نشر موقع ( كتابات ) أمس موضوعا بقلمنا بعنوان (التعليم العالي : لا تهدروا عاما من عمر الطلبة لجعل 2015 / 2016 عدم رسوب ) ، وقد تطرقنا فيه إلى قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باحتساب العام الدراسي الماضي سنة عدم رسوب بشرط عدم السماح للراسبين بدرس أو درسين بالعبور والتحميل للمرحلة التالية ، وقد تم عرض الآثار المحتملة لهذا القرار من وجهة النظر العلمية والتربوية ، إذ يأمل الطلبة وعوائلهم أن تنظر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعين الرأفة والعطف الأبوي لأبنائها الطلبة من خلال دمج الموضوعين بموضوع واحد عنوانه احتساب سنة عدم رسوب ، من دون حاجة لوضع الطلبة بتصنيفات بهدف إعطاء الفرصة للطلبة وعدم إضاعة أوقاتهم بالمراجعات ، وكل ما يحتاجون إليه هو رفع الشرط المتعلق بعدم العبور أو التحميل إلى المرحلة اللاحقة ممن رسب بدرس واحد أو درسين ، فمن شان ذلك إن يزيل هموما وعقدا من الشباب لكي يمضوا إلى الأمام عندما يجدون وزارة التعليم تقف إلى جانبهم ولا تأخذ من حقوقهم عاما دراسيا عند عدم السماح لهم بالعبور ، آخذين بنظر الاعتبار إن معالي الوزير الأستاذ الدكتور عبد الرزاق العيسى هو من التكنوقراط وقد عرف عنه رعايته للشباب واحتضان مواهبهم ومبادراتهم ليكونوا فاعلين في بناء بلدهم والدفاع عنه ، فخلال السنوات التي سبقت استيزاره عرض أفكاره النيرة من خلال منشوراته التي احتلت مساحات في نفوسنا والمواقع المختلفة التي نشرت ونوقشت فيها ، ولا نعتقد إن السماح للطلبة بالانتقال إلى المرحلة التالية كمحملين سيضر بالرصانة العلمية أو يحدث خرقا في العملية التربوية والعلمية ولو كان الآمر كذلك لما طالبنا به بالأساس لأننا نتحدث عن تحميل معمول به من سنوات وليس زحفا أو منحا لمكرمات على حساب السياقات العلمية ، فعدم السماح بالتحميل من شانه إلحاق ضررا للطلبة وقد لا يحقق ذلك أية منفعة سوى إشعار الطالب بمعاقبته حتى وان كانت تلك العقوبة مبطنة ، ونعتقد بان الصدر الرحب لوزارة التعليم العالي وكادرها المتقدم على قدر من السعة بإصدار كتاب لاحق باعتبار العام الدراسي السابق سنة عدم رسوب دون قيود وان يسمح بعبور من تنطبق عليهم شروط العبور وبذلك تنتصر الوزارة لنفسها قبل أن يتحقق نصرا للآخرين لأنها ستقلل عدد القاعدين بصفوفهم لسنوات وتقلل من الإنفاق الحكومي ، دون أن ننسى الظروف الصعبة التي مر ويمر بها بلدنا في المجالات كافة والتي تؤثر حتما على الطلبة لأنهم جزءا لا يتجزأ من البيئة المحلية التي تتطلب إبداء القدر اللازم من المرونة وإعطاء مزيدا من الفرص لتصحيح الأخطاء وزيادة إشعار الطلبة من الشباب بالانتماء والحب والتضحية التي تبدأ من الكلية والمعهد للتمسك بالمواطنة المنتجة .
واستجابة لهذا المطلب ومناشدات الطلبة وذويهم والجهات التي اتصلت وناقشت معالي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقيادات الوزارة ، فقد قامت الوزارة بإصدار ( بيان ) بتاريخ 9 / 11 / 2016 وجاء فيه :
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إمكانية تخيير الطلبة المشمولين بقرار الوزارة المتضمن اعتبار السنة الدراسية السابقة 20152016 سنة عدم رسوب الذين تم ترقين قيدهم بسبب الرسوب بمادة أو مادتين بين البقاء بمراحلهم الدراسية التي رقنت قيودهم فيها أو العبور إلى المرحلة الأعلى ، على أن يستوفي الطلبة نصاب الدوام في المواد التي رسبوا بها في أي من الحالتين ووفق التعليمات النافذة .
وفي الوقت الذي نثمن الجهود التي بذلت لإعادة الأمل إلى شريحة كبيرة من الطلبة ممن سيعادون إلى الدراسة إلى المرحلة اللاحقة ( إذا رغبوا بذلك مع تحميلهم بالدروس التي رسبوا فيها في العام الدراسي الماضي ) ، فإننا ندعوا أبنائنا الطلبة الأعزاء أن يستفيدوا من هذه الفرصة التي وفرتها لهم وزارة التكنوقراط من خلال بذل الجهود المطلوبة ومضاعفة الجهود لغرض التخرج والإسهام الايجابي في الاعمار والبناء والدفاع عن الوطن ، ونتمنى من الإدارات المعنية في الوزارة سرعة إيصال هذا البيان إلى الجامعات والكليات والمعاهد والأقسام العلمية ، كما نتمنى ونرجوا من العمادات والأقسام العلمية في الكليات والمعاهد تبسيط الإجراءات للتنفيذ ، وبما يؤمن مباشرة الطلبة خلال الأيام القادمة لتعويض الأيام التي فاتتهم منذ بداية العام الدراسي الحالي ، ونظرا لإعادة النظر في حالات محددة للقبول المركزي فقد يكون من المفيد إجراء التغيير في توقيتات العام الدراسي الحالي ، من خلال جعل امتحانات الفصل الأول بعد العطلة الربيعية واختزال تلك العطلة لتعويض وقت الطلبة المقبولين وإتاحة الفرصة لعودة الطلبة المرقنة قيودهم الذين سيعودون للدراسة خلال الأيام القادمة وبما لا يحدث الفجوات ، أو أن تتخذ الوزارة أية إجراءات تنفيذية تراها مناسبة بهذا الصدد وبما يحقق الرصانة العلمية وعدم هدر الفرص والحفاظ على الوقت ، متمنين للجميع عاما دراسيا منتجا وبما يحقق الأهداف والمصالح العليا للبلاد والعباد ومن الله التوفيق .