17 نوفمبر، 2024 11:40 م
Search
Close this search box.

 ثقافة الهجرة النبوية والعام الهجري الجديد 

 ثقافة الهجرة النبوية والعام الهجري الجديد 

تتلاحق ألآعوام الهجرية في عصرنا وهي مثقلة بثقافة ألآنقلاب على العقب التي أخبرنا عنها القرأن الكريم في ألآية “144” من سورة أل عمران , وثقافة ألآنقلاب على العقب هي التي جعلت من كعب ألآحبار مستشارا لعمر بن الخطاب في قضيتين واحدة فكرية هي ” التقية ” التي ظلمتها وشوهتها ثقافة ألآنقلاب على العقب , فعمر بن الخطاب سأل كعب ألآحبار عن التقية ؟ فقال له : هل مشيت في أرض شوك ؟ قال : نعم , قال ماذا فعلت ؟ قال شمرت عن ثيابي , قال : تلك هي التقية ؟ وكعب ألآحبار فهم التقية التي لم يفهمها الذين أنقلبوا على العقب بعد وفاة رسول الله “ص” فراحوا يسمون التقية : كذبا , في حين أن التقية سلوك حكيم يمارسه كل الناس العقلاء سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين , والقضية الثانية فيما بين عمر بن الخطاب وبين كعب ألآحبار : هي قضية غيبية , ألآ وهي ألآجل والتي ينقلها أبن ألآثير في كتابه الكامل في التاريخ في الجزء الثاني دون التوقف عند معانيها ومقدار صحتها , فكعب ألآحبار يقال أنه أخبر عمر بن الخطاب وهو خليفة للمسلمين بأنه سيموت بعد ثلاثة أيام ؟ وهذا ألآخبار منافي لمفهوم ألآجل التي تحدث عنه القرأن الكريم ” وماتدري نفس بأي أرض تموت أن الله عليم خبير ” – لقمان – 34- وتحدث عنه ألآمام علي عليه السلام بعد تعرضه لضربة السيف المسموم من قبل عبد الرحمن بن ملجم , فقال عليه السلام : كم أضطردت ألآيام أبحث عن مكنون هذا ألآمر الذي أبى الله ألآ أخفائه , هيهات سر مكنون , أما وصيتي لكم : فكتاب الله لاتتركوه وراء ظهوركم وعترته أهل بيته لاتتقدموا عليهم ” فألآمام علي عليه السلام وهو المعصوم وخليفة رسول الله الشرعي لايعلم بالضبط وبالتحديد الزمني موعد أجله المحتوم وأن كان يعرف بألآجمال عناوينه التي قال عنها : أن تخضب هذه أي لحيته من هذه أي من رأسه الشريف ” وهذه أشكالية معرفية حتى بعض  أتباع وموالين ألآمام علي عليه السلام تشط بهم مسالك ألآفهام , فلا يعطونها التوجيه الصحيح , فثقافة الهجرة التي جسدها النبي “ص” منذأجتماع الذين كفروا في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب بن مرة , وأقترحوا أما حبس النبي “ص” أو قتله أو أخراجه من مكة وقد حضر معهم أبليس بهيأة  شيخ من نجد وهو الذي صوب رأي أبي جهل بأن ينتدبوا فردا من كل قبيلة ليشاركوا بقتل النبي محمد “ص” حتى يضيع دمه في زعمهم بين قبائل العرب وهذا ما أشارت اليه ألآية “30” من سورة ألآنفال ” وأذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” – ألآنفال – 30- ثم بدأ  حركته المباركة بأمر من الله تعالى التي التوجه الى المدينة تاركا مكة المكرمة وكعبتها المشرفة التي أحبها رسول الله “ص” حب العاشقين العارفين بالله   ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه …” – هود – 17- فالذي كان على بينة من ربه هو النبي محمد “ص” والشاهد الذي يتلوه وهو منه هو علي بن أبي طالب عليه السلام , وعلى هذا قامت ثقافة الهجرة النبوية الشريفة , فعندما دون تاريخ الهجرة عام “16” من الهجرة وهي أيام خلافة عمر بن الخطاب , 
كان التوجيه وألآستشارة من ألآمام علي عليه السلام , وذلك تيمنا بالنص القرأني الكريم الذي يتحدث عن الزمن من خلال ألآشهر كما في سورة التوبة ” أن عدة الشهور عن الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألآرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وأعلموا أن الله مع المتقين ” – التوبة – 36- ففي ثقافة الهجرة أن الدين هو صاحب القيمومة على الحياة بكل تفاصيلها ليجعلها في خدمة الناس, وليس من ثقافة الهجرة النبوية ما يسمى بألآغاني الدينية كالتي غنتها فائزة أحمد وهي قصيدة للشريف الرضي يقول فيها : يارب صلي على النبي المجتبى … ما غردت في ألآيك ساجعة الربا ؟ ولكن النشيد هو من ثقافة الهجرة كما في ” طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ” وكذلك الترتيل من ثقافة الهجرة ” ورتل القرأن ترتيلا ”  , فالدولة في مفهوم الهجرة النبوية الشريفة هي دولة أنسانية وليست دولة دينية كما يفهما البعض خطأ ” وتلك ألآيام نداولها بين الناس ” فالدين علم وحالة معرفية تستهدف الفطرة البشرية لتجعلها تتحرك في أطار ألآنسانية القائم على معاني : ألآخلاق والقيم التي تركز على : الكرم والسخاء , وألآمانة , والوفاء , قبل الصلاة والصوم والحج والزكاة , وأن كانت هذه هي ممارسات عبادية لاغنى عنها , ومثلما قدم ألآيمان بالغيب على الصلاة كما في بداية سورة البقرة ” ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين , الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ” – البقرة – 2—وألآيمان بالغيب هو علم يعطي للشخصية ألآنسانية توازنها حتى لاتضيع في خضم المشاهد الكونية المعجزة ولا في خضم الشؤون الحياتية التي تجلب الغفلة والنسيان والتشتت الفكري كما يحدث اليوم عند البعض الذين عندما يسمعون بألآية : ويمكرون ويمكر الله ” يحسبون أن الله تعالى ماكرا فيقعون في مفهوم الكفر والجهالة وقد كتب لنا بعضه بذلك معلنا عن جهله وسفاهته ؟ أما ثقافة الهجرة فتقول : 
أن معنى مكر الله : هو الجزاء العادل ,كما أن ثقافة الهجرة تقول : أن الصحبة مع النبي “ص” لاتعني العصمة ولا تعني التقديس , فالصحبة حالة مرهونة باللقاء مع النبي “ص” في ظروف مختلفة وهي ليست مرشحة للوثوق وألآطمئنان مالم تثبتها ألآحداث والتجارب  , كذلك الزوجية للآنبياء ليست مؤشرا لعصمة نساء ألآنبياء ولا لتقديسهن كما يفعل الذين تأثروا بثقافة ألآنقلاب على العقب , قال تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل أدخلا النار مع الداخلين ” – التحريم – 10- فثقافة الهجرة تقوم على كل من : ألآصطفاء , الذرية الصالحة , ومراسم عاشوراء في أحياء ذكرى ثورة ألآمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرم الحرام هي شعيرة من شعائر الله لآن الحسين هو من الذرية الصالحة وهو سبط لرسول الله “ص” والنبي هو من سماه حسينا ومن أعطاه لقب ألآمامة ولقب سيد شهداء الجنة , وألآمام نص قرأني كما في ألآية “124” من سورة البقرة , وليس كما يدعي أبن تيمية مؤسس ثقافة العنف وألآرهاب والذي ينكر مطلقا وجود ألآمامة في القرأن الكريم وهو أنكار باطل يدل على ألآمية الفكرية لآبن تيمية ولكل السلفيين التكفيريين وممثلهم السيئ المعاصر هو عصابات داعش ؟فثقافة الهجرة بأختصار تقوم على كل من : ألآصطفاء , والذرية الصالحة , والعصمة , وألآمامة , والتقية , والشفاعة , والبداء , والنسخ , والحشود المليونية للآمام الحسين في عاشوراء هي تجسيد لثقافة الهجرة ومن يعتقد غير ذلك هو من ضحايا ثقافة ألآنقلاب على العقب التي أنتجت عصابات داعش ألآرهابية التكفيرية .

أحدث المقالات