17 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

الرسول ..والتدين …وحوائج الناس 

الرسول ..والتدين …وحوائج الناس 

كان رسول الرحمة (ص) قبل البعثة يصفونه بالصادق والأمين,وعندما كلف برسالة السماء تناوله نفس القوم الذين أمتدحوه,بأبشع الصفات لأنه كان في وقتها صالح وبعدها اصبح مصلح ,المصلح يعني حمله لمشروع بناء الانسان وتحريره من رق هيمنة الانسان وبنائه بناءاً صحيح قائم على الثوابت والمبادئ ,الطرف الآخر بالضد منه لديه تقاطعات كبيرة وكثيرة وأهمها يريد من الانسان العبودية والذلة والمسخية في سلوكه ويعزز ثقافة الخنوع والرضوخ له ولأوامره,فضلاً عن ذلك بناء مجتمع عائم على الطبقية والفوقية والتخمة تغرقه الأسود لا يساوي الأبيض وسيد القوم على الجميع اطاعته ,أما الرسول يريدها عدالة أجتماعية سواسية كاسنان المشط يتساوى فيها الغني والفقير لا شريف ومشروف ,احتضان الرسول للفقراء والضعفاء ودعمه للمستضعفين ,تُعد هذه كارثة بكل المقاييس في المجتمع المكي القبلي الذي كان ينظر بعين الفوقية والدونية لهم ,ويعدها تجاوزاً لصلاحياته وتعدي على خطوطه الحمراء التي رسمها لنفسه للحفاظ على سطوته وعدم ضياع سلطته ,لم يطلب النبي من الناس أن يكونوا متدينين بل أراد منهم تطبيق المثل العيا بقوله {أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث، وأدّاكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقاً، وأقربكم من الناس}وحثهم على قضاء حوائج الناس ومشاكلهم ورفع الحيث عنهم بقوله {مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش} فقد طالبهم مراراً بمتابعة امور المسلمين والمضي معهم لتسهيل أعمالهم أحب الى الله من الاعتكاف والتعبد في المسجد ,والمناقشة بأسلوب الحوار الهادف ,وتبادل الآراء ووجهات النظر دون اللجوء للغة العنف الهمجية فقول الباري واضحٌ (لا أكراه في الدين ) ,لقد قرب النبي البعيد سلمان المحمدي (الفارسي ) وابعد القريب عمه ابو لهب ,وذلك لألتزام سلمان بنهج رسالة السماء ,التي ارادت للناس أن يكونوا احرار في دنياهم وليس عبيداً مهطعين رؤوسهم,رفع من مقام بلال الاسود وعمار وغيرهم من الذين ثبتوا على مواقفهم وهم تحت وطأة محنة الجلاد,لم يطلب رسول الله من الامة الاسلامية سواءاً بوجود وحتى بعد انتقاله للرفيق الاعلى ,أن تكون أمة تعمل بالقتل وسفك الدماء
وانتهاك الاعراض ,بل طالبهم بحسن الخلق والصدق في الحديث واداء الامانة والوفاء بالعهد ,وقضاء حوائج الناس ورفع الحيف والظلم عن رقابهم وقوله(ص) :(إنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ إدخال السرور على المؤمنين) لم نسمع في تاريخه المشرف أنه قال قيمة الانسان تتجلى بصلاته صومه ,صحيح الصلاة والصوم جزء مهم من الدين الاسلامي لكنها علاقة روحية بين العبد وربه ,حتى أن المولى عز وجل يوصيه بخلقه فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال جَاءَ جبرائيل عليه السلام إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله وسلم فَقَالَ: “يَا مُحَمَّدُ، رَبُّكَ يُقْرِئكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: دَارِ خَلْقِي”.
لقد كان مدرسة متكاملة في كل شيء ,فكان قائد اخلاقي ,وميداني ,وإنساني ,وعلمي ,ومربي ,ومهذب ,واجتماعي ,ووووو,يعجز الحرف أن يوفي عظيماً لن يأتي مثله ,فالباري امتدحه (وأنك لعلي خلق عظيم ) و(ما راسلناك الا رحمةً للعالمين ) لقد علمنا التواضع والبساطة والايثار والسمو في النفس الكبيرة أن ترتفع على الاحقاد والضغائن,فهل نحن سائرون على نهجه وخطه ؟؟؟الاجابة متروكة لمن يريد الغوص في مقارنة لسلوكه مع ماطرحه ابا الزهراء (ص) طيلة مسيرة حياته لما تركه من أرثا لنا لا تتسع له كل المجلدات أن تحتويه ,وهذا ما دفع العلماء والمفكرين والزعماء والقادة بمختلف هوياتهم وانتماءاتهم وعناوينهم أن يتحدثوا عنه ’لأنه عملاقاً وأبهرهم في كل جوانب حياته ,ففي كل باب هنالك باب يفتح لهم وهناك مورد لنيل ما يريده المرء لمختلف مجالات الحياة .
اقوال المفكرين به :
* المهاتما غاندي :”أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء
الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة.
* المفكر الفرنسي لامارتين (لامارتين من كتاب “تاريخ تركيا”، باريس، 1854، الجزء الثاني، صفحة 276-277) : “إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم,لكن هذا الرجل (محمدا (صلى الله عليه وسلم)) لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة
* برناردشو الإنكليزي:له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطة البريطانية يقول: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا)..
* مايكل هارت: في كتابه مائة رجل من التاريخ : إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي,فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب،
والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها
* ليوتولستوي : لقد فهمت … لقد أدركت … ما تحتاج إليه البشرية هو شريعة سماوية تحق الحق ، وتزهق الباطل…. أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه ، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء.
* عالم اللاهوت السويسري د.هانز كونج : محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة ، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدا هو المرشد القائد إلى طريق النجاة .
* كارل ماركس : جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض. هذا النبي افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة ، حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة ، وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير.
* ليدي ايفيلين كوبولد :في كتاب ” البحث عن الله ” ص 67 : مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان سيد الجزيرة العربية فإنه لم يفكر في الألقاب ، ولا راح يعمل لاستثمارها ، بل ظل على حاله مكتفياً بأنه رسول الله ، وأنه خادم المسلمين ، ينظف بيته بنفسه ويصلح حذاءه بيده ، كريماً بارّاً كأنه الريح السارية ، لا يقصده فقير أو بائس إلا تفضل عليه بما لديه ، وما لديه كان في أكثر الأحايين قليلاً لا يكاد يكفيه .
* بوشكين الشاعر الروسي الشهير ” قصائد شرقية ” ص 45 : “شُقَّ الصدر ، ونُزِعَ منه القلب الخافق … غسلته الملائكة ، ثم أُثْبِتَ مكانه! قم أيها النبي وطف العالم … وأشعل النور في قلوب الناس ” . ملاحظة : هذه حادثة حقيقية حصلت للرسول صلى الله عليه وسلم .
* فولتير فيلسوف فرنسي :– نقلا عن كتاب ” جوته والعالم العربي ” كاتارينا مومزن “181 و 355 : لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنسان أن يقوم به
على الأرض … إن أقل ما يقال عن محمد أنه قد جاد بكتاب وجاهد ، والإسلام لم يتغير قط.
* ألبرت آينشتاين :العالم الفيزيائي الشهير صاحب نظرية النسبية : أعتقد أن محمداً استطاع بعقلية واعية مدركة لما يقوم به اليهود أن يحقق هدفه في إبعادهم عن النَّيْل المباشر من الإسلام الذي مازال حتى الآن هو القوة التي خلقت ليحل بها السلام

أحدث المقالات