في فجر يوم عاصف زاد من حرارته شهر آب انفجرت على حين غرة في برلماننا قنبلة أزاحت الستار عن حالة بعض الفساد المستشري في مفصل من أعلى مفاصل الدولة الديمقراطية الناشئة الجديدة ..وشكل حدثا بارزا وتاريخا مهما في كشف أعضاء برلمانيون متهمون بالفساد أو بفرضه.. والمتاجرة بأموال الشعب وتلذذوا بالسحت ومغريات النائب دون خدمة يؤدونها ولا جهد يبذلونه وإنما مكاسب ومنافع دفع ثمنها الناس.. وهذا غيض من فيض والله أعلم اذا كانت الحالة تسري على بقية وزارات الدولة ماذا يخرج من قيء واوراق محشوة بالشبهات ونهب وفساد لا يطاق !!..عمولات وصفقات يمررها آل [كابوني ]سممت هواء المجلس التشريعي وأكملها باقي سماسرة الوزارات لحالة لا تصدقها العيون ولا تسمعها الآذان حالة تشبه الهذيان لم تمر بنا وعلى شعبنا ولم نسمع بها من قبل ..الا كانت حالات فردية بسيطة جدا كانت بمقياس العصر لا تقارن بمعشار ما يشهده البلد من فساد حاضر شاذ وملفات خطيرة .
كنا نرى في أفلام السينما صور إيمائية تحكي حوادث لم يكن بمقدور أحد المرور جنبها خوفا من أن تمس سيرة العائلة وكرامتها حتى لا تصل الى مسامع الآخرين جريمة مخلة بالشرف تلوث الثوب الناصع البياض .. هكذا كانت تجري الحياة بأثمن رأسمال {السمعة} من تخدش أو ثلوث أما مشهد اليوم فالطرق مبتكرة ووضعيات مختلفة للنصب والاحتيال تحيط بجوانب البلد هزته بقوة غريزة عالقة في أذهان البعض وكيفها إنساننا المعاصر الرديء لصالحه دون حياء من الناس وخوف من الله .
لقد أزعجت بعض ألأصوات التي يطلقها البرلمانيون ضد بعض حفاظا على شعار[انت هص وانا هص ونكسم بالنص ] وإلا بماذا يفسر الصوت المرتفع وحالة الهذيان والفوضى التي ألمت بالبرلمان اذا كان هنالك فاسد ومرتشي واضح وآخر صالح يستند الى ملفات تدين الفساد !! .
من العجائب في هذا البلد الفساد تغلغل في كل مفاصله لا يوجد سمك صغير ولا حوت الكل يغرف بلا انقطاع ولا رحمه والكل ذئاب تنهش لحم هذا الوطن والمواطن الذي ظل طريقه !! ما يجري لبرلمان اغلب أعضائه سماسرة اتخذت منه ستار لتبرير أفعال تهنأ بها على حساب دماء الوطن أظهرت وكشفت لم يعد النائب حقيقة يمثل ناخبيه وإنما تمثيل نفسه الأمارة بالسوء وجماعته من الفاسدين والحرامية .
هنالك قول معروف اذا أردت أن تفسد أمرا فحيله الى لجنة وخاصة لجان البرلمان كما يقول المثل الدارج [ من لحم ثوره وأطعمه ] فهي تخضع للمساومات وتضيع الوقت والالتفاف على الحقيقة.. إن اسلوب الرشا والكومشن الذي يمارسه بعض النواب سلوك ليس معيب وفاسد وإنما هذه التخمة من جراء ممارسة الابتزاز وتمرير عقود والحصول على العمولات امتياز جديد لنوابنا الأشاوس.. يثبت كبراءة اختراع للعمل المنتج في خدمة العباد والبلاد .. وأرى أن تعمم هذه التجربة الرائدة على برلمانيات العالم وهذه الدروس الراقية في السلوك والتعامل تخلد محسنات ما صنعه البرلماني العراقي في سباقه وازدحامه على الصيد مرعى ومحتطب والناس التي انتخبت راضية بالحرمان والحر !!