المعاتيه في بلادنا الاسلامية اليوم كُثر , قد يكونون ممن ينتمون الى المنظومة الدينية (خطباء ,ائمة مساجد , دعاة ,متدينون) او ممن يحسبون على شريحة الاكاديميين والمثقفين , واقصد هنا ممن لديهم قطيعة حقيقية بين مصاديق ما يحملون من عناوين وبين المضمون الحقيقي الذي يجب ان يعكسه العنوان , الجامع المشترك لكل هؤلاء المعاتيه هو وجود عاطفة ومنهج غير مقرئن ,عاطفة تقوم على اساس الاستدعاء الخاطيء للنصوص القرأنية والاحاديث النبوية الشريفة سواء على مستوى التأويل الخاطيء والفهم المنحرف او على اساس الاستناد الى رواية ضعيفة السند او مفتعلة بواسطة راو جنده الاسلام السياسي البراغماتي وهذا ما اوصل الى وجود آليات في قراءة الواقع والتراث تعتمد على الفهم المنحرف للنصوص , نتيجة لذالك نلمس وبوضوح فشلا ذريعا في تصدير محمد القرآني ونجاحا واضحا في تصدير محمد الارهابي الذي هو بحق نبي الحركات والجماعات الارهابية بشتى مسمياتها (قاعدة , نصرة , داعش …..الخ) محمد الارهابي هو محمد الذي يقدم السيف والذبح والحرق لا محمد القرآني الذي جاء رحمة للعالمين ,محمد الارهابي هومحمد الذي يأمر بقتل الاسرى عبر الوقوف والاستدعاء الخاطيء للأية القرأنية (فاقتلوا المشركين حيثما وجدتموهم) لا محمد القرآني الذي هو مصداق لقوله تعالى (فاما منا واما فداء) اذ اطلق سراح اسرى هوازن والبالغ تعدادهم اكثر من (6000 الاف) اسير ,محمد القرآني القائل لمشركي مكة الذين آذوه وشتموه واخرجوه واخذوا ماله اذهبوا فانتم الطلقاء , محمد الارهابي الذي يقتل من سبه بل يقتل بمن سبه المئات والالاف كما يفعل المعاتيه الداعشيون تبعا لمحمدهم الارهابي لا محمد القرآني الذي هومصداق لقوله تعالى (لا يضروكم الا اذى) حيث ترك شانئيه وشاتميه والمواظبين على النيل منه , خذ مثلا ما عمله محمد القراني مع سهيل بن عمروا الخطيب المفوه والذي يمارس دور مؤسسة اعلامية تواظب على النيل والحط من شأنه ومع ذلك فعند اسره تعامل معه بما يليق بالقران الكريم وما يليق به هو كترجمان للقران ,وعلى نفس الشاكلة بل اكثر ما عمله مع المنافق ابن ابي سلول الذي اشتهر بسبه لمحمد القراني ولكنه (ص) قال نحسن صحبته وعند موته (اي ابن ابي سلول) قام محمد القراني بتغسيله وتكفينه بعباءته , وطبعا محمد القرآني لا يُقرء من قبل المعاتيه , محمد القراني وللاسف الشديد بات بعيدا جدا عن ساحة الفهم والمعرفة للعالم الذي لا يدين ولا يعتقد بالدين الاسلامي لاننا لم نصدر له محمد القرآني بل محمد الارهابي الذي يروج له اصحاب العناوين الذين تقدم ذكرهم عاكسين صورة سوداوية بشعة ,خطباء لا يجيدون سوى الصراخ ودعاة يعتمدون على رواية مبتورة ضعيفة السند يستدعونها ويتخذون منها نقطة ارتكاز ويبني عليها مطالب ورؤى ومقدمات ونتائج وتحت منابرهم المئات ممن ياخذون عنهم وكأنما يأخذون من معصومين ,معاتيه رجحوا الروايات على النصوص القرآنية , اولئك نبيهم وامامهم محمد الارهابي , اللهم اشهد بأني بريء من محمدهم هذا , اما محمدنا فهو محمد الرحمة الذي لم يكن قد ذهب من ضحايا في حروبه الثلاثة والستين اكثر من الف وخمسمئة ضحية ومن الفريقين فهو لا يجعل من القتال والسيف اولوية الا ان يدفع مكروها او اذى حيث لم يبادر بمعركة بل كانت معاركه للبناء واطلاق المبادرات وما صحيفة المدينة الا شاهد من شواهد لا تحصى اثبت من خلالها حقوق الانسان والتي اعتمدت اكثر فقراتها من قبل الامم المتحدة , هذا محمد القراني وهو بفخر محمدنا الذي يقول (عجبت لاقوام يريدون ان يدخلوا الناس الى الجنة بالسوط) .