غثاء مابعده من غثاء بترك ماينفع الناس من استلهام فكرالنهضة
مما لامشاحة فيه نحن في عصرالسموات المفتوحة ومنظومة التواصل ووسائل العولمة وفضائيات الغزوالثقافي الممنهج ومعالم التغريب واصوات المشككين وافتراءات الماكرين واقوال المتبرصين واراجيف الحاقدين وصرخات دعاة العصرنة والحداثة والتنوير …الخ
ففي هذه الاجواء المكفهرة والمتاهات المظلمة والكوابيس المرعبة والتفنن بالاساليب الابليسية الماكرة …الخ
فهل يصح من محاضرين ودعاة وشيوخ وخطباء المنبرالحسيني وبالخصوص في اجواء النهضة الحسينية (عشرة محرم) ان يختزلوا النهضة بتدبيج تراجيديات كلمات اوذكراطياف منامات اوالخوض في لغوالروايات وغث التخرصات ..الخ
بل العجب كل العجب والشقاء الذي مابعده شقاء ..ان يطوح بعض الشيوخ مشرقا ومغربا في ايام عاشوراء التضحية والثبات على المباديء .. فقد جاء في الفيض القدير ج1ص52 عن النبي (ص)قال:(إن افة الدين ثلاثة فقيه فاجر وامام جائر ومجتهد جاهل)
وقال الصحابي الجليل حذيفة ابن اليمان مخاطبا العلماء :(يامعشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا فان اخذتم يمينا وشمالا ضللتم ضلالا بعيدا ثم تلى قوله سبحانه :(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا..) الجمعة 5
تشخيص ابعادا من الداء
ان ضياع فتياننا وفتياتنا وجيلنا وامتنا وانزلاقهم في المهاوي ولهثهم وراء ثقافات الغيروتقليدهم لها تقليد اعمى ومعرفتهم بقادة الغيرامثال جيفارا وبوليفار جيفرسون ولنكولن وجان جاك روسوا وفولتيرولينين وماو..الخ واتخاذهم اسوة وجهلهم بقادتهم وعقائدهم نابع :
اولا: من نكوص الاباء والامهات من تربيتهم وتثقيفهم بصورة سليمة وتحصينهم من الافات والهجمات الثقافية الشرسة
ثانيا: البعد عن التراث والنظراليه بنظرة دونيه على انه تخلف وتقهقرلما يسمعونه من كلام منفرمن عاظ السلاطين ومرتزقة المعممين ومتزمتي الشيوخ
ثالثا:قصوراعلامنا وتقصيره وضعفه الشديد :1-خلل الياته الاعلامية وضيق افقها 2-هزال وضحالة برامجه البحثية وغياب التحقيق الحصيف والرؤية الناضجة 3- انغلاقه من طرق ابواب المعرفة والمفاهيم والمقاصد والقيم باسلوب مشوق 4-غياب الوعي وسلاسة الحديث ووضوح البيان 5- اقتصاره على روايات بعيدة عن روح العصر ومفاهيمه .
رابعا :استغراق محاضرينا ودعاتنا وخطابنا في لغة خطاب بالية لاتتناسب واجواء الثقافات والمدنيات الحديثة وفلسفاتها وارهاصاتها من خلال انكبابهم على التقليد واشترار الماضي وخلط الغث بالسمين
خامسا:غياب برامج مدروسة ومنهجية صالحة في كيفية تفهيم جيلنا يتلائم والمرحلة الراهنة لوعي النهضة الحسينية والانجذاب لمفاهيمها ومن ثم التبشير بها وجعلهم قادة ودعاة للمستقبل لعمق تفاعلهم ومعرفتهم باساليب العولمة ومناهج العصرنه لتحصين اجيالنا المستقبلية وامتنا امام تلك الدواهي والطامات من فذلكات التغريب ومكراساليبه
سادسا:انعدام القدرة على منازلة الاعلام العالمي والرد على اقاويلهم وشبهاتهم ومكائدهم
نحن نقول للسطحيين من الخطباء والمسطحين من المحاضرين وللحاطبين في ليل وللكتاب الذين يذوبون بالفكرالغربي ويجحدون عظمة وجلالة وخطورة ثورة الحسين واهمية احيائها بل ونشرها بين الشعوب وغرسها في النفوس من خلال وعي فكره وبيان خطبه وشرح مواقفه وتحليل رسائله وتجليات اخلاقه وسموا رسالته ومقام سفرائه وبصيرة اصحابه وشدة معاناته وضخامة تضحياته …الخ
يقول الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت :(لايكفي ان يكون لك عقل جيد المهم ان تستخدمه بشكل جيد)
علماء الغرب والاستخدام الجيد للعقل في وعي الفكرالنهضوي للحسين
نعرض لنتف من مشاهيرالغرب ومفكريه وعلمائه الذين استشرفوا ووعوا عملقة وابعاد النهضة الحسينية الفريدة في التاريخ الانساني
قال الفيلسوف المصلح الديني الالماني الكبير مارتن لوثر :(انا أدعوا الشعب للاصلاح الديني والتوافق فيما بينهم اسوة بالاصلاح الديني الذي دعى اليه الزعيم العربي الحسين بن علي)
قال الاديب الانجليزي شيلي:(الحسين ليس ملك لاحد بل انه ملك الجميع لان افكاره السديدة اخذمنها كل من يريد ان يكون رمزا لشعبه وامته )
قال المستشرق الألماني ماربين:(قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح)
وقال لمفكرالمسيحى كرم قنصل :(سيرة الحسين ع مباديء وقيم ومثل وثورة اعظم من حصرها ضمن الاطر التى حصرت بها وعلى الفكر الانسانى عامة ان يعيد تمثلها واستنباط رموزها من جديد لانها سر السعادة البشرية وسر سؤددها وسر حريتها واعظم ما عليها امتلاكه)
وقال الكاتب والمؤرخ الاسكتلندي توماس كارليل :(اسمى درس نتعلمه من ماسات كربلاء هو ان الحسين ع وانصاره كان لهم ايمان راسخ بالله وقد اثبتوا بعملهم ذلك التفوق العددي لا اهمية له حين المواجهة بين الحق والباطل والذى اثار دهشتى هو انتصار الحسين على رغم قلة الفئة التى معه)
وقال القس طوان بارا: (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين)قال الباحث الإنكليزي جون أشر: ( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.)
قال الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هيجوا:(لقد اصبحت مباديء الثورة الحسينية منهاجا لكل ثائر يريد ان ينتزع حقه من ظالميه)
يجب على الدعاة في محرم بالخصوص بيان مواقف ومباديء وخطب
الامام الحسين وتغييرالوعي وعي التغيير في الامة
ان طول فترة تسلط معاوية على مقدرات الامة وشديد عنفه وبطشه وشرائه ذمم بعض الصحابة والتابعين والفقهاء بتبريرجرائمه وتأويل تحريفه للشريعة ونهب اموال المسلمين ..خلق حالة خنوع واستسلام وخوف في الامة ..فكانت التركة ثقيلة جدا والمهام صعبة فلم يكن اهلا للتغيير والتصدي ومؤهلا لبيان الحق والصدح بالعدل وحماية الرسالة وحمل راية الثورة وايقاظ الامة من سباتها بل وتيهها وانقاذها من براثن الطغاة غير الامام الحسين وهذا يترجم قول النبي (ص) :(حسين مني وانا من حسين ) يقول العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين 🙁 لولا ما بذله الحسين (ع) في سبيل إحياء الدين من نفسه الزكية ونفوس أحبّائه بتلك الكيفية، لأمسى الاسلام خبراً من الاخبار السالفة، وأضحى المسلمون أمّة من الامم التالفة).
المصادر تطفح بعطر السيرة الثورية التحررية للامام الحسين
مما يؤسف له كثيرا ان الشيوخ والقراء والخطباء لم يستلهموا ويدرسوا بروية ولم يطلعوا حتى على خطب ومواقف وسيرة ورسائل الامام الحسين الكثيرة والمشحونة بالثبات على العقيدة والغنية بالنصائح والتذكير والمليئة بكنوزالمباديء والمعمورة بمعين الاخلاق لتوعية الامة وبالخصوص للعلماء والزعماء والقادة …
فالامام مهد للثورة بخطبه العلنية زمن معاوية واستمر في منهجه هذا بخروجه من المدينة الى مكة وله فيها خطب متعددة واستمر على منواله في منازل مسيره من مكة الى العراق وحتى يوم عاشوراء منها :
الامام الحسين يمهد للثورة في زمن الطاغية معاوية
وقد مهد الامام الحسين للثورة في اواخر ايام معاوية وقبل هلاكه بسنتين بخطابات في موسم الحج روى الطبرسي : فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عباس معه ، وقد جمع الحسين بن علي بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج ، ومن بالأمصار ممن يعرفونه وأهل بيته ، ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله (ص)ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم ، فاجتمع إليهم بمنى أكثر من ألف رجل ، والحسين بن علي في سرادقه ، عامتهم التابعون وأبناء الصحابة . فقام الحسين فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن هذا الطاغية –يعني معاوية -، قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ، ورأيتم ، وشهدتم ، وبلغكم ، وإني أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدقوني ، وإن كذبت فكذبوني ، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، من أمنتم ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون ، فإني أخاف أن يندرس هذا الحق ويذهب ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
فما ترك الحسين شيئا أنزل الله فيهم من القرآن إلا قاله وفسره ، ولا شيئا قاله الرسول في أبيه وأمه وأهل بيته إلا رواه ، وكل ذلك يقول الصحابة : اللهم نعم قد سمعناه وشهدناه ، ويقول التابعون : أللهم قد حدثناه من نصدقه ونأتمنه ، حتى لم يترك شيئا إلا قاله .
ثم قال : أنشدكم بالله إلا رجعتم وحدثتم به من تثقون به ، ثم نزل وتفرق الناس عن ذلك .
الامام الحسين يحمل العلماء مسؤلياتهم الرسالية
لعظيم منزلة العلماء واهل الحل والعقد في الامة سواء من الصحابة او التابعين فقد الزمهم الامام الحسين الحجة والخروج من ربقة مهادنة الظالمين والاستسلام لهم روى الحراني : ( ذكر بعض العلماء أنها من خطبته بمنى ، وإليك نصها : ) من كلامه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويروى عن أمير المؤمنين : اعتبروا أيها الناس ! بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول : ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم ) ، وقال : ( لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل ) إلى قوله : ) لبئس ما كانوا يفعلون ) وإنما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون [ من ] الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ، ورهبة مما يحذرون ، والله يقول : ( فلا تخشوا الناس واخشون ) ، وقال : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ، فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت ، استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها ، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم ، ومخالفة الظالم ، وقسمة الفيىء والغنائم ، وأخذ الصدقات من مواضعها ، ووضعها في حقها .
في اعناق العلماء احياء السنة والعمل بالشريعة
ثم تابع الامام الحسين مخاطبا للعلماء :ثم أنتم أيها العصابة ! عصابة بالعلم مشهورة ، وبالخير مذكورة ، وبالنصيحة معروفة ، وبالله في أنفس الناس مهابة ، يهابكم الشريف ، ويكرمكم الضعيف ، ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يد لكم عنده ، تشفعون في الحوائج إذا امتنعت من طلابها ، وتمشون في الطريق بهيئة الملوك وكرامة الأكابر ، أليس كل ذلك إنما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله ، وإن كنتم عن أكثر حقه تقصرون ، فاستخففتم بحق الأئمة ، فأما حق الضعفاء فضيعتم ، وأما حقكم بزعمكم فطلبتم ، فلا مالا بذلتموه ، ولا نفسا خاطرتم بها للذي خلقها ، ولا عشيرة عاديتموها في ذات الله ، وأنتم تتمنون على الله جنته ومجاورة رسله وأمانا من عذابه .
تحذير الامام الحسين للعلماء من ترك واجباتهم الرسالية
فاردف الامام الحسين قائلا:لقد خشيت عليكم أيها المتمنون على الله ! أن تحل بكم نقمة من نقماته ، لأنكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضلتم بها ، ومن يعرف بالله لا تكرمون ، وأنتم بالله في عباده تكرمون ، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون ، وأنتم لبعض ذمم آبائكم تقزعون وذمة رسول الله (ص)مخفورة ، والعمي والبكم والزمني في المدائن مهملة لا ترحمون ، ولا في منزلتكم تعلمون ، ولا من عمل فيها تعينون ، وبالإدهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون ، كل ذلك مما أمركم الله به من النهي والتناهي وأنتم عنه غافلون ، وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تشعرون .
الامام الحسين يكشف عن مهام العلماء في الامة
يتابع الامام الحسين حديثة مع العلماء :ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله ، الامناء على حلاله وحرامه ، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة ، وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في الألسنة [ السنة ] بعد البينة الواضحة ، ولو صبرتم على الأذى وتحملتم المؤونة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد ، وعنكم تصدر ، وإليكم ترجع ، ولكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم ، وأسلمتم أمور الله في أيديهم ، يعملون بالشبهات ، ويسيرون في الشهوات ، سلطهم على ذلك فراركم من الموت ، وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم ، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب ، يتقلبون في الملك بآرائهم ، ويستشعرون الخزي بأهوائهم ، اقتداء بالأشرار ، وجرأة على الجبار ، في كل بلد منهم على منبره خطيب مصقع ، فالأرض لهم شاغرة ، وأيديهم فيها مبسوطة ، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس ، فمن بين جبار عنيد ، وذي سطوة على الضعفة شديد ، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد . فيا عجبا ! وما لي لا أعجب والأرض من غاش غشوم ومتصدق ظلوم ، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم ، فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا ، والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا .
أللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان ، ولا التماسا من فضول الحطام ، ولكن لنري المعالم من دينك ، ونظهر الاصلاح في بلادك ، ويأمن المظلومون من عبادك ، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك ، فإنكم [ إلا ] تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم ، وعملوا في إطفاء نور نبيكم ، وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير .
اخرخطاب للامام الحسين للامة في موسم الحج بمكة
وكان اخرها في مكة فقد جمع الناس وألقى على مسامعهم خطبته الأخيرة -الحافل بالقيم والثبات على العقيدة مهما طال السرى وبعدة الشقة وكثرة المحن وكلها صراحة وبعيدا عن المغالطة والاغراء كما هو المألوف عند الساسة – قبل خروجه إلى العراق قال: (الحمد لله وما شاء الله ولا قوة الا بالله، وصلى الله على رسوله، أيها الناس، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، ولا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحاً إن شاء الله) أعيان الشيعة 1 / 593
من حكمة التخطيط الحسيني للثورة منظومة سياسية …حورات ..سفراء ..رسائل
قد يتصور البعض ان النهضة الحسينية كانت عفوية ومن غير تخطيط استراتيجي رغم معرفته (ع) بحتمية شهادته واهل بيته واصحابه وسبي عياله لكن النظرة الفاحصة والبحث الموضوعي يميط اللثام عن تخطيط واعي جدا ونظرة الى مابعد الاحداث حيث تشهد هذه الرؤى الحسينية رغم الحصار المضروب حولها من قبل السلطة وزبانيتها لكنه استطاع اختراقها بحكمته ولا نكون مغالين اذا قلنا :ان الامام الحسين عليه السلام اعظم شخصية سياسية عرفتها البشرية على الاطلاق ..!!!
فقد ارسل الامام الحسين عددة سفراء امثال معتمد الامام الحسين الى العراق مسلم بن عقيل وسليمان بن رزين الذي وجهه الى البصرة وعبدلله بن بقطر الحميري الى الكوفة وقيس بن مسهر الصيداوي الى الكوفة وحنظلة بن اسعد الشبامي وعمر بن فرقله الانصاري ..
وتذكر المصادر ان الامام الحسين كانت له اجتماعات وحوارات سياسية مع الصحابة والتابعين والزعماء امثال عبدلله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير ….الخ لتوحيد المواقف في حيال منازلة الطغيان الاموي ..
كماراسل الامام الحسين الزعماء والقادة في اليمن والكوفة والبصرة ومصروخراسان وحتى الشام مقروعاصمة الامويين ..
وهذه المباحث فيها كنوز من التخطيط الاستراتيجي ومشحونة بالرؤى الناضجة والمواقف الصائبة لشحذ عزيمة الامة والتخلص من طغيان وظلم الشجرة الملعونة … املنا من الباحثين فتح تلك الملفات ودراستها بعناية وكل موضوعية لتبيان بعضا من عملاقية الحسين
[email protected]