عروض تنهال على الوطن .!
بمسميات متقاربة تحمل عنوانا تتعطش له الأرض وابناؤها،بعد أعلان الوطن رغبته بالتعايش السلمي وطي صفحات الماضي من الالام والعنف الدموي القاتل،حتى بدأ التنافس الشديد في طرح المشاريع في ظاهرها اخلاص ووفاء في أجواء شبيه بالمناقصة التعاقدية.!فتسارع لها المعنيون تحت عناوين مختلفة فمنهم من تقدم لها بأسم( التسوية الوطنية) ومنهم من تقدم لها بأسم (التسوية المجتمعية) .
هنا يأتي دور خبراء تحليل العطاءات ليبدأوا مهمتهم في وضع المشروعين على الطاولة للدراسة والتحليل والى جانبها الشروط والضوابط ليحكموا فيمابعد اي المشروعين يصلح وممكن التطبيق.؟ من ضمن هذه الشروط والضوابط المهمة المتعلقة بالتسوية العراقية اولها اجازة الشعب لهم، وثانيهما من يمتلك الاعمال المماثلة، وثالثهما الفترة الزمنية للأنجاز .فلو عدنا للشرط الاول قد نجده متوفر في الاثنين، اما الشرط الثاني فمحل مقارنة من منهم لديه اطروحات شبيه مسبقا ورؤية واضحة في مسير التسوية ومن منهم متردد لايمتلك رؤية واضحة وكل يوم في شأن.! والشرط الثالث
ايهما اقرب في الزمن؟ فهذا هو الشرط الاهم الذي لايحتمل التسويف والمماطلة. فعلى خبراء التحليل اعلان النتيجة النهائية .فالتسوية الوطنية مشروع اعلنت عطاءاته وقرأت بنودها وواضحة معناها ومغزاها واتفق عليها داخل التحالف الوطني واعلنت فيما بعد الى الوطن وابناءه .اما التسوية المجتمعية فما المقصود منها ولايعرف معناها ومغزاها وهدفها. فأذا كان القصد منها نفس الغرض الذي تسعى له التسوية الوطنية فما الداعي من التزاحم وارباك الشارع وجعله في حيرة من امره.! فليدخل شريكا ولتكن الدعوة للتعاقد دعوة مباشرة وينتهي الامر.اما اذا كانت التسوية المجتمعية لاتؤدي نفس القصد وهي مختلفة تماما عن التسوية الوطنية فأين هي عطاءاتها .!ولم تعلن من فراغ من دون اتفاق وتفاوض واستحصال التأييد المطلق .!ولوتخيلنا ان العطاءات ستتوفر فماذا سيقصد بالتسوية المجتمعية هل هو دفع الناس وتوجيههم للتعايش بالسلام وترك الكراهية والحسد وحثهم على الالتزام كل بمبادئ دينه وشريعته، بالتأكيد انه مشروع جميل لكنها مهمة شاقة وتبدو مستحيلة وعصت على انبياء مسددين بالمعجزات حتى دعوا ربهم ان ينزل على العاصين عذابه .اما ماذا يقصد بالتسوية المجتمعية؟! كونوا واقعيين وتعاملوا بما لديكم من امكانات مهيئة ولاتدخلوا بمنافسات نواياها غير معروفة اشتركوا معا في بناء الوطن قبل ان تكون دعوة الأرض عليكم بنزول العذاب تلقائية. فما هو المصير ولات حين مندم .