لحد كتابة هذه السطور ، لم نستلم جواباً على اسئلتنا الثمينة التي سألناها السيد قيس الخزعلي ، فلعله الآن يحضر لنا ردوده ، لذلك سنمضي ونسأله سؤال ” المليون دولار ” السادس : هل أوصى الرسول محمد (ص) لابن عمه علي بن أبي طالب بخلافة المسلمين بعد وفاته ؟ …. شيعة الخميني يقولون ليس فقط الرسول محمد أوصى المسلمين ان علي هو الخليفة من بعده ، وإنما الله من فوق سبع سماوات قد أوصى لعلي في آية تُقرأ الى يوم الدين ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ” .. يفسرون الآية بالقول انها آية (واضحة) ان الله أمر محمد أن يبلغ المسلمين ولا يُخفي ما أمره به ( من قبل ) ان علي هو الخليفة من بعده !! … طلبتُ منهم أن يُكملوا الآية ولا يقطعوها ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .. المُخاطب بالتبليغ هنا على الأرجح ليس المسلمين (قطعاً ليس الناس الذين اتموا فريضة الحج مع الرسول (ص) ، حيث رجموا الشيطان ونحروا الهدي سويةَ وأكلوا الطعام مع الرسول ودعى لهم الرسول بقبول فريضة الحج وغادروا مكة معه بدون ذنوب كما ولدتهم امهاتهم) فلا يمكن أن يكونوا بعد قطعهم مسافة ٢٥٠ كم من مغادرتهم الكعبة ووصولهم مع الرسول الى استراحة غدير خم يكونوا هم المخاطبون بقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) !!! … كذلك الرسول ليس مُطالب بأن يُبلغ الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ان علي بن أبي طالب هو الخليفة من بعده … لذلك دعونا ” نطير ” فوق هذه الآية من سورة المائدة لنرى هل لها علاقة بالتي قبلها وبعدها مثلما فعلنا مع الآية التي ذكرت طهارة أهل بيت الرسول … ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ
أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) … اذاً ليس لها علاقة بعلي بن أبي طالب لا من بعيد ولا من قريب !!
في سنة ١٠ هجري بعث النبي محمد (ص) علي بن أبي طالب ومعه رجال الى اليمن لجلب أموال الصدقة والغنائم على أن يعودوا الى مكة للحج مع الرسول .. في اليمن وكذلك في طريق العودة اختلف الرجال مع علي فكثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه فأراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته فقال لهم مخاطباً في استراحة الغدير” من كنت وليه فعلي وليه “، وفي بعض الروايات : “من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه” ، والمراد به : ولاء الإسلام ومودته ، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا ” … وهذا ينسجم مع قوله تعالى ” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ” …. ١. العقل والمنطق يقول ان التبليغ بحدث عظيم ( ان علي هو الخليفة من بعد الرسول ; والذي يتعارض مع قوله تعالى ” وأمرهم شورى بينهم ” ) لو حدث لكان في الكعبة ، عند أقدس مكان حيث أكثر من ١٠٠ ألف كانوا يحجون مع النبي وليس جنب بركة ماء تبعد ٢٥٠ كم عن مكة و ١٥٠ كم عن المدينة ، وبعد أن تفرق الحجيج !! … ٢. عندما رجع الرسول الى المدينة بقى ثلاثة أشهر وكان يخطب بالناس كل صلاة جمعة ” وما جاب بالطاري لا من بعيد ولا قريب سالفة ان علي هو الخليفة من بعدي ” !! … ٣. قبل وفاته بيوم أو يومين قاد الأكثم بن العباس وعلي بن أبي طالب النبي محمد (ص) الى مسجده بعد أن سكبا على جسده الطاهر سبع قرب من الماء لخفض حرارة جسمه المرتفعة ، فصعد المنبر وخطب بالناس فأوصاهم بالنساء خيراً وحثهم على الصلاة وأن يوصلوا سلامه الى المسلمين الذين يأتون من بعدهم .. ولم يذكر ان علي هو الخليفة … ٤. عندما جاء الناس علياً وهو على فراش الموت في الكوفة يستأذنوه أن يكون ابنه الحسن هو الخليفة من بعده قال لهم ” أنتم من يقرر .. وسوف اترككم كما تركنا
رسول الله (نهج البلاغة) … ٥. اذاً أعياد المسلمين تبقى عيدي الفطر والأضحى ; وغدير خم ليس أكثر من بركة ماء تسبح بها بعض الطيور البرية !!