إن الوصول الى الريادة في القيادة يَتطلبُ جهداً كبيرا ً, وممارسات حضارية تواكب العصر الذي نحن فيه . فلو نظرنا الى مصطلح (Strategos)الاستراتيجة السياسية في العراق لعلمنا أنها بعيدة كل البعدعن الاطار العالمي للسياسة على الصعيد الخارجي والداخلي . وإن المتتبع للشأن العراقي يجد أن الطريقة الوحيدة التي يتعامل بها أهل السياسة في العراق الانتقام والتفرد والغاء الآخر, وهي الطريقة التي حُكم بها العراق منذ مايقرُب عن اربعة عشر عام , وبالتحديد بعد دخول الاحتلال الى العراق , ومجيئ بعض الاشخاص تحت مسميات طائفية وحزبية , وأصبحوا هم من يمثلوا الوجه السياسي للعراق الجديد , وبقي العراق طوال هذه الفترة يدور في نفق مظلم لا نور فيه , ومن خلال هذه التجربة المريرة والسياسة الفاشلة التي كان محتواها القتل, والتهميش, والتهجبير, تولد لدى العراقيون حالة من الانزعاج السياسي,فبدأت الاصوات تتعالى من مختلف شرائح المجتمع العراقي, فنجدهم تارة يطالبون بالاصلاح , وتارة اخرى بالتعديل, وتارة بالتغيير, وبقي العراقيون في هذه الدوامة والى يومنا هذا .
وإن حال جيراننا من الدول العربية والاقليمة ليس اقل سوءاً من العراق, بل لربما اكثر إنفلاتاً منه بأستثناء المملكة الاردنية الهاشمية , والجمهورية التركية التي أصبحت الأُنموذج الرائع للدول العربية والاقليميه بل وحتى الاوربيه من خلال سياستها الحكيمة في التعامل مع الشركاء في السلطة , وطريقة التحاور التي تسود أغلب الفُرقاء السياسيين في تركيا.
إن العمل على انقاذ العراق من هذا المأزق السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي, لابد ان يكون من خلال نقل التجربة السياسية والاقتصادية التركية الى الشأن العراقي, لانها أصبحت الحل الوحيد للخروج من هذه الوحلة التي أوشكت ان تُنهي العراق بلد الحضارات, بلد الرافدين الى دويلات صغيره متنازعة غير منسجمة مع بعضها. فكان الانموذج التُركي المثل الاروع الذي لابد أن يطبق في العراق , لعله يكون المنقذ والمنجي لعثرات العراق والعراقيين بعد صبر دام اكثر من أربعة عشرعاماً.