أثارت المعلومات التي نشرها المركز الإعلامي للسلطة القضائية في العراق عن ما يعرف بمراسل وكالة أعماق الجناح الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي الكثير من اهتمام الأعلام العالمي ، فهذه المرة الأولى التي تبرز معلومات بهذا الشكل عن أحد أهم أركان هذه الجماعة و هو الركن الإعلامي ، ليس هذا المقال للحديث عن ما جاء في حديث مراسل وكالة أعماق فالمتن الصادر عن المركز الإعلامي للسلطة القضائية يقدم الكثير من المعلومات ، و التحليلات التي قدمها الخبراء حوله تغني الكاتب عن الخوض في هذا المضمار ، إلا أن ما يهمنا هو الصندوق الأسود لبنية داعش على المستوى الكلي لدى المحاكم المختصة بالإرهاب ، في العراق و ليس في أي مكان أخر من العالم مثلما ساهمت الحرب على هذه الجماعات بنشوء قوات قتالية مميزة كجهاز مكافحة الإرهاب الذي تُشيد بعملياته و قدراته أكبر المؤسسات الأمنية في العالم ، كذلك يمتلك العراق بحسب العمل و الخبرة التي ناهزت على عقد و نيف من السنين مؤسسات قضائية تملك من المعلومات عن هذه الجماعة التي يتسابق العالم كله بفعل شعوره بخطرها مالا تملكه أي مؤسسة أخرى في أي من بلدان العالم ، لا أبالغ أذا قلت أن الصندوق الأسود لهذه الجماعة يوجد لدى محاكم الإرهاب العراقية ، و أهم من هذه هي أحتراف هذه المحاكم و قضاتها في التعاطي و استعمال هذا الصندوق ، و لعل من الأبعاد المهمة في هذا السياق الحديث عن طبيعة هذا العمل ، فعلى الرغم من مساعينا الإعلامية في محاولة الحصول على أكبر قدر من المعلومات من خزين معلومات محاكم الإرهاب حول التنظيم الإرهابي ، إلا أننا و في كل مرة نجابه بضرورة إدراك أن هذه المعلومات ليست للاستعراض و التفاخر و الدعاية ، و ما يتاح لنا للنشر هو اليسير بسبب أهمية إبقائه في خدمة العمل القضائي و الأمني ، مؤكدا أن هذا خلاف رغباتنا و فضولنا الإعلامي ، إلا أن العمليات النوعية خاصة تلك التي تستهدف الشبكات المغمورة و الخلايا النائمة استنادا إلى ما تقدمه محاكم الإرهاب ، يجعلنا نتفهم بشكل كبير الغاية من امتناع قضاة محاكم مكافحة الإرهاب عن تزويدنا بكل ما نطلبه .
الحرب على داعش معركة ميدانها أوسع من الجبهة العسكرية ، و هنالك إلى جنب جهاز مكافحة الإرهاب و الشرطة الاتحادية و الجيش العراقي و الحشد الشعبي و كل من يساند القوات المسلحة ، من يقاتل هذا العدو بشكل يوازي حرب الرجال في الجبهات .