كل كائن يحلم, اذا كانت احداث وافكار نهاره سوداوية يترجمها النعاس كوابيس خانقة, واحياناً تكون وردية متفائلة فتكتسب جمالية يفسرها العارفون بأنفراج ازمة وايام خير, هكذا يفكر العراقيون ويحلمون في يقظتهم في ان يجتاز العراق نكبة احزاب الأسلام السياسي كما اجتاز نكبة حزب البعث ويصبح القمع والفساد والأرهاب ندوب مرحلة كأداء في الذاكرة العراقية ويطوي الوطن ستائر ضعفه وتحلل دولته وغيبوبة مواطنيه وينهض حر بمكوناته وجغرافيته وثرواته وعمقه الحضاري.
يحلم العراقيون في ان تنسق جبهة الأصلاح مع اشقائهم في الأتحاد الوطني وحركة التغيير من داخل السلطة التشريعية وتندمج قوات الحشد الشعبي والبيشمرگة داخل مؤسسة عسكرية وطنية تحرس السيادة وتحقق الأمن المجتمعي ويتوحد الحراك الجماهيري في المحافظات العراقية حول اهداف وحقوق ومطاليب مشتركة فتتحول احلام وافكار يقظة العراقيين الى انتصارات تضمد جراحات الذات العراقية ويزهر ربيع الأنتماء الوطني.
حق طبيعي ان يختار العراقيون الوان احلام تفسر نفسها وحدة مشتركات وطنية انسانية تنسجها الأرادة الحرة للمكونات على واقع مزدهر بثقافة التسامح والأخوة ورغبة التعايش والأندماج الطوعي واعادة الروح لشعور الأنتماء للآخر في وطن مؤطر بالسيادة والأمن والحياة الكريمة.
الخطأ الفادح لم يرتكبه البعض من مثقفي وسياسيي العراق فقط, بل ارتكبه مضاعفاً مثقفي وسياسيي الأقليم عندما جمعتهم مصالحهم ومنافعهم الشخصية والفئوية حول سفرة مسعود للخذلان الوطني, تجاهلوا ما وعدوا به شعبهم في التحرر والديمقراطية ثم انبطحوا امام الأبتزازات والرشوة احياناً ما دام الأمر يتعلق بصفقة اذلال اضافية لوطن يتغذون من مراضعه من دون ان يدركوا مخاطر سلوكهم, الحراك الأيجابي الأخير لحزب الأتحاد الوطني وحركة التغيير يبشر بظاهرة جديدة قد تنسجم وتندمج داخل اطار حراك البديل الوطني وهذا ما يحلم به العراقيون ويتفائلون له.مسعود ما كان ولن يكون يوماً شريكاً موثوقاً به وهو المسكون بالكراهية وسادية الأقتتال وان لم يجد ما يوفر له فرصة اعلان الحرب على الدولة العراقية تكون الفتنة الداخلية وجبته السريعة لأشباع جوع غضبه, انه لا يريد ان يفهم فضائل التعايش ومكاسب المشتركات وحتمية التحولات الديمقراطية, تلك القيم تتعارض وتكوينه العشائري وثقافته الجبلية وطبعه المغامر, ما يجمعه مع غيره حقده الأسود على المجتمع العراقي لهذا لعب دور الدلال والسمسار لتمرير المشاريع المدمرة للأطماع الدولية والأقليمية, انها اللعبة التي قد يكسب منها الطارىء من المنافع العائلية والحزبية على حساب القضية الكردية.مسعود وهو الشريك في صفقة حكومة الأذلال ويستلم حصة الأسد من الثروات الوطنية يستغل ثغرة فساد احزاب التحالف الوطني للتمدد في جغرافية العراق ونهب ثرواته, في كل انتكاسة يكتشف جغرافية جديدة ليتنازع حولها وآخر ما صرح به “استقطاع وضم ما يستولي عليه من جغرافية الموصل” حتى اختلط الأمر على العراقيين, ان كان حشدهم وجيشهم سيحررا الأرض من دواعش البيشمرگة ام من بيشمرگة الدواعش ؟؟ الجواب اصابه الخرس في تصريحات منافقي الجهاد وخطب الجمعة لمراجع الأذلال.مرتزقة رئيس حزب العشيرة قلبوا التاريخ على عوراته واكتشفوا للعشيرة ما ليس لها وخذلوا الحقيقة على ارض اجداد المكونات العراقية وبرروا لبيشمرگة البرزاني ارتكاب جرائم ابادة وتهجير واعادة تكريد واستيطان وتمدد بتواطيء دنيء مع مسلسل حكومات الصفقات الخيانية, هنا على العراقيين ان يدركوا حقيقة لا يمكن الأحتيال عليها, انهم سوف لن يستطيعوا بناء دولتهم وحماية وطنهم ان لم يخلعوا احزاب الأسلام السياسي كما خلعوا زيتوني بعث الرسالة الخالدة.
التوجه العام للأتحاد الوطني وحركة التغيير لأعادة ترتيب اوراق العلاقات الوطنية بين الأقليم والدولة العراقية, يشير الى تحول ايجابي هام يجب التوقف عنده وتفكيك وتحليل وتفهم خلفياته ودوافعه التي لم تكن بعيدة عن الخيارات الوطنية للمشتركات المصيرية, على المثقف العراقي والسياسي ومنظمات المجتمع الوطني ان يتسع افقها تضامناً ودعماً للتحولات الأيجابية التي تحدث داخل الأقليم والأبتعاد عن اجترار سلبيات ماض صنعه رئيس حزب العشيرة في اربيل فالأكراد هم اول ضحايا التخمر القومي في عقلية العائلة البرزانية وحزب عشيرتها واول الخاسرين في اللعبة التي دخلها مسعود مقامراً بحاضر ومستقبل الأكراد.