18 نوفمبر، 2024 12:31 ص
Search
Close this search box.

أين انتم من علي بن أبي طالب (ع)

أين انتم من علي بن أبي طالب (ع)

عندما يذكر اسم علي بن ابي طالب تذكر أمة بكاملها, نعم فقد كان علي أمة تتجسد في رجل عظيم و تحضر كل الصفات الخيرة التي وضعها الخالق في شخص رجل عظيم, الشجاعة والعلم والبلاغة والتنسك والزهد والنبل والكرم والصبر والإقدام والبطولة والرجولة ونكران الذات واحتقار مباهج الدنيا وغروها وكل ما تحويه معاجم الدنيا من صفات حميدة, ذلك الرجل لم يكن كباقي الرجال فلم ولن تلد أما يوما رجلا يتحلى بهذه الصفات, أول من وصفه ربيبه رسول الله ص حين قال ((علي مني بمنزلة هارون من موسى و الله (( في بلاغته وشجاعته وكرمه وقال عنه ألد خصومه معاوية بن أبي سفيان نبي بعدي)) لا انه لالو)) ,وفي شجاعته ((هل رأيتم أحداً قط بارزه لو أنَّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي ))تبر والآخر من تبن، لأنفد تبره قبل تبنه)) وقال في كرمه ((و الله لو كان له بيتان أحدهما من إلَّا قتلهلقد أرتعد خصومه منه حتى حينما كان نائما, فأرتدت السيوف الى أغمادها حينما رفعت بأمر دبر بليل لقتل الرسول فكان مضحيا بحياته لحماية الرسول وكان النصير الموالي للرسول بكل ما تعني الكلمة من معنى وزاده الله شرفا حين اقترن بسيدة نساء العالمية أم أبيها الزهراء ع ولم يكن يوما ما حاقدا أو ناقما على أحد ولم يبخسه أحدا حقا يوما ما مثلما وصل لنا بدليل أنه كان المشاور الامين والناصح الوفي لأبي بكر وعمر وعثمان وكان المدافع الأول عن عثمان حين أراد القوم قتله ووضع أبنيه الحسنين حرسا بباب عثمان مضحيا بحياتهما للدفاع عن الخليفة الثالث ولم يكن حاشاه مساوما أو لاهثا وراء الخلافة بل كان الناصر الاول لكل من سبقه اليها لنصرة دين محمد ذلك الدين الذي كان كالوردة اليانعة التي تحيط بها الاشواك من كل جهة حتى حافظ على الرسالة الالهية بكل ما أوتي من قوة وأسس لها أساسا متينا بعد وفاة الرسول العظيم محمد بن عبد الله ص , علي لم يوقف ببابه حاجبا يحجب السائل عن سؤاله ولم يكن له سكرتيرا ومدير مكتب أو الاف مؤلفة من الموظفين في مكتبه ولم يكن له حتى مكتبا او بناية خاصة بأدارة الحكم بل كان يدير شؤون البلاد والعباد من داره المتواضعة في بطن الكوفة والشامخة ليومنا هذا, لم يكن عليا يخاف الا من الله لذلك لم يفكر يوما أن يجعل له أفواجا من الحماية لا أول لها ولا أخر لتحميه ولم يكن له الا عين الله تحرسه وحين اختاره الله كان فرحا للقاء ربه وكان مستعدا لذلك اللقاء لانه لم يعص ربه يوما ولم تسجل عليه حاشاه نقطة واحدة بل كانت كل حياته حسنات منذ ان كرمه الله بولادة فريدة في بطن الكعبة المشرفة ليلاقي ربه في محرابه متعبدا راكعا متأمما المسلمين, كان علي محط اعجاب واحترام الخصوم قبل الاصحاب لأنه لم يكن ليحقد على احد مهما كان إلا من أشرك بالله ووقف ضد رسالة نبيه وكان سيفه لا يضرب رقبة الا بعد تأن وروية وكان عليه السلام داعيا لخصومه بالهداية والمغفرة مسامحا لهم كل ما بدر منهم وخير دليل على ذلك يوم فتح مكة ويوم خيبر حين وقع المشركون واليهود تحت رحمته وأصبحت الرقاب بين حدي سيفه لكنه لم يضرب رقبة إلا تلك التي وقفت ضد الإسلام وغالت في حقدها وشركها رغم منحها السلام والأمان, لم يكن عليا شيعيا ولا سنيا بل كان مسلما لا يفرق بين عبد وحر ولا بين غني وفقير ولا بين متعلم وأمي ولم يقف في منصة يستعرض جيشه في السلم ليختبأ في الملاجيء في الحرب بل كان في مقدمة جيشه أمام أعتى الجيوش رغم قلة العدد والعدة لأنه كان مؤمنا بقضيته ودينه وكان يعلم أن من يلاقي ربه شهيدا فهو الفائز الأول , كان علي يدير بيت مال المسلمين وأموالهم لكنه لم يشتر سيفا او درعا من مال المسلمين العام ولم ينصب إبن عمه او ابن خاله على مال المسلمين ولم يترك أبناءه يتلاعبون بمال المسلمين العام ولم يلبس الحرير أو يلتحف الديباج رغم أنه أمير.
المؤمنين وخليفة المسلمين بل لم يضع في بيته حتى كرسيا يجلس عليه أو أريكة يتكأ عليها لأدارة الدولة بل كان يفرش رداءه البالي ليجلس عليه ولم يمد الموائد له ولعائلته ولم يقرب نفرا من عشيرته بل ضرب أخاه على يده حين إمتدت لتأخذ درهما حقيرا من المال العام ولم يعط منصبا لأبناء أعمامه وأخواله وخالاته وعماته ولم ينصب قائدا على ميمنة أو ميسرة لأنه قريبا له بل لمن كان كفؤا لذلك مهما كان نسبه, هذا هو علي فمن منكم كائنا من كان , سياسيا أم معمما أم مناضلا أم رئيسا لتيار او حزب او مسؤولا في الدولة كان ولو بمستوى يسير من منزلة علي وأفعاله وصفاته؟؟ فلا داعي لأدعاء الولاية لعلي وأنتم تفعلون أفعال الجاهلية ولا داعي لأن توجعوا رؤوسنا بأحاديثكم وخطبكم التي ليست سوى ترتيب حروف, وإن كنتم على ولاية علي فالولاية ليست بالكلام بل بالأفعال ومن رغب بأن يكون عليا مولاه فليراجع نفسه ويعيد ما استحوذ عليه من قصور وضيعات وبيوت وإمتيازات وأموال في المصارف الى بيت مال المسلمين وأن يسرح حماياته ويضمها إلى جيش العراق الذي يقاتل دفاعا عن الأرض والعرض وأن يبعد الأقارب والمنتفعين عن كرسي الحكم وأن يترك الخطاب المتشدد وأن لا يهمش الآخرين ويقصيهم لأنهم ليسوا من طائفته وأن يستغفر الله بكرة وعشيا ولطول عمره عما فعله بحق هذا الشعب المسكين وإن فعلها ولو أنه لن يفعلها لأن الملك عقيم والإمارة إمارة ولو على حجارة حينها سيستطيع القول أنه على الولاية ..

أحدث المقالات