18 نوفمبر، 2024 12:46 ص
Search
Close this search box.

ضياع الموصل كان محاصصة ومصالحة وطنية !!

ضياع الموصل كان محاصصة ومصالحة وطنية !!

تعودت ان اجلس وحيدا على ارائك المقاهي في انتظاراتي لـ( غودو ) الذي تختلف اسمائه من موعد لآخر وفي انتظاري لغودو الاخير حياني احدهم وجلس بجانبي ولم استطع الجزم حتى الساعة ان كان مخمورا حد الانتشاء او متفائلا حد اللعنة لكنه كان ظريف وادار بيني وبينه حديثا تنوعت مساراته وفي مسار العشائر سألته بلا مبالاة عن عشيرته فقال بثقة الواثق : انا من القوم الذي اسقطوا مملكة كنده وجعلنا ملكها يعيش في الضلال والتيه والبعد عن ( عنيزة ) والذهاب للقسطنطينة ( يحاول ملكا او يموت فيعذرا ) وتوهج فخرا بقومه فأقسم انهم حازوا فخر تحويل ملكا هو ( امرؤ القيس بن حجر الكندي ) الى متسكعا طارقا لابواب الاقوياء من اجل العودة الى العرش والخمرة الملكية ولم تشاركهم العشائر الاخرى , هنا بدا الملل يحاصرني فوضعت لنفسي اختياري يتمثل الاول بقطع انتظاري لغودو الذي لا يأتي والثاني تغيير دفة الحديث الى ملك ضليل اخر هو ملك الموصل فأخترت الثاني وسألته بدون مقدمات :
طيب لماذا لاتقوم عشيرتك بغزو الموصل وتحويل البغدادي الى ملك ضليل اخر ؟ فقال بعدما زفر زفرة طويلة : الموصل ليس مثل مملكة امروء القيس تعرضت لغزو وسقطت وانما الموصل لها ملك او والي او حاكم سمه ماشئت ولها حاكم يحكم معها نظيراتها من المدن والاول كان يسرق المدينة قوتها وراحتها ويقلب عاليها سالفها من دون ان يشرك الثاني معه فتحرك فيه عامل المنافسة والحقد على الاول وبدأ يسابقه السرقات حتى تحولت المدينة الى ساحة صراع انهكها واوصلها الى الخراب فقرر الاول انتقاما من الثاني التعامل مع غرباء قادمين لاستباحة المدينة فما كان من الثاني الا ان شحذ همته وحقده على الاول وقرر ان يجعل منه ملكا ضليلا اخر فباع المدينة للغرباء وامر جميع اتباعه بترك المدينة في ليلة ليلاء في يوم من ايام شهر النكبات العربية الذي تنفذ فيه صفقات ولاة الامر مع الغرباء الغزاة فدخل الغرباء وهرب الاول وضحك الثاني متشفيا وساخر من ملك ضليل في القرن الحادي والعشرين . امعنت النظر في وجهه لافرز هل هو ثملا او متفائلا فلم اجد اثرا لغير الالم على قسمات محياه فقلت معقبا : لم افهم شيئا مما قلت ؟ هنا تخلى عن كل وقار وصرخ بلهجة شعبية حادة : بابا ليش ماتصدكون بالحقيقة رغم قباحتها ؟
سألت وماهي الحقيقة ؟
الحقيقة يا اخي ان الموصل سرقها السني وباعها الشيعي والوسيط كردي وهذه لعمري محاصصة واضحة و ( مصالحة وطنية على طريقتهم ) .
في هذه الاثناء وصل غودو فسكت صديقي عن الكلام اليودي بداهيه . 

أحدث المقالات