18 ديسمبر، 2024 11:03 م

أوصيكم بالدعوة خيرا

أوصيكم بالدعوة خيرا

شهدت الساحة السياسية في العراق بعد عام 2003 تنافسا قويا بين الاحزاب والحركات السياسية  للوصول الى السلطة ، بعض هذه الاحزاب يمتلك تاريخا سياسيا يؤهله لذلك والاخر تأسس حديثا ، ساعد في ذلك التنافس الشديد  غياب قانون ينظم عمل الأحزاب ومصادر تمويلها ورغبة المعروفة منها والجديدة في الحصول على المكاسب. استخدمت هذه التنظيمات طرقا شتى لتحقيق مبتغاها مستغلة المكانة الكبيرة والقدسية التي يتمتع بها رجال الدين لدى عامة  الناس فاستخدمت صور ومقولات لرجال الدين كرمز لهذا الحزب او ذاك فنجحت الى حد كبير في استقطاب الجماهير لصالحها وربما تكون مقولة السيد محمد باقر الصدر ( اوصيكم بالدعوة خيرا فانه امل الامة) هي من وضع الواضعين كما في الحكاية الاتية ( يحكى ان إعرابيا شكا لصديقه من كساد بضاعته فقال له صديقه لا عليك فقام الصديق ووقف عند البضاعة التي كانت بصلا ونادي في الناس ( يا قوم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من أكل بصل عكا كأنه حج بيت الله في مكة ) ماهي الا لحظات حتى نفذت البضاعة . ومما يدعو الى الشك في صحة  نسب المقولة الى السيد الصدر ان التنظيمات المنشقة من هذا الحزب تحمل الاسم نفسه و المقولة ذاتها ،ولم يدّعِ أيا منهم بأحقيته بها كما لم تثبت لنا الايام والسنون التي تسنم السلطة فيها انه امل الامه ،بل اثبتت انه امل نفسه . وهناك دليل اخر يؤكد ان هذا التنظيم لم يصل الى مستوى حزب كونه لم ينتخب امينا عاما له الا عندما تسنم المالكي الحكم مما تسبب في انشقاق جديد في صفوفه حيث خرج الجعفري الذي كان الناطق الرسمي للحزب بتنظيم لوحده يحمل الشعار نفسه فاغلبنا يتذكر جيدا ان هؤلاء بكل مسمياتهم جاءوا الى العراق بعد علم 2003 حفاة لا يملكون شيئا اما اليوم فانظر ماذا اصبحوا ، تشير الدلائل الى وجود انشقاق آخر في صفوف الحزب بين مكونيه العربي  والفارسي  و سبب الانشقاق هو طموح زعيم المكون الفارسي للسلطة حيث اصبح منها قاب قوسين او ادنى لولا اعتراض بعض الكتل  كونه لا يحمل الجنسية العراقية ولا ندري بعد هذا الانشقاق المنتظر من هو منهم سيصبح امل الامة  ام سيلجأ احدهما الى مقولة اخرى تعزز موقفه ووجوده .