إذا كان جنس الوسيلة المستخدمة للوصول إلى غاية معينة، تختلف عن جنس الغاية وجب التنويه بغية إعادة النظر وإستخدام وسائل أخرى؛ فما بالك إذا كان هناك تقاطع؟!..يدّعي مقتدى الصدر برعايته عملية (إصلاحية) وعليه أن يقدم بينة تقنع الآخرين لا أن يصدر أوامره لأنصاره. ولم يقدم الرجل سوى ما يثبت الإنطباع المأخوذ عنه بالجهل والفوضىية والإفتقار لأبسط المعارف السياسية والإجتماعية وحتى الدينية. والجاهل عندما يساهم في النشاط الإجتماعي والسياسي، سيكون تأثيره كارثياً على المجتمع والدولة، وهذا ما حصل فعلاً، فأتباع الصدر تحوّلوا إلى أدوات مضحكة يستخدمها في تقلباته وأزدواجيته التي تنم عن شخصية هزيلة متحكم بها عن بعد ومتوفرة لجميع المستخدمين!..آخر ممارسة دالة على ذلك، دعوته للموظفين من أتباعه “للإعتصام والأضراب عن الطعام”. فيما يتضمن مشروعه (الإصلاحي) ما يقاطع هذه الخطوة تماماً، إذ يدّعي رفض تقسيم المجتمع مذهبياً وقومياً، بينما يذهب هو لتقسيم الدولة والمجتمع إلى موظفين تابعين له وآخرين للحكومة، وشعب ينتمي للدولة وآخر ينتمي ل(آل الصدر)..!المؤسسات المستهدفة بالتعطيل، تمس حياة المواطن مباشرة وتعطل مصالحه، فضلاً عن خسارة المليارات من الإرباك الذي يواكب أي فوضى وتعطيل..لا يعبد الله من حيث يعصى، ولا يأتي الإصلاح من الفتنة والخراب؛ فهل ستضع الدولة حداً لجاهل يتحكم بجزء من شعبها؟!.. هو وهم بحاجة إلى تأهيل وإصلاح.