عابس احد غلمان ابي عبد الله الحسين “ع” , واحد رموز ثورة كربلاء و مدد النصرة في يومها الذي لم يرتد ولم يهن ولم يضعف , ومثل ركن من اركان اقامة دولة الحق والعدل .
هناك من يرى عابس انه خادم ليس الا, والحقيقة اكبر من الوصف واكبر مما سنوصفه بسطور , فهو لم يختلف عن السادة والزعماء في فارق , من الذين التحقوا بركب الحسين ومن سمعوا واعيته , ومن العظماء الذين تجسدهم الثورات في دراساتها وتفتخر بها الاجيال والحواضر التي اوجدتها دماء الشهادة وعلا صرح بنيانها بتضحيات ابنائها , فهو الابن والاب والاخ والعم كان للحسين “ع” ولازال يعتبره كذالك من اقتدى بنهج سيد الشهداء .
فمن أين امتلك عابس هذه الكرامة , وكيف امتلك العرفان بحق الحسين وجعلته يهيم بحب بيت النبوه والرفض لمفارقتهما , لاشك انه تربى على يد المولى ابي عبدالله بيت فاطمة وعلي ورى وشاهد وسمع حديث المعصوم وفهم قوله وعرف تفسيره , فاصبح عالماً قبل ان يكون فدائياً وفارساً شجاعاً , واجاد نقله لعلومه التي اكتسبها من تربيته في بيت الحسين “ع” وتفسيره لجزء من رسالة ذبيح كربلاء الى الاجيال عبر جوده بنفسه وخروجه للقوم بالشكل والظاهر الذي عرفوه مرتجلاً لاسيفاً ولادرعاً ولا طاساً ولم يعرفوا باطنه كان سلاح المعرفة بمظلومية ال محمد “ص”.
نتيقن ان الملكة الالهية التي امتلكها عابس وجعلته في مقام العليين والشهداء والصديقيين جاءت نتيجة مشاهدة مصيبة الحسين في قلبه دون عينه , فاستوعبها قلباً وقالباً كما نعبر نحن , فالكثير شاهد المصاب بعيينه وغمضها قلبه واغلق اذانه وكل بصائره .
بخٍ بخٍ لك ياعبس على هذه الكرامة وهنيئاً لك هذا المقام , وياليتنا ملكنا بضعاً من الجنون الذي في قلبك وكنا انت بطناً و مظهراً , ياليتنا حصلنا جزءاً مما امتلكته فنكون من من يقال فيهم انتم كاصحاب الحسين .