لماذا بلدي …
لماذا وطني العراق ؟
بلد الصراعات والانشقاقات
وكلنا على طريق الوحي
ونداء السماوات
وكلنا من هذا التراب
وامواه البحيرات
لحومنا محرمة
من رب الكائنات
ودمائنا متشابكة مترابطة
بأبناء وبنات
لماذا بلدي …
لماذا وطني العراق
بلد الحفر والمطبات
والذهب في باطنه
كعيون الضاحكات
والشوارع بلا علامات
ولا اتجاهات
المسافر ليلاً يتوه
بين التراب والنابحات
ومن يروم بغداد او اي مدينة
بلا دلالات واضحات
فيكون كالطريد
بين العيون والمتاهات
والتقاطعات مبهمات
والمرور بين المحن
وأصحاب اليافطات
كأنهم من رب العرش
لهم الحكم ولهم السلطات
كل واحد منهم يجر خلفه
المئات من الرجال والمصفحات
يخافون من الشعب
أم من الصائدات
وهم للغريب عقولهم
أسيرة للغريب والعائدات
والوطني غريب
غرابة الهدهد بين الناعقات
والشعب يعيش ابداً
بين النار والمفخخات
والأموال خافيات
وبطون الناس صارخات
والشباب عاطلٌ
والنفوس حائرات
وصنوف المفخخات كثر
والحُمر المحزمات
من يخلص الشعب
من الحاقدين والحاقدات
فإذا ادلهم الليل
فما أكثر الخائنين والخائنات
أسفاً عليك يا وطني
يا موطن الرايات والأباة
أسفاً يا موطن الأئمة
والكنائس والمساجد
والعابدين والعابدات
من يخلصنا من دعاة التقسيم
والتفرقة والطائفيون والطائفيات
والذين في قلوبهم مرض
ديدنهم الشر
وقتل النفوس الغافلات
ونحن أمة واحدة
كحزمة الورد من كل طيف
من كل لون من كل قوم
على أرض الحضارات
أهل الدواوين والكرم
وأهل الضيافة والعزة والكرامة
والشموخ وأهل المكرمات
متى ينجلي ليل الخفافيش
وصناع الجهل والظلمات ؟
وينعم الشعب بالسعادة
والأمان والخيرات
فمتى أقول
هو ذا الفجر آتٍ أت
واه ٍ يا وطني من
الصارخات والنائحات
وعيون لم تنم إلا والدمع
يملأ المحاجر والخدود الذابلات
لنا في كل يوم قرابين
يصنعها الغرب
وجيران الشر والنائبات
فإذا شئنا ان نكون الحياة
فلنكن جسماً مرصوصاً واحداً
كالطود كالجبال الراسيات
أفق يا وطني قبل فوات الأوان
وقبل ان تشيخ
رؤوس الراضعين والراضعات
ولا تدع يا وطني الغريب يحكمنا
وفيك رجال يصنعون الحياة
فالجراح لا تلتئم إلا بلمسة
من أبنائنا الشامخين والشامخات