نقل العلامة السيد عبد الرزاق المقرم في”مقتل الحسين”،عن الطبري، والفضل بن شاذان،وكامل ابن الاثير، والشيخ المفيد: ((ان الحسين جمع اصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة،فقال:بعد الحمد والثناء،أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً اولى ولا خيراً من اصحابي،ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جمعياً.
وقد أخبرني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله،بإني سأساق الى العراق فأنزل أرضاً يقال لها عمورا وكربلا، وفيها استشهد وقد قرب الموعد.
ألا وأني اظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً،وإني قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعاً في حل،ليس عليكم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فأتخذوه جملاً، وليأخذ كل منكم رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جمعياً خيراً! وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم إنما يطلبونني،ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.
فقال له اخوته وأبناؤه وبنو أخيه عبد الله بن جعفر:لم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك،لا أرانا الله ذلك أبداً،بدأهم بهذا القول العباس بن علي وتابعه الهاشميون.
وقال زهير بن القين:والله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أُقتل كذا الف مرة وان الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك. وتكلم مسلم بن عوسجة،وسعيد بن الله الحنفي،وباقي الاصحاب بما يشبه بعضه بعضاً فجزاهم الحسين خيراً)).
السيد محمد المدني،شاب لبّى نداء المرجعية الدينية العليا في فتوى الجهاد الكفائي،فقطعت أحدى رجليه ويديه في معركة من المعارك التي شارك فيها ضد داعش الارهاب، وعندما سئل عن حاله ووضعه،قال: كله فداء للحسين والدين،وعندما تتحسن حالتي،سأضع قدم ويد صناعية،وأعود الى صفوف المجاهدين،لأنال الشهادة وأكون من اصحاب الحسين الذين استشهدوا معه. شاب آخر من الحشد، في صفوف انصار العقيدة، نزل في إجازة،وعندما أراد ان يلتحق، لم يكن عنده مال،فعمد الى دراجته التي لا يملك سواها فباعها بدون علم أهله،ثم التحلق الى وحدته العسكرية، وبعد يوم أو يومين من التحاقه أستشهد رضوان الله تعالى عليه. في احدى فصائل الحشد الشعبي المجاهدة”انصار العقيدة،استشهد شاب،فحين ارادوا تفتيش جيوبه لجمع حاجياته وتسليمها الى اهله،لم يجدوا شيء فيها سوى التربة الحسينية،وان دل هذا على شيء،فانه يدل على شدة تمسكه وعلاقته بإمامه الحسين عليه السلام.
هؤلاء هم رجالنا في الحشد الشعبي الحسيني،كأصحاب الحسين في التضحية والفداء والشجاعة،والدفاع عن الدين،والمراقد،وعن الارض والعرض ،وبهم حررنا جميع الاراضي العراقية من الارهابيين،ولم تبقى سوى الموصل وبهم ايضاً سنحررها،فقل للحكومة التركية ان لا تتورط مع الحشد ،فعندنا رجال قلوبهم كزبر الحديد،وإذا كان الآن منهم 100 ألف في جبهات القتال، فوراءهم 20 مليون على اهبة الاستعداد،ففتوى الجهاد مازالت سارية المفعول.
سمعت من أحد شيوخ خطباء المنبر الحسيني،وقد قالها على المنبر:ان رجلاً أتى الى سماحة المرجع الاعلى،السيد السيستاني-دام ظله الوارف-وقال له: ان ابني في الحشد الشعبي وقد استشهد، لكن لم نستطيع جلب جثته لكونها في منطقة يصعب الوصل إليها في حينها،فهل يجوز ان اعمل له قبر رمزي وازوره، فأجابه السيد:اذا اردت ان تزور أبنك فأذهب الى اصحاب الحسين عليه السلام،فإنه معهم.