في النصف الثاني من شهر تشرين اول اكتوبر لعام 2002 دارَ حوارٌ موسّعٌ و مطوّل بيني وبين مراسل صحيفة ” واشنطن بوست ” السيد < آر . شاندرا سيكاوان ” , وقد جرى نشره في بعض الصحف المحلية آنذاك .
الحوار اشتمل على مواضيعٍ عديدة , لكنّي ” هنا ” سأختار الفقرة الأهم المتعلّقة بالعنوان .
قلتُ لمراسل الواشنطن بوست : < لا ريبَ أنّ الرأي العام العالمي ” حيثما كان ” يتعاطف ويحزن لأرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم في ” كلا ” برجي مركز التجارة , لكن لماذا في رأيك لم يقم الأرهابيون بتفجير احدى طائراتهم على مبنى CIA- مقر وكالة المخابرات الأمريكية ! والإكتفاء بتفجيرِ برجٍ واحد بدلاً عن ذلك .! فعلى الأقل فأنّ ال CIA تتمتّع بسمعةٍ سيّئة في العديد من دول وشعوب العالم .! > , وحينها ابتعدَ المراسل الأمريكي عن مغزى سؤالي وقال : < الا يوجد ابرياء ونساء واطفال في مبنى ” سي . آي . أي > .!!
سأكتفي هنا بهذه الفقرة من ذلك الحوار المنشور , لكنّه فعلاً من المستغرب لماذا لم يقوموا ارهابيو الحادي عشر من ايلول بذلك رغم خطفهم وتفجيرهم لعددٍ من الطائرات , والتي كانت احداها عبر الإصطدام بالبوابة او المدخل الخارجي للبنتاغون ” وزارة الدفاع الأمريكية .! وقد اُثيرت الكثير من علائم الأستفهام حول ذلك , في ذلك الوقت وبعده ايضاً .
في ذلك الحين , في اواخر سنة 2002 , وعلى الرغم من انهماك الرؤى , والتفكّر بقربِ موعد الحرب التي ستشنّها امريكا على العراق , وما صاحبها من حربٍ نفسيّة عبر وسائل الإعلام , فقد كان مثار دهشتي لماذا لم تتطرّق وسائل الإعلام العالمية ” الغربية والشرقية ” الى ذات سؤالي الذي طرحته على المراسل الأمريكي .!؟