18 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

احموا السلطة القضائية من الغوغاء

احموا السلطة القضائية من الغوغاء

ليس الحديث اليوم عن دور السلطة القضائية في ترسيخ أحكام الدستور وحماية الأمن والنظام وسيادة القانون , بل الحديث عن التهديد والابتزاز ومحاولات حرفها عن أداء دورها في ترسيخ أحكام الدستور والأحكام الأخرى ومحاربة الإرهاب والجريمة والفساد المالي والإداري , وهذا التهديد يتمّثل بالتظاهرات التي دعا لها زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر الثلاثاء القادم أمام محكمة الساعة , ردّا على قرار المحكمة الاتحادية العليا بإبطال قرار إلغاء مناصب رئيس الجمهورية , فقد ناشد المتحدّث الرسمي باسم القضاء الأعلى السيد عبد الستار البيرقدار اليوم , السلطات والمنظمات والأحزاب وفئات الشعب العراقي كافة بالوقوف إلى جانب السلطة القضائية وعدم التأثير على قراراتها , وهذه المناشدة لم تأتي من فراغ , بل لاستشعار السلطة القضائية بالخطر الداهم والمحتمل من قيام بعض الغوغاء من اقتحام بناية المحكمة الاتحادية العليا انتقاما من قرارها بإبطال إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية .
وبالرغم من حراجة الموقف الذي يمرّ به البلد واستكمال كافة الاستعدادات العسكرية والنفسية لمعركة المصير مع داعش , معركة تحرير الموصل التي هي معركة الشعب العراقي بأسره مع الإرهاب بكل اشكاله وألوانه , إلا أنّ زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر أبى إلا ان يشّتت الجهود ويحوّل الأنظار إلى معركة أخرى , قد قال القضاء العراقي رأيه فيها , ويشغل وسائل الإعلام عن الحدث الأهم والأكبر , في الوقت الذي يتطلّب توحيد الجهود نحو الهدف الأسمى المتمّثل بالقضاء على الإرهاب واستئصاله وتحرير مدن العراق وقصباته من دنس الإرهاب وداعش , كما إنّ إشغال وسائل الإعلام عن القيام بدورها بإسناد المعركة مع داعش إعلاميا وإشغالها بأحداث ليس للعراقيين فيها سوى الفوضى , هو خدمة لأعداء العراق , ولهذا فإن حماية السلطة القضائية من محاولات التأثير على قراراتها وحماية استقلالها , واجب على الجميع , حكومة ومجلس نواب ومنظمات وأحزاب سياسية ومرجعيات وهيئات دينية , فليس من الحكمة ولا من المعقول أن يشغل البلد في هذا الظرف الحسّاس والدقيق وتشغل الأجهزة الأمنية بتظاهرات , هي تعبير عن رفض زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر لقرار المحكمة الاتحادية العليا الذي يرى فيه انتصارا لخصمه اللدود نوري المالكي , وليعلم الجميع إنّ تظاهرات الثلاثاء القادم لا علاقة لها بالإصلاح من قريب أو بعيد , ولا تخدم سوى داعش وأعداء العراق , في وقت ينتظر فيه العراقيون بين لحظة وأخرى , ساعة الصفر ليهبّوا لتحرير الموصل من الإرهاب وداعش المجرمة .

 

أحدث المقالات