17 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

الخلل بطليان الحكومة وليس بأردوغان

الخلل بطليان الحكومة وليس بأردوغان

كلّنا نتذّكر إنذار رئيس الوزراء والقائد العام للقوّات المسلّحة حيدر العبادي حين أمهل القوات التركية الغازية لأراضي العراق في 6 / ديسمبر / 2015 بالانسحاب خلال 48 ساعة واحتفاظ العراق باستخدام كل الخيارات المتاحة بعد انتهاء مهلة الإنذار , وكلنا نتذّكر توجيه القائد العام للقوّات المسلّحة بعد هذا الإنذار بيوم واحد في 7 / ديسمبر / 2015 للقوّة الجوّية العراقية أن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن وحماية سيادة العراق , أي قبل 24 ساعة من نهاية الإنذار , وفي حينها قلنا لرئيس الوزراء وبالحرف الواحد أنّ هذا التهديد غير جدّي ومثير للسخرية , فليس للعراق أي قدرة لمواجهة تركيا عسكريا , ومن الأفضل ترك هذه العنتريات الفارغة والتوّجه نحو مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار تحت البند السابع يجبر تركيا على سحب قوّتها فورا من الأراضي العراقية , باعتبار أن هذا الوجود العسكري التركي يمّثل احتلالا عسكريا لأراضي دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة , ودفع الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن سيادة العراق بموجب الاتفاقية العسكرية المبرمة بين العراق وأمريكا .
وهذا الكلام كان قبل عشرة أشهر تماما , فماذا فعلت الحكومة ووزارة الخارجية العراقية ؟ وهل نجحت الدبلوماسية العراقية في استصدار قرار دولي يجبر تركيا على الانسحاب من الأراضي العراقية ؟ لماذا سكتت الحكومة وغضّت الطرف عن الوجود العسكري التركي قرب الموصل كلّ هذه المدّة في الوقت الذي تعدّ العدّة لتحرير الموصل من داعش ؟ ألا تدّل تصريحات كبار المسؤولين الأتراك أنّهم يبّيتون لاحتلال الموصل ووضع اليد عليها ؟ وما هو رّد الحكومة العراقية على تصريحات أردوغان قبل يومين حول الموصل ؟ وهل من اللياقة أن يردّ على تصريحات رئيس جمهورية تركيا موظف في وزارة الخارجية العراقية ببيان خجول وبائس ؟ أليس من الواجب أن تقام الدنيا على تصريحات أردوغان وتدّخله السافر وعدوانه على العراق حكومة وشعبا ؟ أليس من الواجب أن يخرج الشعب العراقي عن بكرة أبيه بتظاهرات مليونية تستنكر هذه التصريحات الوقحة وتطالب تركيا بسحب قوّاتها من الموصل ؟ أين هم دعاة  التظاهرات المليونية من هذه التصريحات الغاشمة ؟ وأين هي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النوّاب من هذه التصريحات العدوانية ؟ وأين هي الأحزاب والكتل السياسية من هذا الزلزال الأردوغاني ؟ وأين هي المرجعيات الدينية شيعية وسنيّة من هذا العدوان على العراق وشعبه ؟ ألم نحذركم قبل أسبوعين وقلنا لكم بالحرف الواحد اخرجوا القوّات من الموصل قبل فوات الأوان ؟ أليس هذا التهاون في السيادة الوطنية مبررا كافيا لإقالة وزير الخارجية ؟ ألا يستّحق من أدخل تركيا إلى الموصل أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى ؟ وهل الخلل في أردوغان أم في طليان الحكومة العراقية ؟ .

أحدث المقالات