جعجعة ” الشرق الاوسط” امس هي استهداف سياسي اكثر منها قضية اتهام اعلامي او تشويه لصورة ما.
و لذلك فانها نتاج الغيظ من مجريات الاحداث السياسية و العسكرية التي يقودها الاصرار العراقي على خلق الحياة و تجيير النصر ضد داعش لبناء الحياة من ركام الموت.
الاهداف التي ارادها السياسيون السعوديون باستخدامهم الاعلام:
1- تحويل انتباه الراي العام عن الانتصارات الاخيرة في معركة الموصل و التي يسجلها بكل فخر ابطال العراق من القوات الامنية و الحشد الشعبي.
2- تشويه الاساس الايديولوجي لاتباع الفكر الشيعي و استهدافه في عمق قدسيته الفكرية و هي الشرف و لاسيما ان المقصود هن فئة معينة من نساء انتماؤهن معروف للوسط و الجنوب ومن معتقدات دينية تقدس العفة و تحترم مؤسسة الزواج ، فكان لابد لهؤلاء المغرضين ان يصيبوا هذه المؤسسة في عمق اليتها الايديولوجية حيث يعتقد هؤلاء الاعداء انهم بذلك يحققون هدفين:
أ— طعن الفكر الشيعي و تجريده من القيم الاخلاقية و نقله الى مصاف العبث الاخلاقي و الفوضى الفراغية بدعوى الخلو من الاساس الايديولوجي لمثل هذا الفكر و المتجسد بتفسير واقعة كربلاء و قدسيتها.
ب—الانقضاض على عالمية الزيارة الحسينية التي استطاع وضع العراق بعد 2003 ان يحولها الى قبلة لكل ابناء العالم رغم الارهاب و رغم كل المعيقات حتى اصبحت مضرب الامثال و حدثا عالميا فاق حتى مناسبة الحج التي تعتبر مقدسة لكل مسلمي العالم و مع ذلك لاتستقبل مكة اكثر من مليوني زائر في وقت تستقبل كربلاء 6 مليون زائر!!
3- ان الافلاس السياسي المقرون بشحة السيولة نتيجة هبوط اسعار النفط و تورط السعودية بحروب في جبهات متعددة: اليمن، دعم الارهاب في العراق، و دعم المتمردين الارهابيين في سوريا ، و ضجر الدبلوماسية الامريكية منها، جعلها تبحث عن متنفس تمارس فيه التسقيط الفكري على البناء الايديولوجي للخصم المقابل و الذي هو الفكر الشيعي و المتمثل الان في مليونية الزيارة الاربعينية و احداثياتها.
4- ان النموذج المشرف الذي بناه الحشد الشعبي في العراق اغاض السعودية و من ينتهج نهجها و الذي اثيت انه نموذج عقائدي و نهج رسالي تكون بفتوى من الامام المرجع في وقت تبذل هي مليارات الدولارات و لاتحصل على جيش بمقدار 1% من قدرة هذا الحشد ، كل ذلك دعاها الى استهداف النموذج التطبيقي لايديولوجية الفكر الشيعي و هو زيارة الامام الحسين ع و قدسية الثورة الحسينية.
5- ان التشويه الذي مارسته للتقليل من محاولة بناء الديمقراطية في العراق لما بعد 2003 و بذلها لملايين الدولارات و ضخها لكل الارهابيين و كل ما مارسته من العمليات المعادية التي أنجحها فساد و تخلف و جشع الساسة العراقيين الذين تمفصلوا بفعل المحاصصة العائلية لسرقة العراق و الذين كانوا من ابرز عوامل تشجيع الارهاب و النخر في الجسد العراقي،
6- و رغم ذلك فان الفرد العراقي قاوم و حارب و صنع النصر و يصنعه بغض النظر عن قيادات المنطقة الخضراء . و هذه الانتصارات المعجزات التي يسطرها رجال العراق على اختلاف اصنافهم العسكرية و انتماءاتهم العرقية و الاثنية اثبتتت للقادة العراقيين انفسهم ان الجماهير هي من تصنع النصر ، و ان قدر العراق بيد هؤلاء الرجال لابيد الفاسدين و ان المرجعية الرشيدة هي القائد
الوحيد الذي يستسلم له العراقيون على اختلافهم و ليس سياسيوا الصدفة الذين يسرقون العراق!!
كل هذه المبررات التي دحضت السعودية و الارهاب و كل من يقف معهما جعلت من الذهنية المتقهقرة تبحث عن منفذ لكي تضرب النجاح و النصر المتحقق فكان ان اطلقت هذه الكذبة التي ستنهي السعودية بالضربة القاضية و سينقلب السحر على الساحر.
كلمة اخيرة ان هذه التمثيلية الميلودرامية تحتاج الى اضواء خضراء سياسية تفوق قدرة اي مكتب فرعي لها سواء في اربيل او بغداد و هي صنيعة دهاليز الادارة الرئيسة مع كواليس القرار السياسي السعودي بمعنى انها تفوق قدرة المراسلين و الصحفين المحليين لانها بالاصل تتعمد بزج منظمة دولية و التي تعتقد السعودية انه يمكن رشوتها بكم الف من الدولارات ، و كذلك بالتضحية بهؤلاء الصحفيين كقربان و نذور لترويج فكرة تخدم وجود هذه السلطة البائسة.
ثقوا ان العراقيات اقوى من جبال الحجاز