لم تكن مصادفة عندما جمعتنا الظروف، مع مجموعة من منتسبي وزارة الكهرباء، في دار أحد الأصحاب، وكانت الحسرة عنوانهم عندما تطرقنا الى ظروف الموظف، وما يعانيه من غبن عكس كل الوزارات الأخرى، خاصة بما يخص وطنهم الصغير، فتطرقوا أثناء حديثهم عن السكن، الذي من السهل أن يكون ممكناً لهم ولعوائلهم، ولكنه أصبح من أحلام اليقظة بسبب بعض الإجراءات الروتينية المملة، وبنفس الوقت الخفية المخفية!
سيادة وزير الكهرباء المحترم: سأروي لك حكاية عن إحدى القبائل البدائية الأفريقية، وتحديداً عند حضارة (هوساhosa)، وشعارهم الذي يقول: (أنا أكون لأننا نكون)، عندما أقدمَ عالم أوربي على تقديم سلة كبيرة، فيها فاكهة ودولارات، وأوقف صبية على خط واحد، وطلب منهم التسابق للحصول عليها، لكنه تفاجأ بأن الجميع قد أمسكوا بأيدي بعضهم، وكلهم وصلوا بنفس الوقت، عندها أجابه أحد الصبية: كيف يستطع أحدنا أن يكون سعيداً، بينما الآخرون غير سعداء، لذا فالسعادة سر لاتعرفه إلا النفوس المتسامحة المتواضعة، التي شعارها نحن وليس أنا.
الموظفون في وزارة الكهرباء، يلتمسون الأبوة من وزيرهم، كي يأخذ بأيديهم، من أجل الوصول الى خط النهاية السعيدة جميعكم، وهذا مشهود لكَ فلطالما صلتَ وجلتَ حتى ذاع صيتك، في دواوين ومضايف محافظتكم الكريمة، والتي عرفت بالمروءة والإيثار، فالأنبار الصامدة ورجالها إشتهروا بالمهمات الإنسانية، فكن أنتَ سفيرهم لتكون أحد صناع السعادة لموظفيك.بذل الجندي المجهول المثابر، رئيس الجمعية التعاونية للوزارة، والناطق الرسمي بإسمها، الدكتور مصعب المدرس عملاً مضنياً مجاهداً، مع أخوته الموظفين لتقديم أفضل الخدمات، والحقوق، والإمتيازات لهم، سيما وهذا العمل الإنساني يخص أصحابه العاملين في الوزارة، وهل أن القبائل الافريقية أكثر حضارة، وكرماً، وإنسانية منا، لتعرف سبب سعادتها وإستقرارها، فالسعادة هنا أن يمتلك كل موظف، وطناً آمناً دافئاً يخصه وعائلته.
تصور سيادة الوزير، عندما يتلقى موظفوك نبأ تخصيص قطعة أرض، لأجل أن تشيد لهم مجمعات سكنية، خاصة وهي معروضة على الجمعية التعاونية، التي يترأسها الدكتور مصعب المدرس، فلابد أن يتبادر الى ذهنهم، ذلك العمل الدؤوب والجهد الحثيث من قبلكم، وأنتم ستكونون السباقون الاوائل في صناعة الفرحة بقلوبهم، وستكونون جسراً للمحبة والسعادة والبناء، وسيخلد المنجز بإسم الوزير قاسم الفهداوي مهما طالت السنين.
ختاماً: ذكر لي أحد الأصدقاء الحاضرين معي، في جلستنا الكهربائية الجميلة، أن جماعته العاملين في وزارة الكهرباء، لم ولن ييأسوا من أحلامهم، فلا قنوط من رحمة الله، وإستظرفت قوله في الختام حينما قال: لا تيأس إذا رجعت خطوة الى الوراء، فلا تنسى أن السهم يحتاج أن ترجعه للوراء، لينطلق بقوة الى الأمام، ونحن على ثقة بأن سِهام الوزير ومتحدثه، سيعملان بقوة صوب تحقيق حلمنا السعيد، فالكبير من ملأ قلوب أحبابه أدباً وأخلاقاً وكرماً.