الأميرات اللائي يركبنَ الآلواح الطينية ، وينتجنَ لنا أساطير غرام لآلهة ثملين من رائحة النخل والطين ، هن وحدهن من يحُق لهن أن يرفعنَ شعار المطر لخواطر الفقراء وسطور الدفتر .
الأميرات اللائي يعرفنَ شهية خدود التفاح . وحدهن من يتحدثنَ بحلمهن الحضاري الى ليل ذكرياتنا ، ويركبن سيارات الباص الخشبية ، ويعلمن رجال الاثار طهي المهروثة والعدس التركي . ووحدهن ايضا من يصنعنَ طلاسم غيب المطلقات لرجل ثان او ثالث قبل سنين اليأس.
الأميرات المتوشمات بشجن القصب والخريط وافلام شامي كابور . هن من سيهزمن داعش ويرمين اللصوص بسجون اليأس ، وهن من يجعلنَ اللبن الخاثر مكياج الوجه .أحمل تلك الخاطرة السريالية وفوق الزقورة أصعد ، ومعي ظل الطيب أبن ( دوشي ) حيث خيارات الحلم لديه عبارة من عهد شكسبير ودمعة فرجيناها وولف وجدتي مشتهاية .خاطرة اعمارنا المغرمة بتواريخ مقاهي العزاب وحبال الشص ومتبضعات قيصرية البزازين .
وأنتَ …
من نافذة سومر تعيد شجون سطور كتاب الحب وتعطي للارصفة الليلية مصابيح عمر السياسة والقراءة وأغاني الشجن المصلوب على نافذة الحلم سفر لباريس وليس الشطرة.
وإن سافرت ، فالغربة في سومر حرب . الغربة أله من جكليت النذر ، وشيشة عطر ، ومرايا أمك كل ضفائرها حبل للريح وقمصان العيد والخط الاحمر تحت درجة رسوب.
ومن ينجح في أور ، سيعطيه الرمل غبار اللهيل وشاي الهيل وما سرق الاثاريون وما نهب الساسة والتجار.
خدود حمراء ، وأنت حاضنة الشغف الروحي بلهفة كأس مدام الشوق بعافية الصبر.
أترانا نذهب أم نبقى ؟
كنا نهمس حين نتخلص من ازيز شظايا الحرب ويوقع الامراء لنا الاجازات الدورية .
لكن القدر القادم من اوراق اميرات الحلم ومخادع الهة مصنوعين من القبلة تقول :بعضكم نعش والبعض الاخر معاش شهري والاخرون الى القطارات هيا :اركبوها وابحثوا عن جنسية في المنافي تقول لضابط الجوازات في وطنك : أنا اجنبي.هي لحظة اللقاء والافتراق ذاتها ، مكتوبة في اللوح ، ومبتغاة في البوح والنوح وسرير اللحظة الانثوية وبذكورتك ترفع سيفا ، ترفع قلما ، ترفع رمشا ، ترفع احمال الذكرى في ازمنة روايات ماركيز ومحفوظ وجيجان القهوجي.
ترفع سلالم السطوح وسلالم اعمدة الكهرباء وسلالم المعزوفة الموسيقية .
ترفع كل امانيك وتهمس لمدينة العطر : هل بعد الناصرية من يتنصر ويصير بوذيا في العشق أو شيعيا بمحبة ابي عبد الله أو صوفيا في شوق الحلاج لجارية سكنت شارع عشرين .
أو ماذا ؟
قال أبي :لاتقل لماذا ، فالحيرة لاتصنع سفرا إن كنت تريد السير على ارصفة الايام.
والأميرات كل واحدة تحمل وشما اخضر .شامة خد سوداء ورسالة حب في حمالة صدر كي لايكتشفها الأخوان .وأنت تحت البطانية تخبئ صوت ام كلثوم ، تخبئ آثارا من تل في الوركاء فيه لوح بصلاة حسية كتبها جدي في عهد سرجون ونارام ــ سين وآخر المحافظين العسكر .
قال ابي :لاتقل لماذا ، بل قل :سأجد السر.
وأين السر ، والناصرية كلها كتاب مفتوح ولا تكتم شيئا ، ولا تحول نهديها الى حجر ، وشفتيها الى قلم مكسور .
واعية دوما .
دافئة.
عاشقة سحرية …
كاهنة .
مسجدها قلب أبي .
والمحراب دمعة أمي حين شهداء الشارع يأتون الى ليل محلتنا قبل هلاهل عرس.
قال أبي …
وسيقول …
وأميرات سومر وحدهن من ينتظرن باب الحلم لديه.
ليأكلن القبلة تفاحا والغرام خبزا ، وجوعه يصنعن به قناني عطر باريسي.
وفي الفجر .
حين مات ابي…
جلسن على دكات العطر ، ينحبن ويصنعن لأول عيد في العالم . يصنعن مطرا وأحلاما خضر………!