ما متعارف عليه في العراق، ان يكون شهر آب من كل سنة لاهباً، مرتفعاً في درجات الحرارة، فتتجاوز ال (50) درجة، في الأجواء العراقية، لم تكن الدرجة العليا هذه المرة، فجلسة مجلس النواب بلغت حد الغليان في لحظة استجواب وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي.
مشادات ومحاولات جاءت بخالد العبيدي مٌستَجوَباً، جلسة طلب تأجيلها لعدة مرات، لكن إصرار المٌستجوِبة كان حائلاً دون تأجيلها، ولم تعلم السيدة عالية نصيف عضو مجلس النواب عن كتلة دولة القانون، ان نيران العبيدي ستنالها.
بدأت الجلسة باستجواب الوزير على خلفية مقاولات التسليح والغذاء، حتى تعدت لتكون مسرحاً للاتهامات، أول اسم أطلقه الوزير كان رئيس البرلمان بعينه، مما حدى به ان يتنازل عن رئاسة الجلسة، فيما كانت قلوب الحاضرين تخفق بسرعه، خائفةً من موجة الغليان والاتهام.
سليم الجبوري كان اول المبتزين للوزير في مقاولات عدة، حاول الرئيس ان يبني علاقات تمهيدية لمرحلة الانتخابات القادمة، لكون الوزير حظي بشعبية عالية في الوسط السني، إثر محاربته لداعش التي تهرب عن مواجهتها اغلب الساسة السنة.
اتهامات العبيدي طالت الكربولي والحلبوسي، النواب السنة الناشطين اعلامياً، حاول العبيدي فرض سيطرته ليتسلسل بإتهاماته، التي باتت خطرة جداً، وتنم عمن يحكم البلد مجموعة من المتوحشين والفاسدين.
درجة حرارة المجلس ارتفعت أكثر عندما قلب الوزير طاولة استجوابه، وصرح انه أحال الى هيئة النزاهة ثمانية ملفات تخص النائب عالية نصيف، منها وجبات تعينات لأقربائها، وترفيع لآخرين وغيرها، مما جعلها تخرج خالية الوفاض من الاستجواب.
نواب اخرين اطالتهم موجات درجات الحرارة العبيدية، حتى بدى على اغلبهم تخوفاً من ورود أسماءهم في قائمة العبيدي الفاسدة، النائب حنان الفتلاوي اصابتها موجة صعقت على أثرها، حتى بقي موقفها غير واضحا، هل هي من أرسلت مبعوثها لتستجدي مليوني دولار، مقابل تسقيط الاستجواب السابق؟ ام ان المبعوث وٌفِدَ للوزير الذي رفضه، دون علمها.
خلاصة القول: التهبت جلسة استجواب العبيدي والتهب معها نهار شهر آب! وازدادت سخونته على العراقيين الذين اتضح لهم ان مافيات فساد تشرع قوانينهم، طغت على من يحاول خدمة البلد بصدق.
سلام.