سلسلة مقالاتي قطعها نواب البرلمان ..فلا يوجد شيء متسلسل او منتظم في العراق الا منظومة الفساد التي تأسست عليها العملية السياسية وبسقوط الفساد فقط تسقط العملية السياسية والعكس صحيح
قبل سنين وسنين طوال اصدرت كتابا بعنوان (البعث ..جدلية الشرعية وضرورات المراجعة) ، وساهمت في بناء تيار فكري يدعو الى مراجعة المسيرة وعزل ايجابيات واخطاء السلطة عن ايجابيات واخطاء الحزب وبما اننا لم نكن (حكومة ملائكية) كحكومة السيد الجعفري وبما اننا بشر فينبغي ان تكون لنا شجاعة المراجعة والاعتذار عن اخطائنا (كبعث) فقط من شعبنا العراقي وليس من الغازين وافرازاتهم ، ووضع آليات جديدة للعمل (تقضي بالالتزام بالنظام الداخلي الغائب) وتم الاعلان واستدعيت بعد ساعات من لدن جهاز امني سوري وأعطيت افادتي واستدعيت بعد يومين لأبلغ ان الرد من اعلى مرجع في الدولة ((سوف لن يكن وجودنا في سوريا مرحب به ان تكرر الامر او تم المضي فيه)) اجبت بأن لديكم جناحان محترمان من لدنكم ونحن لسنا جناح ثالث بل نحن فكر فاجابو ((هذه اوامر الجهات العليا))
دعى السيد المالكي البعثيين للعودة بعد طي الصفحات السود..قلت على الشرقية((مبادرة جيدة ولكن هل سيسمح له بذلك والرئيس احمدي نجاد صرح علنا بأن لا عودة لحزب البعث في العراق …سيخوض معركة مع البيئة الطائفية المحيطة به ، وأن استمر فاننا مستعدون للوقوف معه في هذه المعركة ..اما عن الصفحات السود فلا توجد صفحة اشد سوادا من الصفحة الحالية في تأريخ العراق المعاصر))بعد يوم واحد فقط صرح مدير مكتبه بغير ما قال المالكي فقلت على الشرقية يومها ((توقعنا لكم ان يخوض معركة ولكن لم نتوقع لكم ان يخسر المعركة بليلة واحدة))
على الجزيرة قلت (( اننا مستعدون للمصالحة ودخول العملية السياسية ولدينا خطة –لم اقل شروط – من 17 فقرة كان اولها الاعتراف بالمقاومة العرقية ، ووضع جدول زمني لانسحاب الامريكان ينتهي في 2010 وتعديل الدستور والاعتراف بعروبة العراق والغاء الاجتثاث)) بعدي بنصف ساعة اطل قيادي بعثي على الجزيرة نفسها ليقول ((انهم يريدون العملية السياسية فليذهبوا الى جهنم وبئس القرار)) ..اليوم اقول نعم ان العملية السياسية هي جهنم وبئس المصير، وهذا ليس اعتذارا من احد رغم اني املك شجاعة وثقافة الاعتذار لأني بنقاطي ال 17 نسفت اسس العملية السياسية في حينه الا ان قرع الطبول غطى عليها في ذلك الوقت ..
كل تلك المقدمة ليس لاهاجم عناصر العملية السياسية (المحاصصة التهميش..الفساد..آلخ) فقد هاجمتها حد الملل ، ولكن قانون العفو صعقني حقا وقضى على ال5% من الامل بامكانية التغيير نحو الاحسن…كيف؟؟ سأقول لكم وسأختصر تماما كي اعوض عليكم طول مقدمتي
لن اتطرق للكثير عن ما سمي بقانون العفو ومنها (الصياغة المخجلة حد القرف)حسب تعبير الاخ القاضي رحيم العكيلي الذي استرسل قائلا ان المادة الخامسة استثنت جريمتين غير معروفتين اسما ووصفا في القانون العراقي، وفي احد فقرات مقاله قال (يا ويلي) عن قضية ويستنتج ان الطبقة السياسية افلتت من 90% من جرائم الفساد..عودة على المادة الخامسة ..اقول انها استثنت 13 جريمة من العفو يهمنا منهاتاسعا: جريمة اللواط والزنا بالمحارم..وهي مشمولة بتدقيق الاجراءات واعادة المحاكمة الواردة بالمادة 10 من قانون العفو(بتعبير آخر يمكن ان يعفى مرتكبها)اولا: الجرائم المنصوص عليها في قانون المحكمة الجنائية العليا وهي غير مشمولة بتدقيق الاجراءات واعادة المحاكمة الواردة بالمادة 10 من القانون والتي تشمل كل الجرائم بلا استثناء اي تشمل الزاني بمحارمه ولا تشمل ابطال الجيش العراقي كسلطان هاشم الذي قال عنه الاخ الخبير القانوني طارق حرب في لقاء متلفز معي امس ((قادر على تحرير الموصل بعشرة ايام دون خسائر بالمدنيين والذي لم يعاقب جنديا حيال حياته)) ام الفريق صابر عبدالعزيز الذي قدم اهالي النجف الاشرف الاف الطلبات للعفو عنه كونه كان اخا لهم وليس محافظا فقط ..ام عبدالواحد شنان آل رباط ..ام سعدي طعمة ..أم ..أم ..وعدتكم بالايجاز وألا فالكلام عن هؤلاء الرجال الرجال يستحق اطاريح وليس مقالات..الآن لنناقش الامر بهدوء ولن نخرج عن الجانب الدستوري والقانوني الذي يوضح كم ان هذه الطبقة السياسية لا تحترم دستورا ولا قانون ..ويوضح ان العفو وضع بطريقة (لا اخلاقية)
نبدأ بالمنطق اولا قبل القانون ونسأل : هل يحق لقانون مرور ان يعاقب على عبور شارع من غير مناطق العبور ان لم تكن هناك مناطق عبور وقتها ولم يكن هناك قانون لمناطق العبور وقت الفعل؟؟ كلا بالتأكيدهل يحاسب الشرع الاسلامي على احتساء الخمر قبل أن يأمر بتجنبها ؟؟كلا بالتأكيد لأن الفعل كان حلالا صرفا يوم اطلقت هند آكلة الكبود على سيدنا الحمزة ( عاشق الخمر وصياد الاسود)؟؟ كلا بالتأكيد خصوصا وأن سورة النحل اعدته على العكس من ذلك ((سكرا ورزقا حسنا))
وعليه منع الاعلان العالمي لحقوق الانسان المحاسبة عن فعل (( لم يكن يعد جريمة في القانون المحلي وقت ارتكابه)) وهذا مانصت عليه المادة الاولى من قانون العقوبات البغدادي الذي سمي بالبغدادي لأنه كان يشمل (ولاية بغداد) والذي صار القانون رقم 111 لسنة 76 المعدل والساري المفعول ..وهذا مانصت عليه المادة 19 ثانيا من الدستور العراقي النافذ (( لا جريمة ولا عقوبة الا بنص ، ولا عقوبة الا على الفعل الذي يعده القانون وقت اقترافه جريمة)) وهذا مانصت عليه كل دساتير العالم بل ونصت عليه حتى المادة 169 من الدستور الايراني الحبيب..هل ان المحكمة الجنائية العليا شرعية ودستورية لنتمسك باحكامها بأسناننا ؟؟كلا ثم الف كلا ..كون الدستور ينص في المادة 95 منه ((يحضر انشاء محاكم خاصة او استثنائية))..
هؤلاء القادة العظام لم يبيعوا شبرا من ارض العراق كما باع البعض والبعض …يا ممثلوا الطوائف وليس ممثلي الشعب …فهل انتم منتهون؟؟؟
اختتم مقالي بالحديث الى سنة السلطة لاقول لهم انني سكنت سليمانية وبعد جدل مع ضابط الاسايش في منطقتي قال اولستم القائلين ( الامن اولا) اجبته كلا قلنا (الكرامة اولا) اعطني وثائقي ساغادر اليوم الى بغداد بلا عودة …فقط كونه تركني واقفا وهو يكلمني وانتم متى تعون ما يجري لكم؟؟ركبتم موجة جماهيركم المعتصمة لتقدموا مطالب انتم الاعرف بانها ستوظف لصالح المفسدين في كل الكتل ،ومنها كتلكم ، طالبتم بالتوازن وساء التوازن اكثر ..طالبتم بالغاء الاجتثاث وتنازلتم الى تعديل قانون المسائلة وفوجئتم بقانون التجريم ..واقروه رغما عنكم رغم ان ما تسمونه الاتفاق السياسي صار الى اقرار القانونين بسلة واحدة ووعدوكم باقرار قانون المسائلة بعد اسبوع واقتنع رئيس طائفتكم المبجل ، وبعدها وفي الوقت المخصص لمناقشة المسائلة اطيح بوزير الدفاع ، وظل القانون يراوح في ادراج المجلس ،وسيبقى يراوح هو ومطالب من تدعون زورا انهم ناخبيكم …اوتدرون لماذا اخروه لانه يستثني بعض من فدائيي صدام الذين نقلو للفدائيين بأمر رسمي ..يستثنون من قطع الارزاق عن اطفالهم
كلكم تعرفون ان مقتضيات الشرف والكرامة والوطنية ان تستقيلوا جميعا أو ان تنهوا شراكة الاذعان وتكونوا معارضة في البرلمان ، ولكن من سيكون وزيرا للتخطيط أو وزيرا للزراعة أو الصناعة او الدفاع المفرغة من الصلاحيات والمجمد وزيرها الى حد النخاع ؟؟أهكذا هو الدولار جميل وألى هذا الحد؟؟ ان قلتم نعم قلنا نعم ولكن الشرف اجمل وأعلى ، وسيبقى السلطان سلطان هاشم رمزا يصرخ في وجوهكم باسم الدستور والقانون ، ويصرخ بوجه التحالف الوطني أن كفى ماضوية وكراهية وخرق للدستور والقانوناخيرا صرخ القاريء الكريم بوجهي كفى اطالة وسأنتهي بقولي للطبقة السياسية برمتها…هل انتم منتهون؟؟