلاثه..ولا خبر…
 
كمل شهر..قرر الزاير باحي ان يسافر الى بغداد لاسنقصاء مصير ولده..
 
رفض ابو جويعد ذلك و قرر ان يسافر هو . بعد ان هون على الزاير..مبينا له بانه يعرف بغداد ..و قد زار جويعد في معسكر ابو غريب في وقت سابق….
 
سافر ابو جويعد بالقطار الصاعد الى بغداد..وبقي زاير باجي في قلبه النار.وسط بكاء النساء..
 
لم يتاخر ابو جويعد سوى يوم واحد..
 
عاد منشرحا فرحا…كان الزاير ينتظره عند باب عربة المسافرين..
 
– ها ولك ابو جويعد..شوراك..
 
– ماوراي شي غير الخير..مرتاحين و متونسين.. والامر مدللهم..وبانيين كلل ( ناموسيات ) عن البك..
 
بس الاجازات ممنوعه عدهم..و ان شاء الله ..اول وجبه ينزلون.. و الامر همين و دالك سلام…
 
رجع الزاير باحي الى بيته.. وهو الخبير بعلم الرجال.. من ان ابو جويعد معروف بكذبه لكن هذه المره ..و راه بلوى الله يعلم ماهي..رغم تكراره عليه بان يقول له الحقيقه.
 
في الليله التاليه غادر زاير باجي الى بغداد بدون علم ابو جويعد.. بعد ان استطاع ان يحصل من ابو جويعد ..كيفة الوصول الى ابو غريب..و وحدتهم بالذات…
 
في الصباح الباكر…وصل…كان الزابر باجي بافخر ملابسه..قاط عرب..وساعة صدر مع الزنجيل..و عباءه يلبسها لاول مره..حاملا هويتة بانه مسؤول حكومي في سكك العراق.
 
– عمي سلام عليكم..وياكم الزاير باجي من لوه الناصريه..
 
– اهلا عمي تفضل.
 
عمي انه ابو الجندي خالد باجي..وجاي أسأل عن أخبارة .
 
انفلت احد الحرس و وجهة البندقيه الى صدره..انت ابو الشوعي القذر..انعل ابوك لابو لواء الناصريه..واخذ يدفع به..حتى عبره الشارع..
 
-عوينت ابيك ابو جويعد على هاي الدكه.
 
كان الزاير يتمم مع نفسه.
 
بعد اخذ ورد سمحوا له بان يلقي نظره على السجين من كوه في جدار.كانت الرائحه نتنه…كان القمل يزحف على رقبته..وعندما ساله عن جويعد…قال له ان جويعد مصاب بالدزنتري..من اسبوع..وربما يموت..ولا احد يهتم به..
 
حكم على جويعد و خالد بالسجن سنتين في سجن الحله..وذاقو صنوف العذاب.