معنى نكران الذات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي , نكران (اسم) : والنكران تعني : الجحود وعدم الاعتراف والاقرار و نكران الذات تعني : الايثار والتضحية بالنفس في سبيل الغير او المجتمع .
وكذالك تعني ان يقدم الانسان حاجات الاخرين على نفسه وهي حالة الرفعة والسمو وتصل الى حال منه افضل من الملائكية , و في نكران الذات الانسان لايرى نفسه مطلقاً ولايهتم للمديح والذم ولاينتظر اشادة من احد ويكون متخفي عن الاضواء ، ومشروع نكران الذات يعني أن تكون كالشمعة تنير الطريق لجميع المارة من دون تمييز لنوع الماشي هل من يهودي أم مسلم أم مسيحي أو إنه من حزبها أو من مخالفيها ، ونكران الذات احد مشاريع الانسان للحفاظ على الحضارة والتراث الفكري والعقائدي للدين والمذهب , و فيها بتحول الانسان من الروح الفردية (أنا)الذاتية الى روح الجماعة حاملا هموم الأمة متجاهلا همومه.
فنكران الذات ليس من الامور السهلة الخلاص بل اصعبها واعقدها التصاقاً بالفرد , و مخالفة هوى النفس وشهواتها والتحول الى الاهداف الجماعية التي يراد بها اذابة فرد في مجتمع , والخروج من قوقعة العائلة والعشيرة والحزب والتيارات القومية والوطنية التي قد تكون اهدافها مخالفة للعقيدة والرسالة النبوية , أمر يتطلب زمن وفترة ترويض عالية .
وهدم الواقع الفاسد وتكوين المشروع الصالح , يعتمد على قدرة ونجاح الفرد في تجاوزه لهوى نفسه ,فهو بلاء وامتحان لتنفيذ مشاريع الامة , ومن اختبارات نكران الذات هو في امتحان طالوت لجنوده الذين يريدون دخول ميدان المعركة و قتال العمالقة , ويعتبر من ابسط اختبارات الانانية , فقال لهم(ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فأنه مني الا من اغترف غرفة بيدة ) , الا ان الجيش العطشان عندما رى الماء لم يستطع الاكتفاء بالغرفة وارتوى ، و فشل بمخالفة شهوى العطش فقالوا ( لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنودة ) فمن يسقط بابسط اختبار لايمكنه النجاح بالالتزام بالصبرالاكبر من العطش على مقاتلة العمالقة , وهذا ما تسبب بتخلفهم بالاتحقاق بمشروع طالوت الذي يهدف لتحرير الامة والمجتمع ، ومن أمثلة نكران الذات هو في تضحية الإمام الحسين “ع” من أجل الامة ، مشروع جده محمد “ص” عندما قال : ( ان لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ) .
في الخاتمة اقول ان مشروع نكران الانانية والعنصرية هو الاذابة و الاستسلام وتهئية الساحة للمشروع الاكبر الا وهو مشروع محمد وال محمد (ص)الامام المهدي المنتظر “عج” وهو مشروع الامة الذي هو اكبر من العشيرة والحزب والطائفة , مشروع يبدا بالإنسان وينتهي بتحرير العالم .