23 نوفمبر، 2024 1:54 ص
Search
Close this search box.

الامام الحسين يخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة  ..!!!(4)

الامام الحسين يخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة  ..!!!(4)

بعض مايرجف المرجفون وشبهات المستشرقون ومطاعن السطحيون لا تصمد حتى امام الرئية الاولية دع عنك البحث والتحقيق لانهم يحطبوا بليل ويقضموا الشوائب ويلوكوا كل فاسد من الدعاوى الزائفة فيسخفوا بالتأويل ويخرجوا بتمحلهم السقيم من دائرة الصواب لافتقادهم للمنهجية العلمية والبحث الموضوعي فيبقى زعيقهم سراب لايغني ولايسمن ويبقى الحق شامخا مهما حاولوا طمس المعالم واخفاء الحقائق ..والملاحظ دائما على مايشتروه من تمسكهم باهاب الاكاذيب فمثلا يزعموا ان ثورة الحسين وخروجه كان بسبب رسائل اهل الكوفة له .وهذه فرية مفضوحة اولا:ان الحسين عبأ الامة قبل وفاة الطاغية معاوية بسنتين كما اشرنا لذلك في الحلقة(3) وثانيا:ان الامام الحسين عندما دعاه والي المدينة الوليد بن عتبة لاخذ البيعة منه ليزيد قال له بالحرف الواحد مثلي لايبايع مثلة نحن اهل بيت النبوة …ويزيد فاجر فاسق ..وصمم على الثورة فخرج الى مكة وحشد الامة للانتفاض على الباطل كم بينا في الحلقة السابقة وفي مكة اتته رسائل اهل الكوفة وغيرها من الامصارولمن يريد الاطلاع على المزيد فليراجع كتاب المفكر الاستاذ محمود عباس العقاد (ابو الشهداء الامام الحسين بن علي ) وكتاب( سمو المعنى في سمو الذات أو اشعة من حياة الحسين). smou alma’na fi smou althat a’ou esha’ah mn hyaah alhsin. تأليف:عبد الله العلايلي تاريخ النشر: 01/01/1996.وكتاب القس المسيحي انطوان بار (الحسين في الفكر المسيحي) وبولس سلامة في كتابه الغدير …الخ   
رعب الطغاة من أسم الحسين وخوفهم حتى من مرقده  
عمد الطغاة على مر العصور بطمس معالم ثورة الحسين وتحريفها ومحاربتها بل واجتثاث جذوتها وذبح حاملي لوائها لكونها تقظ مضاجعهم بما تتضمنه من استنهاض للنفوس وبعث روح الثورة وما تحمله من تجذيرا دافقا صادقا للقيم الانسانية في تحريرها من العبودية ونيل كرامتها . حتى عدوا على قبره فهدموه وحرثوه لاخفائه وطمسه  لكن المشيئة الالهية تابى الا اتمام النور واظهار الحق ورفع الذكر في الافاق رغم انوف الجبابرة وكيد الحاقدين ..فلم يزد ذلك الحسين الا شموخا وارتفاعا وعطاءا .. واعداء الاصلاح والحق والانسانية الادحورا وخيبة ومزابل ..
لذلك اصبحت البشرية ترنوا لثورة الحسين ككعبتها وتهفوا لها نفوس ثوارالعالم كقبلتها لحقيقتها الدائمة المتصله بالتكوين الدائم للعقل الإنساني وقلبه وهويته وتلبي جميع حاجاته وطموحاته  في التحرروالعدالة والحياة الحرة الكريمة ..!!
لم تزد المجازروالتنكيل والاضطهاد لال محمد الا حظورا فاعلا وعطاء دافقا 
التاريخ شاهد لشدة قسوة اجواء تلك الحروب المستعرة والمتصلة للظالمين حيال أئمة أهل البيت فغدت مصائبهم وفـظاعة التنكيل بهم مضرب الأمثال في صبرهم وثباتهم ، وقد فجّرت هذه القسوة البالغة ينابيع الرحمة والمودّة في قلوب الناس وأشاعت الأسف الممض في ضمائرهم وملأت عليهم أقطار نفوسهم شجناً ، وصارت مصارع هؤلاء الشهداء حديثاً يروى ، وخبراً يتناقل وقصصاً تقص ، يجد فيها الناس العبرة والاعتبار ولحنا شجيا في إرضاء عواطفهم وإرواء مشاعرهم .
لانبالغ مهما صورنا وبينا مالحق بشيعة اهل البيت من فادح القتل وقسوة الاضطهاد ونكال التعذيب والملاحقة تحت كل حجر ومدر حتى  اقترن تأريخ الشيعة ولايزال بمالحقهم من مجازر الابادة وأنواع الظلم والتنكيل والاضطهاد، لدفاعهم عن الحق وحقوق الاقليات غيرالاسلامية في المجتمع .بحيث لم تشهد طائفة ولا ملة ولافرقة  نظيرا لها طوال التاريخ على وجه الارض من سوء العذاب وكوارث الابادة لاكثر من 1400 عام  لنظم الطغاة  اموية وعباسية ومملوكية وغزنوية  وسلاجقة واتراك  والى صدام العار ومرتزقة الوهابية والدواعش …الخ  في حين كان المجرمون والضالون والفاسقون .. يسرحون ويمرحون في أرض الإسلام والمسلمين ، وقد كفل لهم الحكّام حرّيّاتهم باسم الرحمة الإسلامية ، لكن الشيعة في كابوس الارهاب يقتلون بالشبهة والظنّة ، وتهدم دورهم وتشرّد أُسرهم ، وتصادر أموالهم ..حتى سول شياطينهم بان ذبح الشيعة وسيلة يتقرب بها الى الله ..!
لم يزد شديد الظلم للشيعة الا انفتاحا وسلاما تنوير
فبعد الهجمات الشرسة المتواصلة للانظمة  المتسلطة  كادت الامة تفقد مبادئها وحريتها وروحها الجهادية وحتى وجودها بفعل سياسة القمع والارهاب للأمويين والعباسيين …الخ ، وقدمت مع ذلك للأمة نماذج من القيادات والاتباع ترسم لها مواقعها في مواجهة الأحداث والمواقف التي تعترض طريقها في مسيرتها نحو مستقبل الحياة الأفضل ، واستمرت تلك القيادات في مسيرتها بالرغم مما كان يعترضها من انتكاسات تعرقل مسيرتها وأحيانا إلى الفشل الذي كان من نتائج افراط تلك الانظمة في ممارسات القمع والارهاب لترسيخ انظمتهم التي فرضوها على المجتمع بالرعب والتنكيل  ومع كل ما مرت به تلك القيادات خلال مسيرتها التاريخية من مراحل الصراع والمواجهه حيث تعرض فيها الشيعة لألوان من الاضطهاد والعدوان والابادة ،الا انهم لم يهادنوا ولم يفرطوا بالقيم  لذلك كانت مواقفهم مشهودة وبطولاتهم  مشهورة  تستمد معنوياتها من روح كربلاء الفداء التي لن تخبوا جذوتها بما ترفدهم فيه من العزيمة والثبات والتحدي يتلوا بعضها بعضا وتدفع بهم إلى الإمام في قض مضاجع الطغاة ..
وكنت صيحة الامام الحسين (هيهات منا الذلة ) خارطة طريق للحرية فاندلعت الانتفاضات والثورات الشيعة في العالم الاسلامي فكانت ثورة المدينة (الحرة) وحركة التوابين والقراء وزيد بن علي ومحمد بن الحسن النفس الزكية وابراهيم بن الحسن وفخ …والى  انتفاضة صفر ضد فاشية البعث و الانتفاضة الشعبانية التي فجرها شيعة العراق ضد الطاغية الجزار صدام .. ولازالت هذه الروح الثورية مستعرة مستمرة الى الان في محاربة دواعش الواهبية الاشرار (ان روح الثورة لن تموت ما دامت قلوب ومشاعر المتحمسين لها  مصممة على مواصلة الدرب حتى النصر في طريق الحسين ) فكان الشهيد الصدروالحكيم وشحاته وشهداء عاشوراء بلدة(الدالولة )في الاحساء …الخ
ولكن العلامة الفارقة لكل تلك الثورات والانتفاضات انها لم تكن عنصرية أو قوميّة أوطائفية وطلباً للرئاسة ، بل كانت لإزهاق الباطل ورفع الظلم عن المجتمع والدعوة إلى إعلاء كلمة الله واحقاق العدالة واحترام الاخر ونشر العلم وبث الثقافة…لاستلهامها للمفاهيم الحسينية لكونها تمثل المدرسة الانسانية في الثبات على المواقف والمباديء مهما بلغت التضحيات .صحيح انه لاتطول معركة بين الحق والباطل لان الباطل دائما زاهق ..
دور المرجعية الشيعية في تحصين الامة والدفاع عن الاسلام
ممالامشاحة فيه ان المرجعية الدينية اولا:طرحتها النظرية القرانية وعمل بها الرسول(ص) قال تعالى 🙁 وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة :122
يقول الطبري في تفسيره : عن ابن عباس قوله: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) ، إلى قوله: (لعلهم يحذرون) ، قال: كان ينطلق من كل حيّ من العرب عصابةٌ، فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم، فيسألونه عما يريدونه من دينهم، ويتفقهون في دينهم, ويقولون لنبي الله: ما تأمرنا أن نفعله، وأخبرنا ما نقول لعشائرنا إذا انطلقنا إليهم؟ قال: فيأمرهم نبيّ الله بطاعة الله وطاعة رسوله, ويبعثهم إلى قومهم بالصلاة والزكاة. وكانوا إذا أتوا قومهم نادوا: ” إن من أسلم فهو منَّا “، وينذرونهم, حتى إن الرجل ليعرِّف أباه وأمه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم وينذرون قومهم. (72) فإذا رجعوا إليهم، يدعونهم إلى الإسلام، وينذرونهم النار، ويبشرونهم بالجنة.
ثانيا :هي امتداد للامامة الالهية المعصومة فكانت طوال التاريخ تامر بالمعروف وتنهى عن المنكروتبلغ احكام الله وشرعه بكل امانة وصدق وبعيدا عن التبعية للحكام والنظم فحافظت على استقلاليتها وسلامة قرارها ووقفت بوجه الطغاة فلم تهادن ولم تماري ممارات الاحبارولم تحرف كمافعل الرهبان والمتاجرين بالدين ..وكانت اخر مواقفهم بنصرة المسيحين والايزدين والصابئة في العراق واستقبال جموعهم واسكانهم مكرمين في محافظات الوسط وتقديم كل المساعدة لهم واعطائهم كامل الحرية باحياء طقوسهم وشعائرهم .كما تصدت وبكل قوة لقوى الشر والظلام من الدواعش واذنابهم ومنازلتهم عسكريا لتخلص العراق والعالم من شرورهم  
ثالثا:استمرار باب الاجتهاد فلكل حادثة حكم
رابعا:لم تكن عنصرية منغلقة او متطرفة تكفيرية مبدئها الاعتدال ومنهجها الانفتاح وتحترم الاخر
تجليات النهضة الحسينية المباركة
 ان نفحات النهضة الحسينية اصبحت هوية وشعارا تهفوا اليه القلوب وانشودة تترنم بها الحناجر في منازلة الطغاة في كل زمان ومكان . فجذوتها مستعرة لن تطفأ ولن تنتهي ابدا (حياة) لان الحسين بصلابته ووقوفه امام خيلاء وجبروت الطغيان  الذي خيم كابوسه على امة استذ لت فاخنعت حتى استعبدت ..فاصبح الحسين بنهضته رمزا (امة في رجل) بل رمزا عالميا..!!
والاحتفال باحياء مواقف الحسين  لكافة الشيعة حق من حقوق الانسان وحرية شعائر الاديان
وهنا نتسائل :افلا يحق للانسانية المعذبة والمضطهدين والمحرومين والمظلومين في العالم ان يحيوا في كل يوم موقفا منددا ومحفلا  محاربا للارهاب والفساد والاستغلال .. ويبرزوا قدوة واسوة يقتفى اثرها لاسعاد البشرية والرقي بتكاملها .الذي جسدها الحسين  نظريا وتطبيقا  واصبح بحق اسطورة عالمية خالدة  ..بما بشر به من فكرنير واطروحة انسانية و مباديء اصلاحية وروح تصدي وقيم ثورية  واسس لمقارعة جحافل التخلف والعدوان .. وثبت عليها ولم يهادن حتى  قطع اربا بالسيوف وطحن صدره بسنابك الخيول وذبحوه واهل بيته واصحابه وسلبوا الاجساد ورموها في العراء حتى صهرهم زمهريرالشمس ..وقطعت رؤوسهم ورفعت على رماح يطاف بها في الامصاروخلفهن حرائر بيت النبوة ارامل وايتام يساقون سبايامضطهدن   …من اجل حرية البشرية وخلاصها من الطواغيت المستعبدين للعباد والعابثين بمقدرات البلدان في كل زمان ومكان ولازالوا الى الان يتسلطون ويفسدون ويبيدون ويرهبون وسيوفهم تقطر من دماء الشرفاء والاحرار ..؟؟؟!!!
ناشز الاصوات
اذن لماذ يسكثرواعلينا احياء ذكرى ملحمة الانسانية الخالدة لسيدالشهداءالامام الحسين في محاربة الاستهتاروالظلم والارهاب وتحريرالانسان التى اصبحت ايقونة الاصلاح وترنيمة الثوارومدرسة الاحرارفي مقارعة الطغاة في كل مكان وزمان ..؟!
الم يحتفل العالم المسيحي في كل عام بالكريسمس ويستعد لذلك الاحتفال قبل شهوراوتقام الزينة والانوارفي كل مكان بل وفي كل بيت وتقدم الهدايا ..وكذلك باحياء ذكرى (الايستر) صلب سيدنا المسيح واقامة اسبوع الحزن .وكذلك الاحتفالات السنوية للشعب الصيني والهندى والفارسي.. بيوم السنة المقدسة الخ ..؟؟!!
اليس في عصرالانفتاح وتحكيم العقل يفرض على العالم كله بوجوب الاحتفال بل والاقراربوقوع المحرقة ومن يناقش فيها يتعرض لعقوبات رادعة من الشرعية الدولية  حتى ويقام نصب للمحرقة  في كل مكان كي تبقى تلك المأساة حية في الشعورالانسانى لما لحق بطائفة اليهود من اضطهاد .. دع عنك ما يقام في العالم كل عام من استعدادات على احياء كرنفالات واحتفالات ومسيرات وفي مناسبات متعددة ..وان قسما منها يمثل امور تافهة  بل وناشزة  وترصد لها الدول الميزانيات وتعد لها الامكانيات وتهيأ لهاالاستعدادات وتستنفرالطاقات وترسم لها مشاريع مستقبلية لتطوير تلك الكرنفالات وتحشد لها اضواء الاعلام وتكرس لها المقالات واجراء المقابلات لاجل  اظهارها بالمظهر الائق واستقبال مزيدا من المشاهدين والسياح …؟؟!!
وهنا نتسأل لماذا يستكثروا على محبي القيم والمدافعين عن المباديء باحياء الوعد الالهي للنهضة الحسينية والتذكير بالناموس الرسالي للانبياء وتخليد مدرسة الدنيا في مقارعة الظلم والظالمين وبوصلة الانسانية لاستلهام القيم ورمزالاحرار واسطورة الثوار في العالم للوصول الى الاهداف السامية  والمثل النبيلة..
وخلاصة وبما ان النهضة الحسينية هي في الواقع مشروع مفتوح للتغيير يؤتي اكله كل حين وهي مباديء وقيم تخرج من دائرة الذات الى افاق الفكرة وعطاء دائم وصراع قائم بين الحق والباطل الى قيام يوم الدين …وان كل واحد يتعامل معها وفق اعرافه  و ابعاد ثقافته ..فالبعض يتصوران احياء قضية الحسين تتم فقط بممارسه طقسية معينة او في اطارعاطفي ضيق او تختزل في امور هامشية .. لذلك يجب ان توضع في سياق مفهومها الصحيح بان تكون فكرا حيا متفاعلا متبرعما يضوع اريجها ولا تنفذ اهدافها ولا تخبوا شعلتها عطاءا غير مجذوذ لانها امتداد لرسالات السماء والمجسدة للمباديئ الانسانية الرفيعة ..كما بينها الائمة والعلماء والثوار والفلاسفة والمفكرين والادباءلانها (هدى وذكر لاؤلي آلالباب )!
وهنا لايسعني الا ان اهيب بالعقول الواعية والصدور المنفتحة والنفوس الصافية وبالخصوص الطبقات المثقفة وبالاخص الشباب الرسالي ان ينتفضوا انتفاضة سيد الاحرار ويكسروا القوالب الجامدة والصيغ الراتبة والخروج من الدوائر المغلقة والانطلاق  في رحاب الافاق الواسعه  بنشر كنوز نهضة الاصلاح لسيد الشهداء وابي الاحرار الامام الحسين  وكذلك احياء امرهم ببيان محاسن فكراهل البيت في وسائل الاعلام الغربي حسب الامكانت والقدرات ومها كان صغيرا  فاذا كان باليات مدروسه فالنجاح حليفها  وسوف يكبر  ويصبح فاعلا ولايقل عمل مع تقوى قال تعالى :(وقل آعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله وآلمؤمنون)التوبة:105 ..واخردعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات