صبيحة الجمعة كان أهالي حي البتول كعادتهم, اغلبهم نائمين, بعد أسبوع متعب من حرارة لا ترحم وصخب لا ينتهي, وراء لقمة العيش واستمرارية الحياة, أبو محمد وأستاذ علي والشاب يونس اتجهوا لشراء (الصمون والكيمر), استعداداً للإفطار مع العائلة, الأطفال مهيمن وبشار وحسون يلعبون في الشارع “الدعبل”, وشاب جالس وبيده موبايله يهمس لحبيبته, مع زقزقة العصافير ونسيم الصباح العطر, صورة جميلة لهدوء ضاحية من ضواحي بغداد الفقيرة.
لحظات وإذا بوابل من الصواريخ تمزق السكون, وتنهد على بيوت الأهالي, انتشر الذعر بين السكان, رعب كبير سيطر على الناس, فصوت الصواريخ مخيف جدا, الصاروخ قادم بصوته , ولا نعلم أين سيقع, مما يجعل الترقب حالة من الخوف الشديد, احد البيوت ضربه صاروخ وارتفع الدخان عاليا, من يملك سيارة اركب عائلته وانطلق هاربا, الأطفال تبكي والنساء مذعورة, الكل يهرول هربا من الحي نحو الإحياء القريبة, بيت أخر ضرب بصاروخ كان الصوت شديدا, الكثير من البيوت تكسر زجاجها والشظايا في كل مكان, جنون غريب ما حصل, فهل تحول حي البتول لساحة حرب!
أنها عملية سحق للمواطن تضاف لتراكمات السنين المرعبة التي يعيشها الناس, فمن عهد صدام المخيف, الى الإرهاب الذي لا ينتهي, والتقصير الحكومي الفاضح اتجاههم, بل حتى القدر خبئ لنا صواريخ كمفاجئة عطلة نهاية الأسبوع, أحيانا نعتقد إن الحياة ترفض إن تبتسم لأهالي الإحياء الفقيرة, بل هي مصرة على سحقهم.
الحقيقة إن هنالك مستودعات للسلاح في المناطق السكنية, وهذا الذي انفجر كان احد المستودعات في المنطقة الصناعية في ألعبيدي, وقد انفجر وانطلقت صواريخه لتضرب الإحياء القريبة, وسبب الانفجار مازال مجهولا.
نطالب من الحكومة إن تمنع إنشاء مستودعات للسلاح داخل المدن, لان تواجدها داخل الإحياء, يمثل خطر حقيقي على السكان, فالجانب الإنساني يجب إن يكون متوفر في حياتنا.
[email protected]