(الحلقة الأخيرة)
يوم الثلاثاء 8 نوفمبر2016 اجريت الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتصر دونالد ترامب مرشح الجمهوريين على منافسته الديمقراطية هلاري كلنتون.
في حين كان النظام الايراني قد علق آماله أن يسجل انتصارات له في المشهدين العراقي والسوري خلال الأشهر المنتهية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الا أنه على أرض الواقع لم يتمكن من تحقيقه والآن ومع حسم الانتخابات الأمريكية اضيف مرة أخرى الى هزائمه ليجعله في حالة أكثر ضعفا وأن ما نرى في مواقف سلطات هذا النظام بعد الانتخابات الأمريكية هو خير دليل على هذا الواقع. انهم ومع نهاية ولاية اوباما باتوا قلقين ومستائين من جهة وزاد هاجس الهلع والخوف لديهم أكثر مع مجيء ترامب وفريقه.
السؤال المطروح الآن هو بما يتعلق الأمر بالسياسة تجاه ايران، ما هو تأثير الانتخابات الأمريكية على النظام الايراني؟ وهل ستكون سياسة الادارة الأمريكية المقبلة استمرار لسياسات اوباما؟
يمكن ادراك أبسط رد من النظام على هذا السؤال في تصريحات صادق زيبا كلام من عناصر النظام حيث يقول: «الجمهورية الاسلامية لم تدرك كما ينبغي فرصة الفترة الذهبية لولاية اوباما» واصفا هذه الفترة للنظام بأنها «لن تتكرر». ان رسالته الواضحة التي أدلى بها قبل الانتخابات هي أن سياسة الادارة الأمريكية المقبلة تجاه النظام أيا كان الفائز لن تكون استمرار سياسة اوباما.
رفسنجاني هو الآخر اتخذ موقفا علنيا واصفا دونالد ترامب «بوجه خطير» وأضاف ان ترامب قد أعلن قبل أسابيع أنه سيمزق الاتفاق النووي مع النظام الايراني في حال فوزه. لذلك يعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا يدخل البيت الأبيض تحولا مهما للنظام الايراني.
اضافة الى هذا التحول، هناك تحد آخر أمام النظام وهو ملف انتهاك حقوق الانسان بشكل عام والدعوة القائمة التي نادت بها السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية لمقاضاة المتورطين في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 في النظام الحاكم المعادي للبشر في ايران وتضاف اليها يوميا وثائق ومستمسكات جديدة لأن الشهود والأدلة المجتمعة في هذا المجال قد زادت حدا تكفي لتقديمها الى محكمة دولية لمحاكمة المتورطين في هذا الملف (الذين مازالوا يتولون مناصب في السلطة!).
ويعيش النظام الآن تحت وطأة الضغط الذي تمارسه المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان فيما يخص زج النظام أعداد كبيرة من السجناء السياسيين في المعتقلات والسجون في مختلف المدن الايرانية وعدد لافت منهم ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام عليهم.
واجتماعيا يعيش الشارع الايراني حالة الغضب الناجم عن شدة البؤس والفقر والعوز والظواهر التي تولدت مع حكم الملالي وتكفي شرارة لتسعير لهيبها بين المواطنين الطافح كيل صبرهم حتى ينفجر برميل البارود ليكسح هذا النظام وهذا الواقع ما يذعن به مسؤولو النظام يوميا ويعربون عن خوفهم منه. كما أن النظام اضافة الى ما ورد أعلاه هو غارق في مستنقع سوريا وتزداد هزائمه وأعداد قتلاه يوميا كما فقد في العراق نفوذه الاستثنائي في ولاية نوري المالكي وسط تكبد داعش في المنطقة – الذي كان النظام يربح منه كثيرا – خسائر كبيرة جراء الضربات العسكرية. وعلى الساحة اللبنانية يعيش نظام الملالي تحت وطأة ضرب جامعة الدول العربية بسبب دعمه المالي واللوجستي لـ «حزب الله» الارهابي. كما حالته في اليمن حالة مماثلة بسبب دعمه المالي والعسكري لمجموعة «الحوثيين» الارهابية خاصة بعد اطلاق الأخيرة الصاروخ باتجاه مكة المكرمة قبلة مسلمي العالم.
كل القرائن والأدلة تؤكد حقيقة أن عهد نظام ولاية الفقيه قد وصل الى نهايته وبات تقرير مصيره قاب قوسين أو أدنى كون كل القرائن والأدلة تنم عن ذلك.