في اكثر من بلد عربي، نظامه جمهوري، صدرت جريدة تحمل اسم: (الثورة). في ســـــورية واليمن والعراق. ولهذه التسمية وقع كبير: سياسي خاصة. جريدة الثورة التي صدرت في العراق بعد (14/تموز/ 1958) كان صاحبها ورئيس تحريرها الاستاذ يونس الطائي. وقد توقفت عن صدور في (8/ شباط/ 1963). اما الثانية فقد صدرت عام 1968، عن (دار الثورة للصحافة والنـــــشر)، واول رئـــيس تحرير لها، كان الاستاذ كريم شـــنتاف. وقد توقــفت عن الصدور في (9/نيسان/ 2003).
من هو الطائي؟
ابقي حديثي عن جريدة الثورة التي صدرت بعد (14/ تموز/ 1958) وصاحبها يونس الطائي. بحثت في المصادر ذات الصلة، خاصة موسوعة (اعلام وعلماء العراق) للباحث حميد المطبعي، فلم اجد ترجمة له. توجهت نحو جاره في السكن الصديق الصحفي كريم سليمان (ابو ذكرى)، فأفادني بان الاستاذ الطائي رحل الى جوار ربه منذ سنوات ليست قليلة. وله من الابناء: ضياء وعلاء ولواء وصفاء. وله بنت سماها (كريمة) تيمناً باسم الزعيم عبد الكريم قاسم. اذ ان المعروف في الوسط السياسي والصحفي العراقي، ان يونس الطائي كان قاسمياً بامتياز. ومن حين لاخر كانت سجالات صحفية تقوم بين الطائي والشيوعيين، او بين الطائي والقوميين. كانت مقالاته حادة وهجومية.
حزب الزعيم
المعروف عن الزعيم عبد الكريم قاسم، انه يتعبر الشعب العراقي سنده وحزبه. وخطبه العديدة تؤكد ذلك. لكن اللافت للنظر ان شخصية صحفية معروفة، وهي مقربة منه (يونس الطائي)، قد قاد حملة صحفية تهدف الى قيام الزعيم بتأسيس حزب سياسي. الحملة غير مفهومة فطروحات الزعيم قاسم شيء، ومضمون هذه الحملة شيء اخر. وتجدر الاشارة الى انه مطلع عام 1960، صدر قانون الاحزاب، وتقدمت شخصيات وجهات عديدة بطلبات تأسيس احزاب، منها: الحزب الشيوعي، والحزب الوطني الديمقراطي.
توافقاً مع صدور هذا القانون، بدأت جريدة الثورة، وصاحبها يونس الطائي، حملة تطالب الزعيم قاسم بتأسيس حزب سياسي. نذكر ان الزعيم لم يفعل ذلك.
اين السر؟
وازاء الحملة التي قامت بها جريدة يونس الطائي (الثورة)، يطرح اكثر من سؤال:
-هل ان ما اقـــــدم عليــــه يونس الطــــائي مبـــادرة شخـــصية منه؟
– او: هل كان ذلك باتفاق بينهما: (الزعيم والطائي)؟
-ان كان الزعيم غير موافق على الحملة الصحفية، فلماذا لم يمنعها منذ البداية؟
– وان كانت بايعاز منه: فلماذا لم يؤسس حزباً؟
– هل هناك مستجدات جعلت الزعيم يعيد النظر؟
– ام ان الحملة مبادرة من الـــــطائي، وســــمح بها، كعــلامة على حـــرية الصحافة؟ اسئلة عديدة، لم يحسم جواب محدد لها.
تابعت كقارئ لجريدة يونس الطائي، تلك الحملة، ولازالت اتذكر حتى بعض العناوين الرئيسية في الذي تم نشره.
انها معلومة من ذلك الزمان!!.