23 نوفمبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

العلاقات العراقية التركية 

العلاقات العراقية التركية 

وحديث : الجار والصديق ؟ ! 
في حوار تلفزيوني ، تم بثه مساء يوم (10/9/2016) ، أشارت المتحدثة الاديبة أمل الجبوري ، الى مصطلح (القدر الجعرافي) . ومن سياق حديثها ، نستنتج ان الجبوري تقصد بان الجوار بين الدول هو قدر فرضته الجغرافيا وعلى الدول المتجاورة ان تتعامل مع هذا القدر وما يفرضه من متطلبات ، تعاملاً موضوعياً . وهذا ينطبق على العلاقات العراقية التركية التي تشهد حالياً توتراً ليس في مصلحة الشعبين : العراقي والتركي .  توقفت ملياً عند مصطلح (القدر الجغرافي) وبقي حاضراً في ذاكرتي وأوراقي . 
في العاصمة الهندية
    ولم يكن الاقتراب من موضوعة (الجوار) عامة ، والجوار بين الدول خاصة ، مقتصراً على مشاهدتي واستماعي لتلك الندوة التلفزيونية ، وهو ما دعاني لقراءة بعض اوراقي ، واستدعاء بعض ملفات الذاكرة . وفي تلك الاوراق قرأت : عام 1978 ، شاركت في ندوة فكرية – سياسية ، عقدت في العاصمة الهندية ، نيودلهي ، في نيسان من ذلك العام . كانت الهند بلداً مضيفاً . اما المنظمون فهم (الكوريون الديمقراطيون) اذا استخدمنا التوصيف السياسي أو (الكوريون الشماليون) اذا استخدمان الجغرافيا . في حينها كانت العلاقات العراقية الايرانية تمر بفترة من الهدوء الحذر ، بعد سنوات من التوتر بدأت عام 1969 ، بين العراق ونظام الشاه لتنتهي – ظاهرياً – في (6/آذار/1975) حيث وقع النظامان العراقي والايراني ، اتفاقية الجزائر . ومع سقوط نظام الشاه ، بدأت نذر التوتر بين البلدين ، مصحوبة بحملات اعلامية متبادلة ، تهب كبداية لعاصفة مدمرة ، مع ان حبر معاهدة الجزائر لم يجف بعد . 
الجار والصديق
    وعلى هامش هذه التدوة الفكرية الدولية ، كنا في حلقة نقاشية مع عدد من الاصدقاء الهنود حول علاقات الجوار وبالذات العلاقات العراقية الهندية ، وامتد النقاش ليشمل العلاقات العراقية الايرانية . كان كلام الاصدقاء الهنود مقترناً بالحرص على علاقات جوار حسنة بين العراق وايران . ومن بين المشاركين في النقاش ، كان صحفيون ورجال اعمال يبحثون عن بيئة آمنة لاستثماراتهم . واتذكر ان شخصية هندية تحدثت عن هذا الموضوع ، مؤكدة ضرورة علاقات حسن جوار مستقرة بين العراق وايران . وأطلقت هذه الشخصية جملة مفيدة لفظتها باللغة الانكليزية ، ونصها : (You can choose a friend but you can not choose a neighbor )   
    وترجمتها : بأمكانك ( والمخاطب هنا الدولة) ان تختار صديقاً ، ولكن ليس بأمكانك ان تختار جاراً .     انه قدر جغرافي شئنا ام ابينا . ذلك ان الدولة ، اي دولة في العالم ، تستطيع ان تختار دولة اخرى صديقة لها ، بغض النظر عن البعد او القرب الجغرافي ، انه قرار سيادي يخص بلدين ، كمعاهدة الصداقة العراقية – السوفيتية ، او معاهدة التعاون الستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الامريكية . بوضوح نقول ان اختيار (الدولة – الصديقة) قرار ثنائي ، وهو اختيار حر . لكن اختيار (الدولة – الجار) لا مجال فيه للارادة او الحرية . انها حقيقة ماثلة ووضع جغرافي تاريخي ، لا يصح ولا يمكن نكرانه . شائت دولة ما أم ابت . 
    لذلك ينبغي التعامل بدقة وموضوعية وحرص مع الدولة الجار . لكن الحرص على علاقات الجوار الحسنة ، ينبغي الا يكون من جانب واحد ، بل لابد ان يكون ثنائياً . وهو ما نأمله ونتطلع اليه مع جميع دول   الجوار . الدولة العراقية قالت بحزم ووضوح : نحرص على علاقات حسن الجوار . لكننا ، بذات الوقت ، حريصون على سيادتنا وقرارنا الوطني المستقل . ونأمل ان تكون الرسالة العراقية قد وصلت وفهمت على نحو صحيح . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات