إنَّ مدرسةَ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) مدرسةُ العلمِ الذي نزلَ على قلبِ الخاتمِ المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
ومدرسةُ النخبةُ القرآنيةُ المصفاةُ والمطهرةُ بنصِّ القرآنِ (ُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ..
ولهذه المدرسةِ أنتمتْ المدرسةُ الأصوليةُ الأجتهاديةُ التي أختزلتْ في عمقِ معارفها الحلولُ لكلِ الحوادثِ التي تطرأُ على المكلَّفِ في كلِّ العصورِ التي مرتْ وتمرُّ ..ما من واقعةٍ ألا ولها حكمٌ ..هذا شعارُها وليستْ العجزُ منهجها أو الجمودُ والتفرجُ ..
ومن قوانينِ تلك المدرسةِ العظيمة الأثني عشرية هو ” التقليدُ ” والذي يمثلُ أهمَ أركانِ هذه المدرسةِ العريقةِ ، فهو “التقليدُ ” الذي يمضيه العقلُ والفطرةُ في التتبعِ والرجوعِ للأختصاصِ العارف في مسائلِ الشرعِ والتي هي منظومةُ علومٌ كثيرةٌ على العالمِ الأجتهادِ بها لتحصلَ له تلكَ الملكةُ التخصصية ..
والتقليدُ هو حريةُ عقلِ بحثٍ بطريقٍ علمي دونَ عواطفٍ أو تأثيرٍ جانبي من غيرِ ذوي الأختصاصْ ليوهموه ..والحَجرُ عليه جريمةٌ ، وكذلك تسليمهُ إلى مَنْ يعبثُ به ويفسدُه ..
من هنا ليسَ من المنطقِ تركِ البحثِ ، عن الأعلم والأصلح ، خاصةً في مثلِ هذه الظروفِ التي تتقلبُ بأهلها وتحتاجُ لصعوبة الظروف الموضوعية والحاكمة على المرحلةِ التي يعيشُها عموم الشيعة في العالم من صراع جَندَ كلَّ طاقاتهِ وأدواته .
ليضربَ تلكَ الأُسس العميقةُ في هذه المدرسةِ ، عندما جَمّدَ البحثَ عن الأعلمِ والأصلحِ وكذلك بدأ يضربُ القيمةَ العظيمة للنهضة الحسينية بإشاعةِ غيرَ المؤهلِ وفتحَ الفضاءَ له لغيرِ ذلك المسارِ العامي والمنطقي ..
فتحريرُ العقلِ من الجهل والتبعية والأستحمار هو أولُ الجهادِ وخطوةٌ في طريقِ الوعي ..