19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

نجاح فعاليات مهرجان الكميت الثقافي الأول في ميسان

نجاح فعاليات مهرجان الكميت الثقافي الأول في ميسان

اختتمت بنجاح يوم الجمعة الماضي فعاليات مهرجان الكميت الثقافي الأول الذي اقامه اتحاد أدباء يمسان بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة بالبيت الثقافي في المحافظة، افتتح المهرجان الخميس الماضي برعاية محافظ ميسان علي دواي لازم في قصر مؤتمرات ميسان ، استهل الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم ، ثم عزف النشيد الوطني، أعقبه إلقاء عدد من كلمات الافتتاح، لمحافظ ميسان، مجلس المحافظة، وزارة الثقافة، اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين – المركز العام ، اتحاد أدباء ميسان ، أكدوا فيها أهمية انعقاد مهرجان الكميت في دورته الاولى ، وتفعيل الحراك الثقافي في المحافظة بجعلها مركز استقطاب لفعاليات الثقافة العراقية، وان المهرجان في دوراته المقبلة سيشهد دعما كبيرا كي يصبح ضمن اولويات المهرجانات المركزية لوزارة الثقافة، وشهد الحفل حضور عدد كبير من المسؤولين في المحافظة ، وحشد من ادباء وكتاب العراق من من مختلف المحافظات .
ومن ثم بدأ عرض مسرحي صامت بعنوان (رجل وظل) تأليف وإخراج: محمد عطية ، وتمثيل عدد من فناني المحافظة،تلا العرض تقديم الباحث جبار عبد الله الجويبراوي دراسة عن الشاعر الكميت بن زيد الاسدي ، موثقة بالأرقام والوقائع عن شاعر لم يعرفه الكثير، الذي سمت ميسان مهرجانها باسمه لتذكير الاجيال حاضرا ومستقبلا بشاعر الرفض والاحتجاج في العصر الأموي، كما أن مرقده يقع في ناحية الكميت – ضمن حدود محافظة ميسان، أعقبت الدراسة قراءات شعرية ابتدأها زاهر الجيزاني:
بعدما رجع الجند يحكون
مافعلوا بالقتيل
بعدما سلبوا سيفه وسروايل
ومقانع نسوته
والطعام القليل
بعدما رجعوا يسحبون الغنائم
والشمس كادت تميل
في احمرار الغبار الثقيل
ومن ثم قرأ الشعراء، عارف الساعدي ،نجاة عبد الله، رعد زامل واحمد العلياوي نصوصا نالت استحسان الحاضرين مع تجاور الانماط الشعرية فيها بين العمود والتفعيلة والنثر.
مساء اقيم معرض تشكيلي لعدد من فناني ميسان ، ومن ثم م� ، ومن ثم معرض للكتاب، تلته قراءات شعرية لرزاق ابراهيم حسن ،ياسر العطية، عبد السادة البصري ، كاظم محمد السامرائي، حطاب ادهيم ، كفاح وتوت .
ومن ثم افتتحت الجلسة النقدية الاولى عن (الخطاب الشعري العراقي المعاصر / اسئلة النقد الثقافي )، ترأسها الناقد صادق ناصر الصكروكانت الورقة الأولى للناقد ياسين النصير بعنوان (قصيدة الوثيقة الشعرية)، افاد فيها ان لغة الحياة اليومية تعد من مصادر تجربة الحداثة في الشعر العربي، مشيرا إلى اهتمام الدراسات الثقافية الآن بالميديا ،علم الاجتماع ، القصص الشعبي والموسيقى ، يقول النصير( اللغة اليومية تعد اهم عناصر توليد الشعرية ، لاحتوائها على مكونات تعبيرية لا تتوفر في المرجعيات السابقة ،وتتصل ثقافيا وحضاريا بنقلات وتطور التكنولوجيا ، خاصة في فكر ما بعد الحداثة . فيما قرأ الناقد والشاعر علي سعدون ورقته التعقيبية عن دراسة النصير وبين فيها ان اختزال الشعر بالوثيقة يعني عزله عن المستويات النصية الاخرى كاللغة والبنية الجمالية والابستمولوجيا بالاضافة الى السياق الاجتماعي ، واوضح ايضا ان كل نص قديما وحديثا بالمحصلة هو وثيقة ،قائلا (البنيويون يعدون المعرفة وثيقة ، بل كل بنية في النص تحتاج الى تفكيك ).
الورقة الثانية قدمها الناقد عباس عبد جاسم بعنوان (نص النصوص/ اشكالية النسق الميتا – شعري ) مبينا ان هذه القراءة تفترض تعدد تقنيات الرؤيا الشعرية بتخليق صياغات جديدة لها ، لكن عبد جاسم يرى (ان التقنيات الشعرية في (نص النصوص )تمتص المستويات الشعرية ،مما تنحل الخاصية الشعرية الى خصيصة بصرية )، الناقد حسن السلمان في تعقيبه على ورقة عباس عبد جاسم ،يرى انها تدور في فلك النقد الادبي (عبر قراءة اجمالية دون ان يتوقف الناقد ولو لمرة واحدة في تحليل جملة او مقطع او وحدة شعرية من النص ).
الورقة الثالثة قدمها الناقد محمد قاسم الياسري بعنوان (النقد الثقافي في مواجهة الوعي الزائف/الشعر،المقهى،المجتمع المدني) بين فيها ان النقد الثقافي باتت مهمته ثورية، اكتسبت ضرورتها وشرعيتها من وقوفها النقدي خارج مصيدة الايديولوجيا ثم يعرج على معالجة النقد الثقافي للمفردات التي ذكرها في العنوان، الناقد علي حسن الفواز في ورقة التعقيب التي كان عنوانها (النقد الثقافي … مراجعة في النص والمقهى والمدينة) وصف الشعر أنه أكثر تجليات اللغة اخضاعا الى قراءات النقد الثقافي كونه (تعبيرا عن الفحولة اللغوية التي يمثلها الديوان العربي )، تلت الاوراق النقدية مداخلات الحضور ومنهم زاهر الجيزاني ، د.محمد ابو خضير ،الشاعر عارف الساعدي ،بشير حاجم ،رياض العطار، هاشم لعيبي وعقب الناقدان ياسين الن� ياسين النصير وعباس عبد جاسم على تلك المداخل� اليوم الثاني
منهاج اليوم الثاني عقدت مفرداته في المركز الثقافي حيث تضمن قراءات شعرية لكل من محمود النمر ، عادل البصيصي ،هاشم لعيبي، عبد الستار العاني ، عبد الرضا اللامي ، كاظم مزهر مشعل البياتي ، ومن ثم عقدت الجلسة النقدية الثانية،ترأسها الناقد علي حسن الفواز ،قدت فيها ورقة نقدية رابعة للناقد د.محمد أبوخضير عن تجربة سعدي يوسف ،عقب عليها د.خالد سهر الساعدي ، ورقة خامسة قدمها الناقد حسن الكعبي بعنوان (النقد الثقافي للشعر بين الغذامي وليتش )،عقب عليها زهير الجبوري بورقته( إعلان المضمر تنظيريا)،
تلا الجلسة النقدية استقبال محافظ ميسان علي دواي لازم أدباء وكتاب المهرجان بمكتبه في مبنى المحافظة، مرحبا بهم معبرا عن افتخار المحافظة بتضييفها مجموعة طيبة من مثقفي العراق، ما يمنح الحكومة المحلية دافعا كبيرا بإضافة هولاء المثقفين وبعدد متزايد سنويا، كي تكون ميسان أحد مراكز إقامة الفعاليات الثقافية في العراق، فضلا عن العزم على إكمال إنشاء البنى التحتية للثقافة في المحافظة، أمكنة تليق بحراك مثقفي ميسان وضيوفهم من محافظات العراق كافة، ومن ثم تحد ث الناقدان علي الفواز ياسين النصير، عن أهمية تفاهمات السياسي الجديد والمثقف في لقاءات صريحة بشأن معيقات التقدم الثقافي في العراق، ومن ثم منح المحافظ هدايا تقديرية للأدباء.
مسك الختام
مساء الجمعة ألقيت قراءات شعرية لكريم جخيور،رياض العطار، أحمد جليل الويس وسراج المياحي ومن ثم عقدت جلسة نقدية ثالثة قدمت فيها ورقة للناقد ماجد الحسن(النص ومعايير النقد الثقافي)قرأها بالنيابة عنه الشاعر عبد السادة البصري عقب عليها الناقد عباس خلف علي ، لكن الورقة النقدية التي قرأها الناقد صادق ناصر الصكرعن الشعر التسعيني – عن الشعراء جمال جاسم أمين، علي سعدون، رعد زامل ،كانت الأكثر جدلا.
بيان الختام تلاه القاص حنون مجيد ،محل توصيات عديدة ،أهمها تجديد المهرجان سنويا وايلاؤه اهتماما اكبر ورعاية الحركة الثقافية في المحافظة، وكذلك ضرورة العمل – منذ الآن- على إعلان ميسان عاصمة للثقافة العراقية العام 2014 وغيرها من التوصيات ومن ثم وزعت الشهادات التقديرية على المشاركين .
امتاز المهرجان بحسن التنظيم ودأب القائمين عليه، اعضاء لجنته التحضيرية على انجاحه بسبل شتى مع تواضع مبلغ التمويل المخصص للمهرجان، كما لابد ان ننوه بمبادرة اتحاد ادباء وكتاب ميسان بطبع كتاب خاص بالجلسات النقدية للمهرجان التي اهتمت حصرا بالنقد الثقافي وتوزيعه على المشاركين في المهرجان .

* العمارة