هناك ثلاثة انواع من المواطنين في العراق ( فعال -سوداوي -خامل) ويبدو ان المواطنين الفعالين الذين يتحركون نحو البناء والاصلاح هم الأقل انتشارا في المجتمع، بينما يتكاثر طيف المواطنين السودانيين والخاملين الذين ينشرون خيبة الأمل ويستسلمون عن تغيير الواقع وهم منكسرون على طوال الوقت صبغتهم العامة انهم لايمتلكون مشروعا واضحا ولا رؤية .
الاصلاح الحقيقي لآياتي من الغرف السياسية المظلمة ولا من قصر العبادي ولا من قصر المالكي ولامن قصر النجيفي ولامن أربيل ولأمن قصر عمار الحكيم ولا النجف ولأمن طهران ولا من الرياض ولا من تركيا ، بل يأتي من المواطنين الفعالين الذين يغيرون البنى التحتية للمجتمع.
يحتاج المواطن الفعّال الى حاضنة فعالة من القوانين والانظمة الذي تعزز نشاطه في المجتمع وتمنحه قوة مواجهة امواج اليأس من طيف المواطنين السوداويين والخاملين. لم يعرف عن الاصلاح انه شعارات تطلق هنا وهناك بل عرف عنه إجراءات واضحة وملموسة في خارطة الجسد المجتمعي الذي ينتج الجسد السياسي.
يمكن القول ان المدرسة والجامعة ومراكز الشباب هي أفضل المختبرات لتنفيذ الاصلاح على الارض وإنشاء جيل سياسي جديد يُؤْمِن بالمواطنة ويرفض الطائفية بكل تفاصيلها ويواجه الخطاب الطائفي للأحزاب السياسية.
فكرة تحويل المواطنين من الأمزجة السوداودية الى الأمزجة التفاؤلية تبدأ من دعوات العمل التطوعي والتركيز على ضرورة زُج المواطنين بالقرارات الكبرى فعلى سبيل المثال اذا أراد التحالف الوطني ان يكون تحالفا وطنيا لاشيعيا يدعو المواطنين الى حضور جلساته ويناقش احتياجات الشارع الاساسية بدلا من عقد اجتماعات فخمة تدور في عنق العمل السياسي الطائفي.
المرحلة المقبلة تحتاج الى مواطنين فعالين يقدمون افكارا وحلولا واقعية بدلا ان ننشغل بلعن الواقع علينا ان نبدأ بتغيير هذا الواقع وتحويل الأسود الى ابيض والنظر الى النصف المملوء بالكاس ليكتمل النصف الاخر. الاغراق بالنظرة السوداودية واتباع النظرية الشعبية(كل شيء موزين) يعني الاستمرار بانتاج مصانع الاحباط واليأس والاستسلام في المجتمع وذبح الاصلاح من الوريد الى الوريد …تقول العرب انشروا الأمل ينتشر.