17 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

خطبة في جامع سني ….

خطبة في جامع سني ….

في محلة من محلات بغداد الشعبية التي لاتحسب على مكون معين بل هي خليط متجانس عراقي جميل … من الذين تعايشوا فيما بينهم وتداخلت ارتباطاتهم المجتمعية ومصائرهم المناطقية وأحلامهم العائلية تناسبوا أو تصاهرواوتعارفوا عبر سنوات طويلة ولا حاجة لذكر مايشاع هذه الايام من حسابات مغلقة ومتخلفة وهجينة تخدم السادة سياسيي الصدفة الذين يعملون على ترسيخها بثقافاتهم االطارئة وترويجهم لها لتكرس بقائهم متسلطين وفق محاصصاتهم التي اجهدتنا وقتلت الموضوعية في مجتمعنا وبرزت خلالها ظاهرة لا مثيل لها في الكون السياسي ألا وهي ظاهرة الفساد بكل اشكاله التي نراها أو نقرا عنها في كل مكان فمللنا تكرارها وهذه الكلمات المقززة معها ((شيعي وسني)) كم هي ثقيلة ومستفزة وقاتلة ومفرقة ومقرفة… مع كل احترامي للمذاهب والاديان…..
أعود الى هذه المحلة التي لم تغلق أفرادها للشيعة ولا للسنة ولا لأي فئة أخرى بعد ان أغلقت بعض محلاتنا وللأسف وصارت محسوبة بحسابات هؤلاء …وأراها لم تغلق شوارعها ولا حاراتها ولا حتى بيوتها بأوجه الآخرين مثلما عرف عن ابناء عراقنا الاصلاء ولا أطيل فقد مللنا المقدمات التي لاتجدي ولا تغني من جوع ومللنا الكتابة عن هؤلاء الطائفيين …..ولا حياة لمن تنادي …!!!
في هذا الجامع الصغير اسمع الخطيب يتحدث عن الامام جعفر الصادق ((ع))عن مآثره وعلمه وفقه وتواصله مع شجرة النبوة الشريفة وآل بيتها الطيبن الطاهرين في سلسلة تمتد كشجرة لتصل الى اصولها النيرة وهي نور على نور لترتبط بسيد المرسلين محمد ((ص))…ويسترسل الخطيب بتأثير هذا الامام وموقعه في عصره لحفظ تراث الامة الأسلامية وبودي نقلها لكم كاملة لجمالها واسلوب الاداء واتقانه ….
أجل أسمع من هذا الخطيب منتبها لعمق ارتباطه بهذا الامام وأبكي مع بكائه الصادق الامين والمصلين المستميعن الباكين معه لا ادري ماذا اقتطف من ثمار وزهور هذا البستان الجميل الواسع بهذه الخطبة العظيمة ولهذا الشاب الوسيم ذو الوجه النير المتليء عزيمة وحبا ويقينا واندفاعا للدفاع عن قيم الامة الحقيقية ورجالاتها وفهمت أنه بدأبالسلسلة من رأسها الشريف وسيواصل بحلقاته النيرة بالتعريف بكل أمام بها شع نوره وملأ الكون ضياءا وعلما ومعرفة …..
هؤلاء يعطون قدر الائمة والصالحين وهم ائمتهم حقا فهم المقتدون بهم وبصدق نضالهم ولا يتجاوزون ولا يلعنون ولايطعنون ولا يسبون ولم اسمع الا يقينا وصدقا ومروءة وعطاءا …والسياييون ومن حولهم ومن لف لفهم والذين قد يحتفلون بميلاد أمام أو وفاته فيتخذون من المناسبة فرصة لأضهار نوازعهم الشريرة للسب واللعن والطعن ورفض الآخر ومحاولة أخذ الثارات منه وزرع الفتنة والتعبير السيء للذكرى العظيمة باللطم والنحيب والبكاء والتطبير بكل مناسبة دينية وهذا البعض من مرضى الطائفية من الذين غسلت عقلوهم وظمائرهم ومليشياتهم وارتباطاتهم المشبوهة ليعتقدوا ان اهل السنة يكرهون اهل البيت وهذا جامع سني نموذج وأذ لم أجد في تراثهم وأدبيات فقهم كلمة واحدة في النيل أو النقص بل يعتبرونهم اسوتهم كالرسول الاعظم عليه افضل الصلاة والسلام ولست بصدد الدفاع عنهم لكني أجدها مناسبة لطرح فكرة الوحدة الوطنية الصادقة من خلال المواقع المحترمة الرصينة لكي نعري العقول المريضة المتحجرة والغلاة ارباب الفتن والانتهازيين الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويفترون على الله الكذب ويفتتنون المؤمنين والمؤمنات ولم يتوبوا بعد كل هذا الخراب الذي طال البلاد والعباد وفضح نواياهم الخبيثة في تفرقة الناس وخداعهم ليسودوا بنواياهم الشريرة والله من وراء القصد ….

أحدث المقالات