حسنا تفعل الحكومة العراقية باصرارها الواضح على جعل معركة الموصل عراقية بأمتياز مع ابقاء الباب مفتوحا للتحالف الدولي باستمراره بتقديم اسناده ودعمه الجوي فضلا عن الاستشارات والمعلومات الأستخبارية , في معادلة الاصرار هذه تكمن العديد من المؤشرات التي يجب ان نقف عندها : المؤشر الاول , ان يكون تحرير مدينة مثل الموصل ثالثة كبريات المحافظات العراقية بعد بغداد والبصرة من حيث عدد السكان والتي تبلغ مساحتها (32308 كم) وبجهد عراقي صرف وعبر عديد قوات جيشها مع البيشمركة والحشد الشعبي فذاك يعد حافزا نفسيا ومعنويا نحن بأمس الحاجة اليه في هذه المرحلة , المؤشر الثاني , ثمة رسالة في الامتياز العراقي بتحرير الموصل مفادها ان القدرة على حماية العراق هي قدرة حقيقية موجودة على الواقع وليست قدرة اوجدتها الابواق الاعلامية وان هذه القدرة التي نمت ونضجت من خلال المراس والتجارب عبر المعارك التي خاضتها قواتنا الامنية بشتى مسمياتها في طريقها لتكون قدرة يعتد بها على المستوى العربي والاقليمي والعالمي ان لم تكن هي فعلا كذلك , المؤشر الثالث , القيام بتحرير الموصل بقوات عراقية فهذا يعني ان تتحول هذه القوات كجملة مقارنة وعلامة فارقة في تاريخ الجيش العراقي بقدراته وجهوده الذاتية ,نعم جملة مقارنة للجيوش الاخرى في حال مرورها بظروف قتالية شبيهة بمعركة الموصل , المؤشر الرابع ,
عودة مناخ الثقة الايجابي بين قواتنا الامنية والشعب بعد اخذ الجيش زمام المبادرة والمباغتة وقيامه بالقضاء على داعش ,تلك الثقة التي تزعزعت بعد العاشر من حزيران 2014 ,المؤشر الخامس , ان تكون معركة تحرير الموصل عراقية بأمتياز فهذا يعني ان يكون ثمة فرز واضح لكل اولئك الذين شككوا بقدرة الجيش العراقي والقوات الامنية المنضوية تحت لوائه ونالوا منه بما لا يليق به , المؤشر السادس ,التفوق العراقي في ميدان المعركة بمدينة الموصل جعل من داعش يكشف او يلجأ الى تحريك خلاياه النائمة وما حصل في كركوك فجر الجمعة الماضية يؤيد هذا المؤشر وهذا بحد ذاته يعني ان القوات العراقية دفعت بهذا التنظيم الى كشف كل اوراقه فلم يعد لديه ما يخفى على احد وهذا دليل على قرب نهايته الكبرى في العراق , المؤشر السابع , ان تكون القوات العراقية هي المحررة لمدينة لموصل يعني اعادة نسج ذلك الخيط الذي قطع لاسباب مفتعلة مع اهالي الموصل وهذا مؤشر في غاية الخطورة والاهمية , فاعادة الوعي الاجابي لأهالي الموصل بعودة الأنتماء للوطن والجيش والمضامين الوطنية يشكل نقطة ارتكاز تعتمدها عمليات تحرير الموصل (قادمون يا نينوى) حيث سار ضمن هذا الاطار الستراتيجي الكل الجيش والاعلام والمجتمع والمؤسسة الدينية بكل مذاهبها وتوجهاتها فهو اطار حيوي وجوهري , المؤشر الثامن , الروح التي تملكها وتمثلها القوات العراقية المشاركة في تحرير الموصل ومآلاتها الايجابية زرع لدى اهالي الموصل الروح الثورية ما جعل ابنائها تنتفض من داخل الموصل وليس ذلك بغريب على الموصل وابنائها فشواهد التاريخ ووقائعه تثبت ان مدينة الموصل خرجت على الظلم وكانت اول مدينة نصرت الامام الحسين (ع) ونهضته المباركة باعداد مهيبة من ابنائها , المؤشر التاسع , ان تكون القوات العراقية هي من تحرر الموصل فهي رسالة الى بعض وسائل الاعلام العربية التي استهانت بالجيش العراقي ابان سقوط الموصل , المؤشر العاشر , تصاعد القدرة التي تمتلكها القوات العراقية وبدئها بعمليات تحرير الموصل بنى جسرا من السمعة الطيبة لهذا الجيش ما جعل الموقف منه وتأييده من عدمه كورقة يعتمد عليها في الكثير من دول القرار خاصة الولايات المتحدة الامريكية حيث حضرت هذه الورقة فس سباق انتخابات الرئاسة الامريكية ونلمسها بوضوح اثناء المناظرات بين المتنافسين عليها هيلاري كلنتون وترامب وهذا لم يحدث سابقا, المؤشر الحادي عشر , ان تكون معركة تحرير الموصل عراقية بأمتياز فهذا يعني ان يكون للجيش العراقي دور مهم في مرحلة ما بعد داعش , المؤشر الثاني عشر , الثقة التي منحتها الانتصارات المتتالية للقوات العراقية قبل البدء بتحرير الموصل للحكومة العراقية ما جعلها راكزة وقوية في قراراتها حيال هوية المشتركين في معركة تحرير الموصل وتحديدا موقف الحكومة العراقية تجاه اشتراك تركيا ورغبتها بتغليف بقاء قواتها في بعشيقة بحجة الاشتراك في تحرير الموصل وتجلى هذا الرفض بوضوح اكثر من خلال رد الدكتور العبادي الحاد على وساطة وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر بين العراق وتركيا بشأن معركة الموصل موضحا الموقف الرسمي والواضح من ان معركة الموصل عراقية وينفذها ويقودها العراقيون لا غير وسيحررون مدينتهم ولا يسمحون لاي قوة اخرى بالتدخل فيها , وثمة مؤشرات اخرى عديدة لمن يريد ان يتعمق .