لم يكن الامام الحسين عليه السلام وهو ابن الامام علي بن ابي طالب صاحب الجولات والصولات والمدافع الحقيقي عن دين الاسلام المحمدي الخالص, لم يكن طالبا للمال والجاه والدنيا حينما قرر الثورة على السلطة الظالمة التي اغتصبت الحق السماوي بعد صدور الفتوى الالهية المقدسة بتنصيب ولي الامة قائدا وخليفة للمسلمين بعد ان يتوفى الله رسوله.
ثقافة الدفاع عن الدين والتضحية بالروح والمال والولد والاخ والصديق من أجل اعلاء كلمة الحق, ثقافة حسينية مكتسبة موروثة, ورثها الحسين واهل بيته من الرسول الاكرم محمد عليه افضل الصلاة والسلام, ذلك حينما خيروه بين اثنتين: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي.. الى أخر الحديث , وهي ثقافة أصبحت فيما بعد منهجا وسلوكا للتمييز بين من يتبع الدين الاسلامي ويدافع عن الحق ويبرز لمواجهة الباطل والظلم بكافة تفاصيله ويسمى هذا الخط .. الخط الحسيني, وبين من يتغافل عن هذا كله ويركن للباطل ويقف وقوف المتفرج على الظلم ويسمى الخط اليزيدي.
لو تمعنا قليلا وافترضنا جدلا ان الحسين الذي كان شجاعا تخاف منه اعدائه بحسب اعترافاتهم؛ لو كان طالبا للمال او السلطة او بعض المغانم لما جاء الى ارض كربلاء ومعه عياله واهل بيته لو كان كذلك لجاء ومعه بعض قطاع الطرق ومحترفي السطوة والقتل ولو طلبها لحصل عليها, ونال مراده من اصحاب السلطة انذاك ثمنا لسكوته ورضاه, ومع هذا نجد من يقول بهذا القول طبعا هو واهم حد النخاع فالامام الحسين هو القائل انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي…
الحسينيون في كل زمان ومكان لهم صولات وجولات ربما تختلف المسميات ربما تحكمنا مسألة الزمان والمكان ولكنها قضية واحدة ممتدة بامتداد الرسالة ولن تنتهي الا باشاعة العدل والمساواة بين الناس جميعا, فما دام الظلم موجود فعلا سيكون الحسين موجود معه بالضد منه بحسب قانون لكل فعل ردة فعل.
ثقافة التعبير عن الحزن بمقتل الامام الحسين , ثقافة محترمة نحتاج ان ندعو لها بالابتعاد عن المظاهر الضارة والمخدشة لمعالم الخروج الحقيقي للحسين ثائرا.
لا يليق بالحسينيين ان يتخذوا مناهج تبعدهم عن الحسين بل عليهم ان ينظموا انفسهم بمنهج وسلوك حسيني يوصلهم للهدف والغاية ونهاية المطاف حيث لا ظلم ولا فسوق, نهاية يحكم فيها العدل والمساواة وليتذكروا ان رسول الله أمر بهدم مسجد ضرار وضرار الامس هو ضرار اليوم لا فرق ابدا بين الضرارين.
الحسين كرامتنا وكرامتنا الشهادة.