لايمكن لرجل الاطفاء ان يخمد الحريق في بناية تحترق بسرعة وهناك من يقبض عليه بكلتا يديه ويسعى الى منعه من الحركة نحو إطفاء الحريق، هذا التشبيه البسيط يحصل مع رئيس الوزراء حيدر العبادي والقوات الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة.
ملاحظات كثيرة على اداء العبادي ولاسيما انه يتبنى القرارات الرمادية التي لاتميل الى السواد او البياض وأسلوب اللجان التخديرية وعنده بعض القرارات الانفعالية مثل دمج الوزرات والإخفاق في تحويل الملف الأمني في بغداد من عسكري الى استخباري والتدخل بعمل الهيئات المستقلة والفشل الكبير في تنفيذ البرنامج الحكومة وعدم منح الحكومات المحلية صلاحيات واسعة وتجميد البرنامج الحكومي ربما كل ذلك من واقع العامين الماضيتين التي ادار فيها العبادي وفريقه الحكومة،لكن الأهم الان ان نؤجل كل اعتراضنا وملاحظاتنا على هذه الحكومة الى مرحلة مابعد تحرير الموصل وتخليص الاراضي العراقية من الغزو التركي.
نحتاج في هذه المرحلة الى رص الصفوف والوقوف مع القائد العام للقوات المسلحة والجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر وقوات البيشمركة وكل العياري الذين يقفون اليوم على أسوار الموصل لتحرير اَهلها من الظلام الداعشي.
معركة المصير ، معركة الموصل ، المعركة الفاصلة بين العراق وداعش اي انكسار -لاسمح الله -يعني انتشار لقوى الظلام الداعشي والحل امام الوطنيين سوى الانتصار ويخطأ من يظن ان (الكيبورد والقلم) اقل تأثيرا من فوهة المدفع .
المرحلة تتطلب الوقوف بجانب الدولة والقانون واشاعة ثقافة المواطنة مع الإشارة الى ضرورة ان تكون هذه المعركة عراقية خالصة وان تغيب كل الشعارات التي قد تكون فيها ملامح طائفية ويصدرها الأعداء على انها معركة بين الشيعة والسنة وان يرتفع في هذه المعركة العلم العراقي فقط.
اذا كان هناكمن لايستطيع ان يحمل السلاح ليحمل قلما وطنيا يدافع فيه عن الأرض العراقية التي اغتصبتها داعش وحواضنها.
حقيقة الحقائق انه لا اولوية امام الموصل والغزو التركي وحواضن داعش في بغداد..انها معارك الوجود والوطن والانسان ..