23 نوفمبر، 2024 7:09 ص
Search
Close this search box.

سرد السيراميك

سرد السيراميك

أثناء بعض الترميمات والمتغيرات في البيت قارنت بين تجربتين ، الأولى كانت قبل سنوات والثانية في هذه الأيام ، رغم ازعاجات العمل في البيت والعائلة فيه، ومايتساقط من مواد انشائية والعمال رايحين جايين وصراخ الدريل والقلم والجاكوج ، وضرورة تواجدي كمراقب عمل ،فأن ثمة إختلاف واضح جدا بين التجربتين خلاصتهُ : مهارة الأسطة وتنويعات مهارته أيضا ، وتوفر كل وسائل انتاج العمل لديه، فهو يطبّك السيراميك ، وينصب انابيب المياه (بايب فيتير) بطريقة حديثة وأنيقة مثل إناقته ودقته مع السيراميك الأرضي والجداري و السقوف الثانوية ، وأثناء كل خطوة من العمل كان يتقدم بخطوة جديدة في الجانب الثاني وحين انتهى العمل كله حصلت على شبكة إنارة جديدة في البيت كله وكذلك شبكة مياه أفضل وكان سرد الأسطة للسيراميك بشكل أجمل مما جرى، في التجربة السابقة التي كلفتني أكثر،بينما في هذه التجربة كان الاسطة يعمل على أكثر من مجال في الوقت نفسه وبمهارة فائقة بشهادة ذوي الإختصاص والجميل في عمله هو إسلوبه في تعليم عماله على كل مايعمله ويسمح لهم ان يخطأوا ليحدد لهم موضع الخطأ : لماذا هذه السيراميكة منحرفة؟ أو تلك أعلى من السيراميكة الثالثة، ليس السبب نسبة الرمل ولا قلة سائل البورك أوفي الضربات الطخماخ( مطرقة مطاطية)، على السيراميك..
 وبعد إسبوع من إنتهاء العمل يتصل ليسألك (أشلونه شغلنا؟) يقصد هل ثمة خلل طارىء ظهر الآن في ما انجزه لك في بيتك .. جميل ان نحصل على إنسان يتعامل بمهارة وأخلاق ويأخذ الإجرة التي يأخذها اي أسطة ، لكن هذا النوع من الأسطوات غير مرغوب بالنسبة للعاملين معه في الإختصاص ،فهناك من يتمنى ان تكون له قدراته لكن ليس هناك اسطة أو خلفة ،أتهمه بعدم المهارة في أي صنف من الأصناف ..كما يجري في الوسط الأدبي .فكاتب القصة القصيرة ، إذا ألّف مسرحية واشتهرت ، اشاعوا ان فلان يشتت جهده ،وإذا افتتح روائي معرضا لرسوماته !! تهامسوا بينهم معترضين واذا اشتغل الناقد في حقل معرفي غير النقد ،صاحوا: يشتت جهده !!..أيها الأصدقاء ،رحم الله المتنبي :(على قدر أهل العزم تأتي العزائم )..ماذا نقول عن أنتوني برجس؟ مؤلف رواية( البرتقالة الميكانيكية) هل تعرفون أن له نتاجا موسيقيا بديعا ؟ رَحِم الله يوسف الصائغ، فهو الشاعر والرسام والروائي وصاحب الصفحة الاسبوعية في مجلة (ألف باء)…تهمة التشتت الابداعي: متهمة هي نفسها، لأن العين الذي أطلقتها هي عين الحاسد العاجز ،المبتلى بإهدار وقته في حلقة الإفتراض الألكتروني والمتحصن باسمه في بدايات تألقه ذلك التألق الجميل، الذي للأسف استدار ثم أقعى في غيابة الجب الالكتروني..وشتت جهده فتراخت كل قدراته الإبداعية ..*عمود أسبوعي / طريق الشعب / 27

أحدث المقالات

أحدث المقالات