18 نوفمبر، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

الساسة – الأخطبوط

الساسة – الأخطبوط

لا نعلم لبشر أو لمجتمع أو لأمّة أو لجماعة أكثر من قدمين.
وفي العادة تكون أقدامنا في الماء أو في النار. في اليمين أو في اليسار. في الشرق أو في الغرب.
في حالة البشر نقول عمّن له رجل هنا ورجل هناك أنّه منافق. يعرف من أين تؤكل الكتف. ” حنقباز ” . يلعب على الحبلين. رجل بوجهين.
وهو في كل الحالات مدان ملعون منبوذ. وهو كما وصف ” شرّ الناس ” لأنّه يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
في السياسة يقال عنها سياسة وبراغماتية ومصالح ولا يذكر شيء يمسّ الشرف أو السمعة أو الكرامة. فهي سياسة. والسياسة تسمح بكل المناورات. وإلا فهي ليست سياسة.
أمّا ما نحن عليه من حال فهو لا يقبل تصنيفا ولا تبويبا ولا تعريفا. لأنّ المعادلة عندنا مقلوبة. ولأنّ القوالب لدينا متعددة والباترونات كثيرة.
تأملوا القوى اللاعبة في العراق من غير ” العراقية “
وتأملوا موقف كلّ حزب وكلّ طائفة وكلّ قومية وكلّ دربونة منها.
شبكة من التقاطعات والتافر واللا اتفاق.
أمّا أمريكا
فهي شيطان أكبر عند البعض
وصديق حليف عند الآخر
ومحتلّ غاصب عند آخرين.
بل إن من بين من هم أصدقاء صدوقون لأمريكا يترددون ساعة دخول إيران على خطهم. فهم بين من جاء بهم وبين من يديم وجودهم ويدعم سياساتهم في حيرة وتذبذب.
ولذلك هذا السؤال المحرج: فهم أصدقاء أمريكا. ولأمريكا عليهم دالة. وأمريكا هي من نصبتهم وجاءت بهم. لكنّ أمريكا هي من زاوية أخرى الشيطان الأكبر والعدو الأعظم لأقرب الحلفاء وأشدّ الداعمين.
ثمّ تدخل السعودية على الخط.
فليأت لي أحدهم بمن يحلّ هذه العقدة. وليسير في هذه المتاهة.
وهي متاهة لأنّ أطرافها لا يجمعهم جامع
وما من قاسم بينهم سوى المطامع
أقرّ لساستنا بالحذق والدهاء
فهم الوحيدون في العالم القادرون على السير على لا أعرف كم حبل في آن معا
وهم الوحيدون في العالم القادرون على أن تكون لهم قدم في طهران وأخرى في واشنطن وثالثة في موسكو ورابعة في الرياض.
هم ليسوا ساسة
هم أخطبوط.

أحدث المقالات