الحروب القذرة دائما تنتهي بالمآسي والاحزان الكبيرة والدماء الغزيرة العزيزة فضلا عن الخسائرالبشرية و المادية والمعنوية وخسائر اخرى في الحياة برمتها والمجتمع بعلائقه وانعكاساتها المريبة ومداخلاتها الغريبة ….هكذا علمنا التاريخ بنسختيه القديمة والحديثة وبكتبه المتناثرة في المدارس والجامعات ودور العلم والمكتبات واعطانا الدرس تلوا الدرس والحكمة بعد الحكمة والنتيجة تلو النتيجة ولم نتعض به ولم نأخذ منه سوى ترديد الشعارات الرنانة وفوضى الحوارات المتكررة وحروب الكلام وحروق العداوات وصراعات تأخذ مداها التاريخي وكتابات سودت اوراقنا وعوالمنا الفكرية ولم نجسد او نطبق مايرسمه لنا من خرائط طريق وجغرافية حياة ترصد لنا عالمنا الجديد او مواكبة التطور الحاصل في دنيا العلوم …او تخطيط لحدود عوالمنا الحاضرة ومستقبل اجيالنا القادمة ….
وحروبنا العربية الاهلية مثلما يسميها البعض المثال المتكرر ويا مكثرها الداخلية والخارجية والتدخلات في شؤون الدول الضعيفة صغيرة كانت ام كبيرة تجد لها اكثر من تبرير وما افرز ربيعنا العربي المشؤوم من ثورات وانتفاضات ومظاهرات واعتصامات وانقسامات ادت الى ما نحن فيه أخرها ثورة الشام العزيزة الغالية التي ثار شعبنا العربي المحاصر ضد الظالم الجائر المتسلط على شعبنا العربي في سوريا الحبيبة ومشت مع موجة الثورات العربية في المنطقة بدات بمظاهرات سلمية بسقف من المطاليب المشروعة والحريات والحقوق المسلوبة والكرامات المنتهكة وانتهت الى مواجهة السلطة بعد ان حاولت قمعها بشتى الطرق السلطوية وضربها في الصميم والتخطيط لاحتوائها غير المشروع وعلى اثر المواجهة العسكرية بين السلطة والمعارضة كان لاستعمال القوات الحكومية وميليشياتها وشبيحتها بعد ضربها بالأسلحة المحرمة التي كانت تخاف من ضرب العدو المحتل لأراضيها في الجولان وغيرها كان اخرها القاء البراميل المتفجرة على الابرياء والطائرات الروسية بعد تدخلها السافر كانت ترمي بلا خوف ولا تردد كل الاسلحة المحرمة امام انظار العالم ….اضافة الى تلك الهجمة الشريرة التي تداخلت معها بحجة الأرهاب وداعش كانت غطاء وسخا لضرب المتظاهرين وخلط الاوراق للأعلام والتظاهر بحرب الارهاب ولكنه في الحقيقة تثبيت كيان الدكتاتورية الطائفية ودعم التمدد الايراني بمليشياته العراقية واللبنانية والافغانية وغيرها والتي اخذت تكرس حجتها في الدفاع عن المراقد الشيعية في السيدة زينب ولكنها الهجمة الطائفية المعلنه وهي تستغل قضية فتوى الجهاد الكفائي في العراق لترسم لها خطا نحو رسم الهلال الأيراني المقصود واطماعها في خداع ابناء الطائفة لحرب طائفية لانهاية لها تحرق الاخضرواليايس واشغال المنطقة العربية والشرق الاوسط عن قضيتهم المركزية ليرتاح الكيان الصهيوني ….بعيدا عن صراعات المنطقة …!!!
ولكن الذي حصل في حلب الجريحة التي دفعت ثمنا غاليا بتشويه المعارضة وتشتتيها وتشويه سمعتها وربطها بالأرهاب وداعش الذي يدخل الازمة في اوقاتها العصيبة ليكون له الدور الأكبر في الاحداث وافتعال ارتباطه مع المعارضة …
وتلك هي اللعبة القذرة المتكررة في احداثنا العربية الراهنة ولاندري كيف يخرج هذا ((البعبع)) ويأخذ دوره ليكون سيدا للأحداث مثلما شاهدناه في تظاهرات الانبار والموصل وصلاح الدين بألامس عندما بدأ النظام بضرب المتظاهرين بالسلاح الحي ومحاولة قمعها وبدات الثورة وخلطوا الاوراق بدخول داعش الى هذه المواجهات ولا ندري كيف دخلت ومتى سمعت وانتبهت للمشهد الجديد لتذر الرماد بالعيون ولتخلط الاوراق المتطايرة مع الاحداث ….
ومثالنا الحي الموصل وكيف دخلها بساعات وكيف سلمها المالكي بكل صنوف جيوشه الجرارة وأمنه وسطوته حينها وهاهو العالم باسره ودوله وجيوشه وطيرانه واعتدته وصراخ اعلامه وتحليلاته يحاول اخراجه ولا ندري متى تحين تلك الساعة المباركة ومتى تعلن الاشارة او تعطى لمغادرته ….ولله في خلقه شؤون …!!!
وكما يقال ((دعشنة الاحداث )) وهاهي الاحداث ((تتدعنش ))ومعها ايامنا أي النظر الى المعارضين على انهم دواعش ومحاولة القضاء عليهم والكل يعلم والحديث المتكرر بتورط مخابرات لدول كبرى بتاسيس هذا الكيان المسخ المثير للجدل كما استمعنا واستمتعنا بالمناظرة الجميلة بين السيدة كلنتون وترامب في فضحهم لبعض ماكان غامضا وعندما يختلف السراق ((الحرامية )) كما يقول مثلنا الشعبي يظهرالمسروق … واصابع الاتهام تؤشر دائما نحو ايران بالدرجة الاولى
ولربما روسيا واوربا …ودول اخرى وقد تكون متفقة فيما بينها لندفع ثمن غفلتنا وغبائنا وكل خيباتنا في حروبنا الداخلية والتي دفعت ثمنها الغالي وكرامتنا العربية في حلب ….وبعدها الموصل ….. ولاندري الدور القادم لمن ….؟!!
المنتصرفي حلب هي الخديعة برأسها القبيح المتمثل بصورة النظام الذي ثبت كرسيه على جماجم القتلى والشهداء من ابناء الشعب والنفاق السياسي المتمثل في النظام العالمي الجديد وقوانين الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي و((الفيتو)) الذي ياتي لصالح القوي دائما والمصالح الكبرى للدول المتدخلة في الشأن السوري والعربي عموما والعنجهية والاستبداد والفساد العالمي واغواءات العقول الفارغة والسقوط في مستنقع الرذيلة والكذب بكل انواعه والتبريرالذي عبثا يسمونه سياسي واخرها وليس اخرها الخنوع العربي المتكرر المتجذر في حكام لا تهممهم المصلحة الوطنية ولا القومية ولا الدينية ولا حتى الانسانية والأخلاقية بل تاخذهم وتحركهم نوازعهم الشخصية وانتهازيتهم وخوفهم المتجذر في نفوسهم الضالة …..