الخسارة في مفهوم كرة القدم لا تعني نهاية المطاف، ومن يتحدث بذلك لا يأتي بجديد أو يخترع عرفاً لم تعهده أقدار الساحرة المستديرة على مدى مسيرتها التي عرفتها الأوساط الرياضية وتحولت إلى معشوقة يستأنس بها الجميع، ولعل صفة التذبذب وعدم الثبات( الفوز أو الخسارة) التي ترافقها هو ملحها وجمال ما فيها.
موقعة الخميس الماضي التي جمعت المنتخب العراقي مع نظيره الاسترالي على أرضه وبين جماهيره ، والتي انتهت لصالح الأخير بهدفين مقابل لاشي كشفت عن بعض الهفوات بأداء اسود الرافدين بعضه يتعلق بالجانب الفني الذي يتحمل مسؤوليته المباشرة الكابتن “راضي شنيشل”، فيما يتحمل الجانب التنفيذي ( الأدائي ) وسط الميدان مجموعة اللاعبين الذين مثلوا منتخبنا في المباريات.الجميع لاحظ، ومنذ انطلاق المباريات تغييرات جديدة بمواقع بعض اللاعبين، ما أشر أن هناك توظيف جديد لمهام اللاعبين ،سيخضع لفرضية التجربة!،التي تعد سلاح ذو حدين في مباريات تعد نقطة الشروع لسيناريو التأهل لنهائيات المونديال،(ويبدو أن الكابتن شنيشل اجتر “بدعة شهد” في اولمبياد البرازيل عندما وظف بعض اللاعبين بغير مراكزهم في مباريات منتخبنا الاولمبي ضد المنتخب الدنماركي.
أضعنا خلاله ثلاث نقاط ثمينة كادت تقدم المنتخب العراقي كـ (حصان اسود) لمنافسات الكرة الاولمبية العالمية)!.الأمر الآخر هو إصرار الملاك التدريبي على الاستمرار باللعب بواقعية مفرطة بمعنى الحذر السلبي (الذي يعني الخوف من الخصم وإعطاءه حجم اكبر من حقيقته، برغم من أن منتخب “الكانغورا “بتشكيلته التي واجهتنا، هو الأضعف على مستوى المواجهات بين المنتخبين طيلة المدة الماضية، حيث كان منتخب استراليا يعتمد على الكرات الطويلة واستثمار الضربات الركنية والثابتة والعاب الهواء، ويبدو أن عقم ذلك الأسلوب الذي عادة ما يواجه بالتكتل الدفاعي وغلق الثغرات وتشتيت الكرات من قبل الخصوم أضاع من الفريق الكثير،لذا فأن الاستراليون اكتشفوا خلل أدائهم فقدموا بمباراتنا أسلوب جديد للعب تمثل برسم الهجمات من الخلف والاستحواذ على الكرة وتدويرها وبالتالي اختراق دفاعاتنا من العمق والنجاح في مواجهة “محمد حميد” حتى جاء الهدف الأول من كرة أرضية عرضية، ثم جاء الهدف الثاني من ركلة ركنية سقطت بين أقدام اللاعبين.كنا نعتقد أن يواجه الكابتن راضي شنيشل أسلوب الفريق الاسترالي بشوط المدربين بطريقة الاحتفاظ بالكرة لقتل الوقت وامتصاص زخم الاندفاع الاسترالي، وبالتالي زيادة الضغط النفسي وفقدان التركيز مع مرور الوقت، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي عادةً ما تنجح بالتسجيل على الخصوم تحت وطأة سيف الوقت ،لاسيما ونحن نمتلك لاعبين يمتلكون السرعة والتكنيك لتنفيذ تلك المهمة.بيد ان ذلك لم يحدث واستمر لاعبينا بتشتيت الكرات بطريقة عشوائية وبمناولات مقطوعة!.
ومما زاد في الطنبور نغمة.أداء بعض اللاعبين،وتحديداً المحترفين الذين كان بعضهم خارج نطاق التغطية، والبعض الاخر منهم يبدو عليه عدم الرغبة في اللعب وكأنه جيء به قسراً لخوض المباريات أو انه يشعر فوق مستوى الكادر الفني.
ختام الحديث نحن نعلم أن مجموعة اللاعبين الحاليين باستطاعتهم ان يقدموا الكثير ، وهم قادرين على تجاوز غالبية فرق المجموعة والوصول إلى شواطئ المونديال شريطة أن يتعاهدوا على بذل قصارى جهودهم لإدخال الفرحة بقلوب الشعب العراقي الذي ينظر اليهم كواحة يستريح بها مما يحيطه.وجميعنا واثقون من ذلك.