20 ديسمبر، 2024 1:13 م

مشروع نكران الذات 

مشروع نكران الذات 

معنى نكران الذات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي , نكران (اسم) : والنكران تعني : الجحود وعدم الاعتراف والاقرار و نكران الذات تعني :  الايثار والتضحية بالنفس  في سبيل الغير او المجتمع  .
        وكذالك تعني ان يقدم الانسان حاجات الاخرين على نفسه وهي حالة الرفعة والسمو وتصل الى حال منه افضل  من الملائكية , و في نكران الذات الانسان لايرى نفسه مطلقاً ولايهتم للمديح والذم ولاينتظر اشادة من احد ويكون متخفي عن الاضواء ، ومشروع نكران الذات يعني أن تكون كالشمعة تنير الطريق لجميع المارة من دون تمييز لنوع الماشي هل من  يهودي أم مسلم أم مسيحي أو إنه من حزبها أو من مخالفيها  ،  ونكران الذات احد مشاريع الانسان للحفاظ على الحضارة والتراث الفكري والعقائدي للدين والمذهب  , و فيها بتحول الانسان من الروح الفردية (أنا)الذاتية  الى  روح الجماعة حاملا هموم  الأمة متجاهلا همومه.
     فنكران الذات  ليس من  الامور السهلة  الخلاص بل اصعبها واعقدها التصاقاً بالفرد ,  و مخالفة هوى النفس وشهواتها والتحول الى الاهداف الجماعية التي يراد بها اذابة فرد في مجتمع , والخروج من قوقعة العائلة والعشيرة والحزب والتيارات القومية والوطنية التي قد تكون اهدافها مخالفة للعقيدة والرسالة النبوية , أمر يتطلب زمن وفترة ترويض عالية .
    وهدم الواقع الفاسد وتكوين المشروع الصالح , يعتمد على قدرة ونجاح الفرد في تجاوزه لهوى نفسه ,فهو بلاء وامتحان لتنفيذ مشاريع الامة , ومن  اختبارات  نكران الذات هو في امتحان طالوت لجنوده الذين يريدون دخول ميدان المعركة و  قتال العمالقة , ويعتبر من ابسط اختبارات الانانية , فقال لهم(ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فأنه مني الا من اغترف غرفة بيدة  )  , الا ان الجيش العطشان عندما رى الماء   لم يستطع الاكتفاء بالغرفة  وارتوى ، و فشل بمخالفة شهوى العطش فقالوا ( لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنودة ) فمن يسقط بابسط اختبار لايمكنه النجاح بالالتزام بالصبرالاكبر من العطش على مقاتلة العمالقة , وهذا ما تسبب بتخلفهم بالاتحقاق بمشروع طالوت الذي يهدف لتحرير الامة والمجتمع ، ومن أمثلة نكران الذات هو في تضحية الإمام الحسين “ع” من أجل الامة ،  مشروع جده محمد “ص” عندما قال : ( ان لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )  .
     في الخاتمة اقول ان مشروع نكران الانانية والعنصرية  هو الاذابة و الاستسلام  وتهئية  الساحة للمشروع الاكبر الا وهو مشروع محمد وال محمد (ص)الامام المهدي المنتظر “عج” وهو مشروع الامة الذي هو اكبر من العشيرة والحزب والطائفة , مشروع يبدا بالإنسان  وينتهي بتحرير العالم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات