17 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

شهداء الفيلية ينادونكم ، هل من ناصر ؟

شهداء الفيلية ينادونكم ، هل من ناصر ؟

تكتسب النصب التذكارية اهمية قصوى في تاريخ الشعوب لدلالتها على حدث معين او استذكار لشخصية او تكريم لتضحيات شخص او الاشخاص الذين يقدمون حياتهم قربانا لهدفٍ سامٍ سواء يكون الدفاع عن الوطن والارض ، ام الدفاع عن قضية انسانية ، ام الخلاص من الاستبداد وتحقيق الحرية والخ …
كما تعد النصب التذكارية ، مكانا للتجمع في المناسبة التي وضع النصب من اجلها لتبقى تلك المناسبة خالدة في ذاكرة الاجيال المقبلة للشعب او القومية او المكون المعني وايضا هي واجهة حضارية ، يؤمها السواح والوفود الاجنبية للأطلاع على تاريخ وتفاصيل الحدث الذي نُصِبَ ( النصب التذكاري ) من اجله.
شريحة الكورد الفيليين تعد من الشرائح التي تعرضت الى ابشع سياسات القمع والتنكيل والابادة الجماعية على يد جميع النظم التي توالت على حكم العراق لأسباب قومية وطائفية فضلا على دورهم المتميز والفاعل في جميع مفاصل الحياة قبل تاسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 وما بعدها ، وكان آخرها جريمة اعدام اكثر من عشرين الف شاب كوردي فيلي على يد نظام البعث المقبور باستخدامهم في مختبرات انتاج الاسلحة الكيماوية والبايولوجية المحرمة دوليا والذين لم يعثر على رفاتهم لحد الساعة بالرغم من العثور على العديد من المقابر الجماعية الكبيرة في مختلف مناطق العراق ، و عوائل الشهداء لازالت تنتظر بشغف وشوق لليوم الذي يتم فيه العثور على رفات شهدائهم ، للحضور على مزاراتهم في المناسبات المختلفة من اجل ان يهدأ سعيرقلوبهم من هول الجريمة.
سعى ابناء شريحة الكورد الفيليين في الداخل والخارج بعد سقوط الصنم لبناء صرح او نصب لأستذكار ضحاياهم الابرياء ، ليطلع الشعب العراقي وشعوب المعمورة وكل احرار العالم على مالاقوه من جرائم القتل الجماعي والتهجير القسري والاضطهاد القومي والمذهبي ، وتكللت تلك المساعي بجهود المخلصين والخيرين من ابناء شريحتنا بالنجاح بعد اخذ الموافقات القانونية من الحكومة العراقية ل(نصب الشهيد الفيلي) في احدى ساحات او شوارع بغداد التي تشهد لبطولاتهم وصولاتهم ضد الانظمة الدكتاتورية والشوفينية التي حكمت العراق ، واليوم وبعد ان تهيأت كل مستلزمات ما كنا نطمح اليه ، يحتاج اكتمال مشروع النصب مبلغا من المال ، لكن الغريب في الامر ومايدمي القلب هو عدم اكتراث غالبية ابناء شريحتنا
لهذا الامر الانساني وعدم استعدادهم للتبرع ولو بمبلغ بسيط من اجل اولا احياء وخلود ذكرى شهدائهم الذين غدروا في دهاليز الجريمة البعثية الجبانة وثانيا اظهار المشاركة والعمل الجماعي لانجاز المشروع وثالثا ،لاثبات وجودهم واظهار وحدة كلمتهم وتلاحمهم امام الاخرين.
بالنسبة لاهلنا في المهجر يمكنهم التبرع بمبلغ ما يعادل سعر وجبة غذائية في احد المطاعم الاوربية الاعتيادية او شراء قطعة ملابس من الماركات العالمية او ربما المبلغ الذي يخصص لقضاء سهرة في احد النوادي الليلية ، ولأهلنا في الداخل يمكن التبرع ايضا بمبلغ بسيط مهما كان للمشاركة في هذا الامر المهم ، خاصة ان الكثير من ابناء الكورد الفيليين يقيمون ولائم كبيرة سنويا بالمناسبات الدينية او اقامة مواكب العزاء في جميع انحاء العراق في عاشوراء الحسين ع وينفقون عليها اموال كثيرة ، يمكنهم هذه السنة تقديم المبالغ المخصصة لتلك المواكب والولائم لغرض اكتمال النصب الذي سيبقى ابد الدهر وستكون مفخرة لأبنائهم والاجيال القادمة وستحسب لهم صدقة جارية باذن الله. 

أحدث المقالات