قال الناطق بأسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح تناقلته وسائل الإعلام ( إنّه وبأمر القائد العام للقوّات المسلّحة , زارت لجنة من ضباط قيادة العمليات المشتركة برئاسة نائب قائد العمليات وبحضور قائد القوّات البرية وعدد من قيادة العمليات المشتركة وممثل عن جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية , وعلى الفور اجتمعت اللجنة مع حكومة إقليم كردستان برئاسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني وعدد من قوّات البيشمركة والحكومة في الإقليم , وتم بحث العمليات العسكرية التي ستجري لتحرير مدينة الموصل , وأضاف رسول أنّ الاجتماع كان كبيرا وتاريخيا , حيث تمّ الاتفاق على أمور مهمة وجرى التنسيق بين قيادة العمليات المشتركة وحكومة إقليم كردستان ) , ولم يوّضح العميد يحيى رسول طبيعة هذا الاتفاق التاريخي والأمور المهمة التي تمّ الاتفاق عليها مع رئيس إقليم كردستان , وهل هذا الاتفاق مكتوب على الورق أم جرى الاتفاق بشكل شفهي ؟ .
وحين قرأت تفاصيل هذا الخبر عبر وسائل الإعلام , لا أدري لماذا قفز أمامي الاتفاق التاريخي الذي أبرمه وزير النفط السابق عادل عبد المهدي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني , هذا الاتفاق الذي أتاح لمسعود تصدير النفط العراقي المسروق إلى الأسواق العالمية بشكل قانوني بعد أن كانت أسواق النفط العالمية تمتنع عن شراء النفط العراقي المسروق من قبل مسعود عدا دولة إسرائيل , ويبدو أنّ إطلاق صفة الاتفاق التاريخي أصبحت ملازمة لأي اتفاق تفوح منه رائحة التخاذل والتفريط في الحقوق الوطنية , لا أحد يعلم ما هي أبرز نقاط هذا الاتفاق التاريخي الجديد مع مسعود وحكومته ؟ وكيف اطمأنّ القادة العسكريون لتعهدات مسعود الذي يجهر ليلا ونهارا بالانفصال عن العراق هو وأبناءه وقيادات حزبه ؟ وماذا سيفعل هؤلاء القادة العسكريون لمسعود بعد سيطرته على المناطق التي يدّعي بعائديتها إلى كردستان وإعلانه ضمّها إلى خارطة كردستان بحجة أنّها أراض كردستانية ؟ فهل سيعلن هؤلاء القادة الحرب على مسعود ؟ .
أنا أعلم أنّ الحديث مع مسؤولي الحكومة غير مجديا وهو كمن يركض وراء السراب , وهم لا يستمعوا إلا لمن يمسح أكتافهم ويتملّقهم , ولكن ماذا نفعل إنه الواجب الوطني في أعناقنا , فللقائد العام للقوات المسلّحة والقادة العسكريون الذين أبرموا الاتفاق ( التاريخي ) مع مسعود أقول .. إنّ إشراك قوّات مسعود في تحرير مدينة الموصل , خطيئة ستقدم عليها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي , فقوّات مسعود ستتقدّم فقط نحو المناطق التي تدّعي بعائديتها إلى كردستان وستحتلّها وتضمّها إلى خارطة كردستان تحت ذريعة المشاركة في تحرير الموصل من داعش , وسيحتفظ مسعود بهذه الأراضي ولن يستطيع أحد إخراجه منها , وقد يؤدي هذا إلى اندلاع الحرب بين العرب والأكراد , والنقطة الأخرى التي أودّ قولها في هذا الجانب , هو وجود القوّات التركية قرب الموصل , فإذا ما بدأت عمليات تحرير الموصل من داعش مع وجود القوات التركية قرب الموصل وقبل إخراجها من العراق , فهذه كارثة أخرى سيترتب عليها وضع اليد على مدينة الموصل من قبل تركيا وبمساعدة أثيل النجيفي وأخيه , وسيتيح هذا الوجود العسكري لتركيا , التدّخل المباشر في الشأن الداخلي العراقي وتحديد مستقبل محافظة الموصل بعد تحريرها من داعش , وسيسمح لتركيا وضع يدها على كل نفط شمال العراق , ومن واجبي الوطني والشرعي والأخلاقي أن أقول للقائد العام للقوّات المسلّحة والقادة العسكريون , إنّ إشراك مسعود وأثيل النجيفي في معركة تحرير الموصل هو خطيئة لا تغتفر وستترّتب عليها نتائج سيدفع العراقيون ثمنها من دماء أبنائهم , وللتاريخ أقول قولي هذا , اللهم أني قد بلّغت .. اللهم فاشهد .