26 نوفمبر، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

قادمون يا نينوى … معركة التسويات التاريخية ؟!! 

قادمون يا نينوى … معركة التسويات التاريخية ؟!! 

بعد الانتصارات الميدانية الاخيرة للقوات الأمنية والحشد الشعبي والعشائر ، تم احكام السيطرة على اغلب مناطق محافظة نينوى ، وبشطريها الشرقي والغربي ، ولَم يبقى سوى اقتحام مدينة الموصل ، تمهيداً للسيطرة على مركز المدينة وتحريرها من دنس داعش ، إذ يمكن اعتبار معركة الموصل ، فاصلة ومصيرية ، لانها حظيت باستعدادات كبيرة ومتميزة ، وتنسيق عالي بين القوات المشاركة ، بالاضافة الى المشاركة اللافتة لقوات البيشمركة في عمليات التحرير ، اضافة الى ازدياد الطلعات الجوية لقوات التحالف الدولي على تجمعات داعش في داخل احياء المدينة . 
المؤثرات السلبية في المعركة لم تؤثر كثيراً على سيرها ، اذ ان التصعيد التركي ومحاولة اشغال أو تمويه الجهد العسكري ذهب ادراج الرياح ، ولَم يعد اَي اثر لهذا التدخل ، والذي كان من المعول ان يكون سفينة إنقاذ لداعش وحماية لتحركهم في الموصل ، كما ان الاجماع الوطني على ضرورة إنهاء ملف داعش وانهاء وجوده كان معززاً له المعركة ، اذ لم تضع القيادات العسكرية اَي خطوط حمراء في مشاركة من يريد المساهمة في معركة التحرير ، الامر الذي اُعتُبِر وقفة وطنية موحدة ضد تنظيمات داعش ، وانهاء وجودها في البلاد ، ناهيك عن التنسيق العالي ، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة ، وفيها جميع القوى المشاركة ، كما ان هناك حرصاً كبيراً على ان تكون المعركة بيضاء قد الإمكان مع الحفاظ على الممتلكات العامة ، وتقليل الخسائر ، والوقوف بحزم امام اَي صراع اثني أو عرقي . 
اللافت في هذه المعركة هو الحرص بان لا يكون هناك اَي تغيير في خارطة الموصل ، وان اَي تغيير أو تبديل في خارطتها يترك لاهلها لتقرير مصيرهم ، وهذا ما أكده اغلب القوى السياسية سواءً السنية أو الشيعية أو حتى الكردية ، الامر الذي يجعلنا نتجاوز مرحلة التقسيم والتجزئة ، وربما يبدو ان الامر ليس بهذه السهولة ، اذ ان هناك تحذيرات كبيرة انطلقت من جهات عدة تحذر من خطورة ما بعد طرد داعش ، وربما هناك بعض هذه التحذيرات في محلها ، ولكن بعض هذه التحذيرات يدخل في إطار التأثير على سير المعارك اليومية ، ومراحل تحرير المدينة . 
اعتقد وكما يرى البعض من المحللين ان معركة الموصل ستكون هي حجر الزاوية في التسوية التاريخية في البلاد ، وان هناك مقدمات لهذه التسوية ، تمثلت في نهاية داعش ، وتحرير الارض ، وإيجاد التوافقات السياسية من اجل حل مشاكل البلاد ، كما مجمل الأحداث في المنطقة توكد هذه النظرية ، فان التسوية في لبنان ، وانتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء ، هو مقدمة مهمة لحل جميع المشاكل في لبنان ، ناهيك عن الخطوات المهمة في الملف اليمني والذي يدخل في ملف التسوية في المنطقة ، الامر الذي يجعلنا امام متغيرات مهمة في المنطقة ، دون المساس بالخارطة الفعلية لدول الصراع ، وان التغييرات ستكون فقط في داخل الحدود الإدارية لمناطق الصراع ، مما يعني اننا امام مشهد اخر يتمثل في فيدرالية ادارية أو كونفدرالية ، تسير نحو حكم المحافظات لنفسها ، الامر الذي يعزز نظرية ان المنطقة برمتها وتحديداً العراق يسير نحو التهدئة والاستقرار. 

أحدث المقالات